لم تعد مولدات الكهرباء الصغيرة التي يستخدمها الأهالي في منازلهم عوضا عن الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تؤدي هذا الغرض فقط ، بل استخدمت خلال أيام عاشوراء على نحو كبيرة لتوفير الإنارة للمواكب الحسينية . ولجأ منظمو المواكب الحسينية في مدينة الكوت بمحافظة واسط ،خلال الليلتين الماضيتين،إلى معالجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء من خلال استخدام المولدات الصغيرة لتوفير الطاقة الكهربائية التي تحتاجها أجهزة الصوت والتسجيل المستخدمة في المواكب ،فضلا عن توفيرها للإنارة . واتسعت ظاهرة استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة بشكل كبير خلال الليلة الماضية ، بعد تكرار الانقطاعات في التيار الكهربائي... واستمرارها أحياناً لفترات طويلة ،ما جعل جميع المواكب الحسينية الثابتة منها أو المتحركة تستخدم تلك المولدات لتعويض الكهرباء.
ويقول عماد خزعل هادي ،أحد منظمي موكب (محلة المشروع) بمدينة الكوت لـ ( أصوات العراق ) المستقلة "من الضرورات الملحة التي تحتاجها المواكب هي الكهرباء التي لاغنى عنها... خاصة لأجهزة الصوت نهارا ،أما في الليل فهي ضرورية أيضا للإنارة." وأضاف لجأنا الى استخدام المولدات الصغيرة في الموكب لتوفير الكهرباء التي لأغنى عنها . وقال إن أجهزة الصوت سواء مكبرات الصوات أو اللاقطات ( الميكرفون ) لا يمكن أن تؤدي غرضها دون الكهرباء ويظل الموكب دون القارىء لا يحمل نكهة خاصة . وتابع في الإنارة أيضا استخدمنا المولدات .
واستدرك " لم نفكر بالكهرباء الوطنية لكثرة انقطاعتها أصلا ما جعلنا نوفر أكثر من مولدة للموكب الواحدة .وبين أن استخدام تلك المولدات على هذا النحو الكبير جعل أصحاب المواكب يصدمون بعقبة توفير الوقود لها ( البنزين ) وهو ما دفعنا لشراءه من السوق السوداء . وأشار الى أن ظاهرة المولدات كانت لافتة للانتباه خلال أيام عاشوراء وغالبيها تبرع بها الأهالي دون مقابل فيما تبرع قسم آخر بتوفير الوقود لها على حسابه الخاص .
وتمثل الموكب الحسينية أحد أهم شعائر الشيعة التي يحيون من خلالها أيام عاشوراء وتكون المواكب للضرب على الصدور ( اللطم ) أو مواكب الزنجيل ( الضرب بالسلاسل الحديدية على الأكتاف ) وهناك أيضا مواكب التطبير ( الضرب على الرأس بالسيوف ) وترافق كل أشكال المواكب قراءة القصائد الحسينية من قبل شخص يطلق عليه ( الرادود ) وتسير المواكب على قرع الطبول ( الدمام ) .
ويشير علاء حسين نزر ،أحد المساهمين في موكب (خدام الزهراء) ،إلى أن من الضرورات التي تم التفكير بها للموكب قبيل عاشوراء هي المولدات الصغيرة "وتم توفير ثلاثة منها تبرع بها الأهالي." وقال "موكبنا يضم نحو خمسمائة مشارك وهو ينطلق من جامع الحسين الموجود في محلية الزهراء ويسير في الشارع العام وهو ما يجعلنا نحتاج الكهرباء في أثناء المسير."
وأضاف أنه ولإغراض الإنارة ليلا فقد تم عمل نشرات ضوئية على تسير مع الموكب بعد أن كانت المولدات المستخدمة محملة على سيارات صغيرة تسير في وسط الموكب . وأوضح أن الموكب ينطلق في الساعة السابعة مساء ويستمر حتى منتصف الليل وهو موكب للزنجيل . ومن مميزات المواكب الحسينية أنها تقوم بالتزاور فيما بينها ليلاً واحياناً في النهار ويقوم أصحاب الموكب المضييف بتقديم جميع خدمات الضيافة للموكب الاخر من الاكل والشراب . وقال أحد المتبرعين بمولدة صغيرة لهذا الموكب فضل عدم ذكر اسمه أنني قدمت عملاً بسيطا لهذا الموكب فالمولدة لا تعني شياً ازاء ثورة الامام الحسين وبعدها التاريخي والإنساني الكبير . وأضاف التبرعات كثيرة لدعم المواكب ولكن كل ما يقدم نراه قليلاً ولا يوازي شياً لكنه تعبير عن الحب والولاء والمناصرة لابي عبد الله الحسين .
من جانبه ،قال شاكر جودة عبدا لله الحجامي معاون مدير دائرة المنتجات النفطية في محافظة واسط لـ ( أصوات العراق) اليوم الإثنين "حرصنا كثيراً على توفير كمية مناسبة من الوقود لاصحاب المولدات الصغيرة المستخدمة لأغراض المواكب . واستدرك لم نجهز صاحب المولدة إنما أردنا أن يكون الشخص المخول بالاستلام هو من المشرفين على هذا الموكب أو ذاك ووجدنا تعاوناً كبيراً من الجميع .
وقال أن من طبيعة المواكب ان تسير وهذا ما يجعل ان تكون الكهرباء مرافقة للموكب لأنه يحتاج إليها في أجهزة الصوت والتسجيل وهنا لابد من وجود المولدة الصغير لتوفير الكهرباء للموكب .يشار الى ان الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي خلال الأيام القليلة الماضية تمتد أحيانا لساعات طويلة وهي حسبما أفاد به مصدر بدائرة الكهرباء بالمحافظة ناتجة عن الانطفاء التام في المنظومة الوطنية التي غالباً ما تكون أسبابها الأعمال الارهاربية وأعمال التخريب المتعمدة .
https://telegram.me/buratha