وضعت الحرب الاسرائيلية وفي أول يوم لتفعيل قرار 1701 أوزارها اسرائيليا، لتشكل ومن اكثر من بعد سابقة تاريخية بين كل الحروب الصهيونية التي شنتها على المنطقة، فهاهو الجيش الثالث بعد أن كان يستعرض آلات الموت والدمار كنزهة على الجيوش العربية يخرج مسرعا مهزوما امام مليشيا لا تضاهي بعددها وأسلحتها ومساحة المناورة التي لديها اصغر الجيوش العربية التي اشتركت في كل المعارك التي زجت بها على ثغور فلسطين.
اسرائيل لأول مرة تجد في القرارات الدولية ملاذا لكي تنجو بجلدتها من أفاعي مستنقع جبل عامل.
اسرائيل لأول مرة تخرج مسرعة من أرض احتلتها من دون ان تتحجج بالاشتراطات المسبقة والقضم الصلف للأراضي.
اسرائيل لأول مرة تأمر جنودها ان يتجنبوا إثارة عدو.
ترى مالذي حصل؟
لا شك أن دويلة الصهاينة لم يتغير سلوكها.
ولا شك ولا ريب إن استخفافها بالقوانين الدولية والمقررات كان وسيبقى هو صورتها الحقيقية في تعاملها الدبلوماسي مع المنطقة.
اذن مالذي حصل؟
ومن الذي أجبر اسرائيل على أن تغيّر سلوكها؟
ومن الذي روّض الذئب الصهيوني؟
هذه اسئلة يجب ان نتوقف عندها مليا لأننا نعرف أن احد العناصر المهمة والفريدة في تاريخ الحروب ضد الصهاينة والذي أفرزته هذه الحرب بشكل واضح هو ان حزب الله أوجد وبشكل جاد تغييرا جادا في موازين الرعب المتبادلة.
كان ميزان الرعب دوما محفوظا للصهاينة في كل حروبهم، ولكن هذه المرة بدا واضحا ان الميزان اختل بشكل واضح وصريح بما جعل شاؤول موفاز وزير الدفاع الصهيوني السابق يطالب دويلته: بالاعتراف بالهزيمة!
تحطمت هالة المخابرات الصهيونية!!!.
تهشمت صورة الأسلحة الصهيونية!!!.
تمزقت صورة الجيش العالمي الثالث!!!.
ذهبت احلام المدن الاسرائيلية سدى في ان تخوض دويلتها حربا لتبقى آمنة، فلقد سقط أمنها حتى 80 كيلومتر عمقا، وكلها غدت تحت النار وفي خط النار!!!.
الأسطورة الصهيونية مزقتها أقدام ميليشيا!!!
توازن الرعب هو الاسطورة التي وظفها حزب الله بشكل متقن فحقق نصرا لم يره العرب والمسلمون منذ أيام خيبر وبني النضير وقريظة والقينقاع.
فهل نعي هذا الدرس البليغ؟
وهل من تفعيل لذلك في ساحتنا العراقية وهي تشهد كل هذا الذبح المتواصل والممنهج لمجتمعنا؟
من الواضح لدي ان أراؤنا قد تتقاطع وقد تنسجم مع خط حزب الله، وقد نحكم عليه من زوايا متعددة وقد نحكم له من زوايا أخرى، ولكنه يبقى ظاهرة بحاجة لندرسها كي نتعلم دروس النصر.
محسن الجابري
وكالة انباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha