بقلم: محسن الجابري
من يتابع صياغات الأخبار والتحليلات التي تقدمها قناة العربية التي يترأسها الأمير السعودي الوليد بن طلال عن العراق لا يشك لحظة بلغة الطائفية التي قد تتغلف بطريقة وأخرى بأغلفة معينة ولكنها تحصد نتائج طائفية واضحة المعالم، ولم تتخل هذه القناة عن هذه السياسة أبدا، ويعد برنامج المسيحي إيلي ناكوزي من العراق السيء الصيت واحدا من نماذج هذه السياسة، اما نشرات الأخبار فإن من يصوغ ويحرر الأخبار يبدو واضحا جدا في الحرص على صياغته وتحريره بالشكل الذي يحسم النتيجة الطائفية أو يخفف منها إن كانت تعني طرفا محددا حتى لو كانت على طريقة: عنزة ولو طارت.
اليوم وبعد ان اشتعلت الحرب اللبنانية الباسلة ضد العدوان الصهيوني الغاشم أبرزت قناة العربية الوجه الشقيق لسياستها في العراق، فالأخبار والتحليلات دائما في خدمة العدو الصهيوني ولعل من أبرز سمات السياسة التي اعتمدتها في هذا المجال يمكن تلخيص ما يلي على سبيل المثال لا الحصر:
1ـ التركيز على دحر النفسية المقاومة في لبنان من خلال التركيز على نفسية المواطن العادي الذي قد تأخذه آلام النزوح والتشريد والتخريب.
2ـ التغطية الأولى للتفسير الصهيوني للأحداث، ودفع المشاهد للشك ببيانات المقاومة، فالمقاومة تتحدث عن الصمود في منطقة مرجعيون، وهي تركز على ان قوات الاحتلال دخلت مرجعيون واستقرت بها، وتحرص على ابراز الوجه المبتسم للجندي الصهيوني وهو يتجول في مرجعيون، من دون الاشارة إلى حقيقة ولاء مرجعيون التي لم تصب في كل الغارات الصهيونية أبدا لكونها محسومة الولاء ضد المقاومة.
3ـ ابعاد الأنظار عن ثمار العمل المقاوم وعطائه، والتركيز على كل ما من شانه أن يمنع من توسيع دائرة المقاومة، فلئن تم قصف حيف، فالخبر الأول الذي ستجده عند العربية هو ان القصف أدى إلى استشهاد عربي في حيفا، وهكذا.
ألا ترون انها: طائفية في العراق صهيونية في لبنان؟ حينما تأخذ هذا البعد فتأكد أنها سعودية.
يبقى الحديث عن مهمة الاعلامي المسؤول والذي يهمه (العراق ـ الوطن) و(لبنان ـ المقاومة) وهكذا بقية ساحات الجرح في هذه الأمة أن يعي هذه السياسة ليعمل بخلافها، لأننا وللأسف نلحظ ان الكثير من التحليلات تاتي وكأنها صدى لهذه الحرب المقننة بشكل دقيق وموجهة بلغة محترفة جدا ضد روح المقاومة في هذه الأمة.
محسن الجابري
وكالة أنباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha