احمد الحلفي
الأزمات الكثيرة في المنتوجات النفطية التي تحدث بين الآونة والأخرى في محافظة ميسان تستدعي المعنيين بمراجعتها والبحث عن السبل الكفيلة بالقضاء عليها او الحد منها على اقل تقدير ريثما يتسنى ايجاد حلول استراتيجية ناجزه ذلك ان من اكبر المفارقات ان تعاني مدينة تطفو على بحر من النفط من أزمات في المشتقات والمنتوجات كما يحصل في محافظة ميسان لكن وكما يقولون اذا عرف السبب بطل العجب فميسان ليس فيها سوى مصفى عتيق على الرغم من انه انشأ في عام (2000) لكنه يعمل بمعدات اكل عليها الدهر وشرب فهل يا ترى يستطيع وحاله هذه ان يقدم الحلول الكفيلة للحد من الازمات التي تعصف بالمحافظة في المنتوجات النفطية؟
وضعنا هذا السؤال وغيره على طاولة السيد حسن ابو الهيل شلال مدير المصفى فحدثنا قائلا:
انشأ المصفى في عام (2000) م، وهو تابع الى شركة مصافي الجنوب ،وينتج النفط الأبيض والأسود والبانزين والاز وبطاقة إنتاجية تصل الى (7000 -7500) الف بريمل يوميا .
*: وهل هذه النسبة تكفي لسد حاجة المحافظة؟
الأستاذ حسن: بالطبع لا تكفي ولكن المصفى حتى لو عمل بكامل طاقته الإنتاجية القصوى التي تبلغ (10000) الف برميل يوميا بينما تبلغ حاجة المحافظة تقريبا (40000) الف برميل يوميا ،وكذلك هنالك سبب مهم ان ميسان تحتوي على (نفط ثقيل) وليس خفيف وهو المستخدم في كافة مصافي العراق وعلى ضوء ذلك تعمل تلك المصافي بمعدات واليات خاصة معدة لهذا الغرض (النفط الخفيف)، اما الاسباب الأخرى فمنها ان معداته والياته قديمة ومجمعة من عدة مصافي أخرى في العراق ، ومنها ان المصفى يحتوي على وحدة إنتاجية واحدة فقط بحيث اذا أصابها أي عطل يتوقف المصفى بالكامل وتتعرض المحافظة الى ازمة في المنتوجات النفطية ، كما ان هناك مشاكل خارجة عن اختصاصنا.
* : وهل هناك حلول مستقبلية لمعالجة هذه المشاكل ؟.
الاستاذ حسن : في الوقت الحاضر لا توجد أي حلول ولأننا وكما قلت ان العلة تكمن في المعدات والآليات ووحدات التكرير التي نحتاجها في العمل على (النفط الثقيل) غير متوفرة وباهضة الثمن هذا من جانب ، اما الجانب الآخر اذا أردنا ان نطور المصفى فاننا بحاجة الى وحدات إنتاجية إضافية تساعد على استمرار العمل وعدم انقطاع المنتوجات النفطية.
* : وهل هناك خطة مستقبلية لنصب اكثر من وحدة انتاجية اخرى؟
الاستاذ حسن : لقد تمت مفاتحة شركة مصافي الجنوب بهذا الصدد وكان الجواب انهم مستعدون ولكن كميات النفط الخام المجهزة غير كافة لتشغيل وحدتين اما اذا نصبت وحدة انتاجية اخرى فهي لضمان استمرار العمل وليس لرفع سقف الإنتاج . ومن جانبنا فان العمل جار على قدم وساق لاستمرار العمل وزيادة نسبة المنتوجات حيث قمنا بعملية صيانة على اكثر من (50%) من معدات واليات المصفى والتي أسهمت وبشكل كبير بزيادة الإنتاج الى ما هو عليه الان.
* : وهل هناك حلول اخرى لضمان استمرار العمل ؟
الاستاذ حسن : اقترحنا انشاء خزانات ذات سعة كبيرة لخزن المادة الخام والمنتوجات وقد حصلت الموافقة من شركة مصافي الجنوب وتم رصد المبالغ وأحيلت المناقصة الى شركات للتنفيذ الا اننا وجهنا مشكلة وهي الارض التي ننشأ عليها الخزانات ، حيث ان الموقع الذي تم اختياره وحسب المواصفات الفنية يستحوذ عليه بعض الفلاحين منذ سنوات طويلة وقد طلبوا تعويض مقابل ذلك الا ان الوزارة امتنعت لعدم وجود مسوغ قانوني.
* : أشيع قبل فترة بان المصفى سيكون شركة مستقلة عن شركة مصافي الجنوب ما مدى صحة ذلك ؟.
الاستاذ حسن : عندما نقول شركة يجب ان يكون هناك مصفى كبير او عدة مصافي ، يكون طاقته الإنتاجية أوسع واكبر ، نوع المنتجات متكامل وهذا لا نستطيع توفيره في الوقت الحاضر، ولكننا اقترحنا ان يكون المصفى عبارة عن (هيئة) تكون صلاحيته أوسع وطاقته الإنتاجية اكبر بالرغم من انه يبقى تابع الى شركة مصافي الجنوب.
وقبل الختام نقول ان هذا المصفى اليتيم في محافظة تطفو على النفط لا يمكنه ان يسد رمق احتياجات المحافظة من المنتوجات النفطية حتى لو تم تطويره فسيبقى هنالك نقصا في هذه المنتوجات ما يعني استمرار الأزمات التي سأمها المواطن لذا لابد من وجود حلول جذرية تتناسب ومتطلبات الحاجة مع بقاء مصفانا القديم كرصيد بعد تطوير إنتاجه حينها يمكننا ان نقول بان زمن الأزمات في المشتقات النفطية قد ولى وادبر.
واخيرا لا بد من الإشادة بجهود الخيرين العاملين في هذا المصفى الذين بذلوا ما بوسعهم للارتقاء بالإنتاج الى المستوى الحالي والذي وصلت نسبته الى (80%) من طاقته الانتاجية ونأمل منهم المزيد من العطاء لرفع الحيف والمعانات عن المواطن الميساني بهذا المجال.