بقلم الزميل حيدر الحسني
يعد التهجير القصري في العراق من اخطر المراحل التي يمر بها العراق وشعبه منذ سقوط النظام ولغاية الآن بل يعده البعض هو الأخطر في تاريخ العراق السياسي الحديث . فما يحصل هو تغيير في الخارطة السكانية التي من الصعب الفصل بين مكوناتها ولكن ابت ارادة الارهاب والتعصب الطائفي الا الفصل وتغيير عناوين المدن وجعلها تحت تسميات عنصرية مقيتة لا تمت للواقع ولا لجذور العراقيين بصلة ، فمنذ العام الثاني قبل الهجرة النبوية بدأ التهجير العنصري واستمر حتى وصل الى التهجير الطائفي ايام الامويين وكذلك حكم بني العباس وبعدها وصل الحال الى حكم العفالقة والتهجير الطائفي والعرقي وفصل الاقضية والنواحي عن المحافظات وجعلها مع محافظات اخرى واستمر الحال بعد الاحتلال الأمريكي حتى قام ازلام النظام السابق والزمر التكفيرية ومعاونيهم بالتصدي لهذه المهمة وإكمال ما بدأه القائد ((الضرورة)) .
وقد فرض على العراق الخوض في صراع او حرب هو في غنى عنها . ففي هذه الايام يقف العراق في مفترق طرق اولها الاحتلال وما آل اليه البلد من جراء ذلك . والإرهاب وما يصنع على أيدي التكفيرين وازلام صدام وثاراتهم واخيراً عمليات التهجير والقتل الجماعي للشيعة كل هذا يجعل اقوى الحكومات واحكمها غير قادرة على التصدي لكل هذه التحديات كون العمل الارهابي مستتر ولا يحمل ملامح من الممكن التوصل لها وكذلك ما تلاقيه هذه الزمر من دعم غير محدود من الانظمة العربية والدولية ايضاً وعن التهجير الذي طال العراق من شماله وتركز في الوسط وخصوصاً اطراف بغداد والمثلث السني كما يحلو للبعض ان يسميه .وخلال الايام الماضية تم تهجير العديد من العوائل الى جنوب العراق وتحديداً محافظة ميسان التي نالها نصيب من هذا التهجير ، فتحدث البعض عن معاناتهم وما وصل اليه الحال من ترك منازلهم وأموالهم وإعمالهم فتحدث الينا السيد احمد عبد الرحمن موظف في وزارة التجارة قائلاً :- كنت اسكن منطقة الاعظمية منذ 13 عاماً وبدون سابق انذار تم تهديدي بالطرد من الاعظمية وذلك من خلال ورقة تقول عليّ الخروج مع عائلتي وبدون نقل أي جزء من الاثاث او بيع الدار وخلال خمسة ايام . وتحدث والد الشهيد نعيم داود : ان ولدي الوحيد نعيم كان يعمل في وزارة الصناعة وفي أحدى الليالي قام مجموعة من الإرهابيين بطرق الباب ليلاً وإطلاق النار على ولدي دون إي ذنب او جريمة وهو اب لثلاثة ابناء اكبرهم 5 أعوام وقبلها قامت مجموعة من الزمر التكفيرية بسرقة سيارة احد ابنائي ونفذوا بها عملية ضد الجيش العراقي .وهنا تحدث شاهد عيان كان يعمل سائق اجرة بين بغداد وتكريت قال : شاهدت الناس في وسط السوق متجمعين فسألتهم ماذا هناك قالوا ان جماعة مسلحة قد قتلت خمسة من الحرس الوطني بعد تقيدهم وضربهم بعصي فماتوا على الفور . اما ما يحدث بين الحين والآخر عن زرع العبوات الناسفة على الطرقات فهذا امر اخر فالعبوات تزرع على الطرقات على مرئى الناس وبلا رادع ولا رقيب .وهنا حدثنا البعض عن التهجير الحاصل فقال الحاج اسماعيل عبد علي بدأ التهجير بعد سقوط النظام وبصورة عشوائية وكان غير ملحوظاً ولكنه تزايد وبشكل مدروس ومخطط بعد تفجير الأماميين العسكريين فقد قامت مجاميع كبيرة من أبناء المناطق الوسطى بتهديد العوائل الساكنة والآمنة وطردها بقوة تهديد السلاح من مساكنهم وترك كل شيء حتى الملابس والسيارات وكذلك المحال التجارية فقط الخروج بمفردنا ليلاً او نهاراً لم يثنهم بكاء طفل او صراخ امرأة وبعد ذلك قاموا بقتل كل من يتصدى لعمليات التهجير او من يمتنع من الخروج فقد قتلوا اثنان من ابناء عمومتي مع قتل احدى زوجاتهم وكذلك قتل اربعة من جيراني من بينهم شيخ جليل كان رجل علم وتقوى وكذلك حرق منازلنا ووضع ببابها لافته تقول انها بيوت الرافضة الكفره لاتباع ولاتشترى وفي احدى الايام قام مجموعة من سكان المناطق المجاورة بسرقة ممتلكات داري ودار ابنائي وذلك بسب كلمة صدرت من خطيب المسجد ندد من خلالها بالشيعة وقال عنهم انهم عبدة اصنام ، ومما اذكره اننا هجرنا مع عشرون عائلة من سامراء الى بغداد في يوم واحد ووقت واحد حتى بلغت الدنائة بسائقي السيارات برفع اجور النقل الى ستة اضعاف المبلغ ولقد عانينا الويلات بالتنقل من سامراء الى اطراف بغداد وبعدها الى الكاظمية وثم الى مدينة الصدر وبعدها الى العمارة وها نحن الان بلا مئوى ولامكان نعاني وكأننا اغراب في وطننا فما الذي اقترفناه من ذنب والى متى سيكون هؤلاء الارهابيين يتحكمون بمصير العراق وشعب العراق .
كما وتم تهجير اعداد كبيرة من العوائل من مناطق الحصوة في ابي غريب وكذلك التاجي واللطيفية والمدائن والنهروان والدورة والسيدية والعديد من منطقة الكرخ في بغداد بالاضافة الى المهجرين من محافظة ديالى وتكريت وسامراء والموصل والرمادي وهناك بعض العوائل التي رفضت ان تتحدث وذلك بسبب ان الارهابين سيحولون منازلنا إلى أكوام من الأنقاض جراء أي تصريح او لقاء على التلفزيون حيث قال بعضهم اننا نعاني الامرين فبعض اهالينا لا يزالون يسكنون تلك الاماكن اما نحن فقد خرجنا من ديارنا تحت جنح الليل وذلك خشيشة من القتل على ايدي الارهابين وذكر البعض بأن دورنا قد سكنت من قبل الارهابين وعوائلهم والبعض الاخر تحول الى ثكنات عسكرية والبعض الاخر تحول الى رماد او اكوام من الانقاض ونحن هنا نطالب الحكومة العراقية بأيجاد حلول لنا تساعدنا على العيش في هذا البلد الذي لا نشعر بأننا من ابنائه او ننتمي اليه وهذا بسبب ما يصنعه الارهابين بنا من قتل وتشريد ومصادرة حقوق .