إذا ما تأكد فعلا، تمكن قوة كبيرة من قوات الامن العراقية مسندة من قبل القوات المتعددة الجنسية، من قتل قائد الجيش الاسلامي في العراق، فإن ذلك يعكس تطورا كبيرا في المجالات الاستخبارية والعسكرية، فمن الناحية الاستخبارية، يعتبر التوصل الى معلومات دقيقة عن المكان الرئيسي لقيادة واحد من اهم الفصائل الارهابية المسلحة العراقية، وربما اهمها، تطورا كبيرا وتحولا في مسار العمليات، ومن الناحية العسكرية، فإن منطقة شمال تضم مجموعات من الارهابيين كانت مصدر ازعاج لحركة الهليكوبتر، حيث اسقط العديد منها في تلك المنطقة.
والمعلوم عن الجيش الاسلامي، انه كيان عسكري للبعثيين، خصوصا ممن عملوا في اجهزة الامن والاستخبارات والتصنيع العسكري، وقام بتنفيذ آلاف الهجمات خلال السنوات الاربع الماضية، ضد اهداف متنوعة، حملت طابعا فنيا وتعبويا، يعكس مستوى من التدريب القتالي، يختلف عن اداء الفصائل او الجماعات الاخرى.
ان القضاء على قيادة هذا الفصيل، تذكر بالقضاء على ما كان يسمى بجيش محمد، اول فيصل عسكري شكله صدام حسين بعد اختبائه، فقد وجهت اليه ضربات قاضية اعقبت القبض على قائده سعد اكرم والاستيلاء على كم كبير من الوثائق والمعلومات، قادت في المحصلة الى وضع نهاية له، لذلك، فإن قتل قائد الجيش الاسلامي وقتل العشرات ممن معه، فجر امس (السبت)، كما ذكر، والاستيلاء على الوثائق، عناصر تلحق تصدعا كبيرا في جسد هذا الفصيل، لان التعويض عما حصل لتنظيم داخلي، يختلف عما حصل لتنظيم القاعدة، بمقتل الزرقاوي، بحكم وجود قيادات بديلة ونظام قيادة وسيطرة لدى القاعدة، وهو امر سيكون اكثر تعقيدا على الجيش الاسلامي، وسينعكس سلبا على الفصائل الاخرى، تحت وطأة ضربات قوية في اماكن مختلفة، من قبل قوات ضاربة، امتلكت زمام المبادرة.
ويبدو ان عملية مهاجمة مكان قيادة الجيش الاسلامي، قد صممت بالدرجة الاساس، للقضاء السريع، على مصادر التهديد لطائرات الهليكوبتر، ولضرب مصادر امداد الجماعات الارهابية المسلحة داخل بغداد، من اطرافها الرئيسية.
جريدة القبس
https://telegram.me/buratha