ولو كان غير الحزب الإسلامي هو من تكلم بذلك ربما لجأنا إلى السكوت وغض الطرف، ولكن حين يكون المتكلم هو الحزب الإسلامي فلنا معه أكثر من كلام لنعرف من هو الذي يطعن بإخوانه؟
ومن هو الذي له الهوس الطائفي؟
سيما إن هذا الحديث قد جاء بعد المراسلة المسؤولة مع المكتب الإعلامي للحزب رداً على رسالتهم للوكالة في الاسبوع الماضي والتي تدعو لفتح صفحة جديدة من التعاون، وقد رحبنا بذلك في رسالتنا للأخ حامد الجبوري مسؤول الاعلام في الحزب شريطة أن يكون ذلك جدياً لا مجرد كلمات، وأن يبتدأ موقع الحزب برفع المواضيع التي تثير الطائفية وتشحن الغل وتطعن في الآخرين ومثلنا لذلك بمثل الفلاش الموجود في موقعهم والذي يتحدث عن جريمة جيش المهدي بحق أهل السنة في حي الجهاد، ولكن يبدو أن جديتهم في الجواب جاءنا عبر بيان المكتب السياسي للحزب!!!
وهنا لابد لنا من أن نشير إلى الآتي:
أولاً: وردت الإشارة إلى موقعنا باسم موقع براثا الألكتروني، ومن الواضح أن اسم موقع براثا الألكتروني يخص جامع براثا ولا علاقة للوكالة به ولا علاقة له بالوكالة، ولكن تم زجّه بهذه الصورة من أجل أن يكون الاتهام لجهة شيعية كبيرة وواضحة، ومن أوضح الواضحات أن موقع براثا الألكتروني بعيد عن تناول الموضوعات السياسية ويمكن ملاحظته بمنتهى السهولة:
وبالنسبة لنا فقد أعلنا أكثر من مرة إننا نتشرف لو كنا تابعين للجامع المقدس أو لسماحة الشيخ الصغير، ولكن واقع الحال غير ذلك فالوكالة لا علاقة لها بالجامع المقدس ولا بسماحة الشيخ(حفظه الله تعالى من كل سوء)، وقد أسمينا أنفسنا بهذا الاسم اعتزازاً منا بالإسم المبارك وبالموقف الشامخ للجامع ضد الارهاب الطائفي أسمينا اسمنا به كما هو حال مئات التسميات التي سميت باسم براثا في العراق.
ثانياً: إن الوكالة إنما أنشأت لكي ترد على عملية الشحن الطائفي وظلم شيعة أهل البيت ع والتي كان الحزب الإسلامي وحلفائه كهيئة علماء الضاري وجبهة التوافق ومؤتمر اهل العراق وغيرهم قد حشّدوا كل طاقاتهم من أجل ذلك، فهل يريد الحزب الإسلامي منا أن نكشف الأوراق القديمة ونقلبها لنرى أيّنا هو المبتدئ بالظلم؟
ونحن نقولها صريحة ودون مواربة: لن نكف عن فضح عوار ومهاجمة قتلة الشيعة والإرهابيين قتلة العراقيين من الشيعة والسنة، ومن يحتضنهم ومن يروّج لهم أبداً ومن يحرّض على ذلك، حتى يكفّوا هم عن ذلك، ونعتقد أن ذلك لمصلحة الشيعة والسنة لكي يعرف الجميع إن السنة والشيعة ليسوا هم طرف النزاع وإنما هؤلاء الطائفيون هم وراء ذلك.
ثالثاً: هل يريد الحزب الإسلامي أن نذكره بدوره المشؤوم في أحداث ما بعد سامراء ولغة التحريض والتهريج التي قام بها؟
هل يريد أن نذكّره بكيفية التباكي على إحراق مساجد لا وجود لها وعن التهويل في تصوير الاعتداءات التي تمت على المساجد ورفعها من واقع الحال الذي أكّدته وزارة الدفاع وعلى لسان وزيرها آنذاك الدكتور سعدون الدليمي بأنها كانت 26 مسجداً فقط، ليحوّلها الحزب وحلفائه إلى 168 مسجداً!!!!
هل يريد أن نذكّره بكيفية تحريضه في أحداث حي الجهاد وهذا التحريض الذي استمر حتى هذه اللحظة في موقعهم حين يقدّم معلومات مغلوطة تماماً، في الوقت الذي أثبتت الأرقام الرسمية بأن قتلى حي الجهاد كانوا 30 شخصاً منهم 16 شيعياً على الأقل، بعد أن تم تفجير حسينية الزهراء ع وقصف المنطقة بالهاونات ورشقها برصاصات جامع فخري شنشنل، في الوقت الذي كان فيه الحزب في بياناته وفي قناة بغداد وفي عموم مؤتمراته الصحفية التي تركض وراءها قنوات الأعراب مشغولاً بالتهريج وأن هجوماً حصل على أهل السنة وأن عدد القتلى هم 50 سنياً!!
رابعاً: إذا كان الحزب يتهمنا بأننا وراء ذلك ترى هل أن عشائر صحوة الأنبار منا حين تكلمت عن الأساليب الظالمة التي تستخدمونها في محافظات الأنبار وعموم المحافظات الغربية، هل كان هؤلاء شيعة أم كانوا من أهل السنة؟
خامسأ: ألم يقل منسق حقوق الإنسان لديكم عمر الجبوري أن 50% من قتل السنة هو من طرف حارث الضاري، فكيف عاد حارث الضاري حليفاً ؟ ومديناً للإرهاب؟؟؟؟
صحيح إن عمر الجبوري المسكين قد تم سحب تصريحه بعد أيام، ولكن سحب تصريحه لا يعني انه لايؤمن بذلك، بل هي ضغوطكم على حارث الضاري وضغوطه عليكم هي التي تصنع التصريح وتصنع سحبه.
سادساً: لا أدري كيف تمكن قلمهم أن يعبّروا عن التشكيك بفيلق عمر، في الوقت الذي لم يتوانوا فيه من التحريض على ميلشيات فيلق بدر؟
هل هي تبرئة لفيلق عمر وأعماله الإجرامية، أم تزكية له؟
ندع الجواب للعقلاء.
إن الحزب مع معرفتنا الدقيقة بأنه مستهدف من بعض التكفيريين، وقد نشرنا الكثير من ذلك في وكالتنا ــ التي يسميها الحزب طائفية ــ لو كان مسؤولاً بالفعل عن أمر هذا الشعب كان أدعى به أن يكفّ عن تعميم مشاكله على أهل السنة، فلو حصلت مشكلة معنا أو مع غيرنا وكأننا اعتدينا على عموم أهل السنة، فهذه اللهجة مستهجنة وهي التي تثير الطائفية.
في كل ما اجرم صدام ومن سبقه بحق شيعة أهل البيت ع لم يقل أحداً من الشيعة أن السنة هم من قتلوا هؤلاء وأجرموا بحقهم، وأنتم لو هوجمتم على باطلكم رحتم تحشرون كل أهل السنة في خندقكم، وانتم تعلمون والجميع يعلم أن مكانكم في أهل السنة كما غيركم مهما كان يبقى محدوداً، بل ومحدود جداً، فكفّوا عن حشر أهل السنة جميعهم في مواقفكم.
إن الوكالة في الوقت الذي تدين مثل هذه الأساليب المستهجنة تنبّه الحزب الإسلامي بأن يكفّ عن ذلك ، وإلا كشفنا كل ما لم نتكلم عنه لحد الآنّ رأفة بالعراق ورأفة بالشيعة والسنة، ولقد سعيتم إلى ايقاض فتنة في شهر الله، والفتنة نكاد أن نقنع أنفسنا بأنها نائمة!! لعن الله من أيقظها.
نحن نقول: اتقوا الله واعلموا ان من كان بيته من زجاج فلا يرمي مثل وكالة أنباء براثا بحجر
محسن الجابري
وكالة أنباء براثا
https://telegram.me/buratha