تحقيق الزميل : سعد البغدادي
تعتير اللجان الشعبية من الدعامات الاساسية لحفظ الامن في مدينة بغداد فعملها المساند لقوى الامن والشرطة اثبت نجاحه على كافة الصعد. وقد اتسم عملها بالانضباط والسلوك الصحيح لمراقبة التصرفات المثيرة للشبهات وابلاغ الاجهزة الامنية عليها
ان تجربة اللجان الشعبية ليست وليدة التجربة العراقية ففي الجزائر حينما تم طرد الاحتلال الفرنسي تم تشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن الجزائر وفعلا تم تحقيق الكثير من المنجزات والحفاظ على الثورة الفتية وفي فرنسا وبعد تحريرها من النازية دعا الجنرال ديغول الى الاسراع في تشكيل اللجان الشعبية لحماية فرنسا من المتطرفين وبقايا النازية وما تزال تجربة اللجان الشعبية تحمي المكتسبات الرائعة في امريكا اللاتينية فيما تتميز تجربة اللجان الشعبية في العراق بميزات تتفوق فيها على مثيلاتها من الدول الاخرى اذ ان العراق يشهد حملة تكفيرية بشعة متحالفة مع الاجهزة الامنية السابقة من رجال الامن والمخابرات البعثية تستهدف قتل العراقيين اولا والعراقيين اخرا ثانيا ان التكفريين والبعثيين على درجة عالية من التنظيم والتدريب اضافة الى الدعم الذي يحصلون عليه من الاطراف الاقليمية ودول الجوار وثالثا ان الاجهزة الامنية وقوى الشرطة حديثةالتدريب والمعلومات وهي بحاجة كبيرة الى الدعم والمساندة الشعبية من اجل رفع الروح المعنوية لها
كل هذه الاسباب تدعونا الى المساهمة بشكل فعال في دعم هذه اللجان الشعبية اضافة الى عملها في دعم الاجهزة الامنية وحول دور هذه اللجان الشعبية كانت لنا جولة في مناطق بغداد السيد نذير جاسم مسؤول اللجان الشعبية في منطقة حي الجهاد حدثني عن تشكيل هذه الكوكبة قائلا
تشكلت هذه اللجان بدعوة من الاهالي بعد تعرض منطقتنا للكثير من الاعمال الارهابية التي تنطلق من جهات تكفيرية معلومة لدينا ,استطعنا بهذه اللجان ان نحمي منطقتنا من القصف العشوائي والاغتيالات المستمرة
سالته كيف حدث هذا ؟ قال شكلنا وفدا من شيوخ العشائر والوجهاء في المنطقة وذهبنا الى المناطق التي نعتقد انها وراء هذه الاعمال وتباحثنا مع وجهاء هذه المنطقة وفعلا حققنا الشئ الكثير لابناء منطقتنا
وحينما قلت له ان البعض يعتقد ان اللجان الشعبية هي نوع من الميليشيا المسلحة قال ان مفهوم اللجان الشعبية مختلف عن الميليشيا لان اهالي اللجان الشعبية هم من وجهاء المنطقة ومعرفون لدينا وهم ابناء منطقتنا ونعرفهم فرد فرد وهم ياتمرون بامر الشيوخ ووجهاء المنطقة لذلك وظيفتهم محصورة في الدفاع فقط وصد اي هجمات نتعرض لها من قبل التكفيريين ونحن نعمل مع الشرطة العراقية ونزودهم بالمعلومات اي ان عملنا هو مساعد للشرطة وسالته عن الاعمال الاخرى التي تقوم بها هذه اللجان قال
الحراسات الليلية فنحن نخرج دوريات راجلة بالاتفاق مع الشرطة المتواجدة هناك ونعلم القوات الامنية ان رجال اللجان الشعبية يقومون يحراسات ليليلة في الاحياء وفي الصباح تقوم هذه اللجان بحماية المدارس الابتدائية والثانوية وكذلك بحماية المستوصف نحن نعلم ان الشرطة لاتستطيع ان توفر حماية لكل مدرسة او مستوصف لكننا نستطيع توفير مثل هذه الحماية حفاظا على ارواح ابنائنا وبناتنا من الطلبة الاعزاء
وفي منطقة ابو دشير استقبلني الحاج علي اليساري وهو يشرح لي وظيفة هذه الجان وكيفية تشكيلها ولم يفته ان يتحدث عن الصعوبات التي واجهته في اقناع كثير من المؤمنين للانخراط في صفوف هذه اللجان نتيجة ارتباطاتهم بالعمل اليومي لكنهم ما ان لمسوا ثمرات وبركات هذه اللجان حتى رغب كل شباب ابو دشير للتطوع في هذه اللجان على الرغم من اننا لانوزع اموالا
وحينما سالته عن الية التطوع اجاب ليس كما تتصور. لسنا جيش او مؤسسة عسكرية كل وجيه من وجهاء المنطقة يرشح لنا مجموعة من الشباب الملتزم والمتدين والمعروف بحسن سيرته في المنطقة نعطيه باج خصص لهذا الغرض ونكلفه في حراسة نقطة معينة او مدرسة او حماية السوق
وكيف يحمون الاسواق يراقبون الشارع عن اي تصرف غريب او اي سيارة مركونة يشكون فيها فسرعان ماتسمع هذ السيارة لمن من صاحب هذه السيارة واذا لم نجد صاحب هذه السيارة نخبر الشرطة بعد ان نفرغ المنطقة من السكان هذه هي وظيفتنا
وحينما سالته ان البعض يتهمكم بحمل السلاح قال ان السلاح يتواجد في كل بيت المشكلة ليس في السلاح بل في طريقة استخدامه والحمد لله ان رجالنا ياتمرون بامرنا وهم تحت سيطرتنا قلت له هل هناك امور اخرى حققتها هذه اللجان قال طبعا الحفاظ على اولادنا
اما في منطقة الصدرية فقد استقبلني شبابها بالصلواة في مقهى شعبي وطلبوا مني ان ابيت في هذه الليلة معهم كي اتعرف على واجباتهم بصورة اكثر تتلخص واجباتنا في حماية المنطقة ليس من الارهابيين فحسب بل من السراق والقتلة ايضا فمنذ تشكيل هذه اللجان اكاد اجزم ان كل هذه الاعمال قد انتهت ونحن مسرورين لان عوائلنا تنام بحمايتنا وطلبت منه ان يحدثني عن هذه اللجان هل استطاعت ان تقلل من العمليات الارهابية
قال لقد عثرت هذه اللجان على اربع سيارات مفخخة وابطلت مفعولها عن طريق ابلاغ الشرطة تصور اربع سيارات مفخخة في سوق الصدرية ؟ ماذا سيحدث كذلك القينا على وكر ارهابي متكون من سبع اشخاص وسلمناهم الى الشرطة وكانوا يرومون في عدة عمليات الاغتيالات اضافة الى اننا عثرنا على مطبعة كانت تقوم بتزويد الارهابيين بمطبوعات ومنشورات لفيلق عمر تحرض على القتل والفتنة الطائفية
كل هذا الاعمال حققناها بالتعاون مع الشرطة العراقية والاجهزة الامنية . اذن دور اللجان الشعبية لايقتصر على حماية المناطق من الارهابيين بل حماية ابنائها وحماية الممتلكات والمدارس والاسواق ان نجاح هذه اللجان ستعود فائدته على الجميع
https://telegram.me/buratha