وأخيرا خرجت الوكالة بحلتها الجديدة وهي تفتتح عامها التاسع بعد أن طال الانتظار لظروف قسم منها فنية والأخرى سياسية، فلقد كان من المخطط ان ننتقل إلى النموذج الجديد منذ شهرين ولكن فوجئنا بحجم المشاكل الفنية التي اعترضتنا مع الوضع الجديد لا سيما وأن الستايل الجديد هو حصري بالوكالة، أي أنه ليس تقليداً لستايل آخر فقد تم تصميمه بناء على متطلباتنا ولهذا أتعبنا أنفسنا والأخ المبرمج من أجل ان نتلافى كل هذه الخطاء وكلنا رغبة في ان نلبي أفضل ما يمكن تلبيته من مطالب الأخوة والأخوات الأفاضل من رواد الوكالة، ونحن في غمرة انهماكنا في هذه العملية فوجئنا بالمحاولة الرخيصة التي شنها علينا المهوسون بالسلطة وتيار جنون العظمة والشيزوفرينيا السياسية والنائمون على حساب جيوب الفقراء، وكانت كل محاولاتهم أن تعطل السييرفر وتسقط الوكالة وما عرفوا ان تحسباتنا لمثل هذه الامور ليست جديدة فلقد سبق أن عانينا مع عدة دول مثل هذه المحاولات منها ما حاولته مهلكة آل نحوس ومنها محاولة مجرمي القاعدة فيما اسموه بغزوة براثا ولهذا فإن احتياطاتنا كانت أكثر من جيدة وحتى لو قدر ان أي معتوه من هؤلاء ممن يخافون من نور الكلمة ومن نور الحقيقة ولا يجدون أنفسهم إلا حيث يوجد الظلام قد توصل لاسقاط السيرفر فإن ذلك ما كلن ليعطل الوكالة التي تحرص على أن تحتفظ بخزينها في مكان بعيد عن هذه المجالات، ويتم تحديث الخزين في اليوم عدة مرات، وكانت محاولة الجهاز الذي يتبع جهة الفساد السياسي والمالي من القوة بمكان بحيث ان أحد مقالاتنا قفز من 148 قارىء إلى أكثر من خمسين مليون قارئ خلال فترة وجيزة دون ان يدخل هذا العدد بطبيعة الحال على رقم عدد المتصفحين، وبحمد الله تجاوزنا الأزمة وإن عانى أحبتنا من رواد الوكالة من الانقطاعات التي حصلت.
وعلى أي حال ها نحن ننطلق بحلتنا الجديدة ولا نعتبر أن ما انتهينا إليه هو خاتمة المطاف بل نتمنى من الأخوة الكرام والأخوات المصونات من رواد الوكالة أن يزودونا بملاحظاتهم كي نتمكن من تقديم ما هو أفضل.
ونشكر الله أن الانتقال تم في مفتتح سنتنا التاسعة وقد اقتربنا من سقف ال250 مليون متصفح وهو أمر يضفي علينا شعورا يمزج ما بين الفرحة والسرور وما بين المسؤولية والاصرار على المضي صوب أهدافنا، لا أنسى يومنا الأول حينما وجدنا أن رقم القراء ارتفع في ساعتنا الأولى إلى 4000 وكيف قلت لأخي الفاضل والصابر اللجوج في صبره واصراره علي محسن راضي : اعتقد أن هناك خلل في العداد إذ لا يعقل أن نقفز مباشرة باتجاه هذا الرقم ونحن لم ننشره إلا في بعض غرف البالتوك يومها وكنا في غرفة نور الغدير بعد أن غادرنا غرفة الغدير، ولكن هذه القفزات تتالت وشعرنا بعظمة المسؤولية ونحن نرى كيف كان المجرم الإرهابي عدنان الدليمي يتلوى منا وهو يرفع في مؤتمراته الصحفية مقالاتنا أمام أعين الصحفيين، وقد كنا أمامه وهو لا يعرفنا بطبيعة الحال، ووشعرنا بعظمة المسؤولية يوم أن وجدنا الارهابي طارق الهاشمي وهو يزبد ويرعد عن الوكالة أو المجرم الدايني وعبد الناصر الجنابي أو خلف العليان وهم يبرزون أوجاعهم من فضائحهم المنشورة على صفحات الوكالة، وتقريبا كنا لوحدنا في هذه الساحة وبالجرأة الكاملة التي لم نخش فيها أحد ولم نرتدع يوم أن قامت مخابرات آل نحوس بإغرائنا أولا ثم بمحاولتهم شل حركتنا كما ولم نتوقف يوم أن أعلن أوباش القاعدة عن غزوة براثا فلقد وضعنا كل جهودهم تحت أقدامنا وأمعنا في نكأ جراحات قتلة الشعب ومجرميه ولم نتوقف عن فضيحتهم رغم كل تهريج مشعان الجبوري وقناته الحاقدة الزوراء ورغم كل عويل حارث الضاري في قناته السوداء الرافدين، ونحن ماضون في هذا الطريق لن يوقفنا أحد ولا يهمنا في سبيل قطعه ماذا نقدم من تضحيات ولا ما ندفع من اثمان.
وحينما شذ المعتاشون على دماء الشهداء وضحايا الإرهاب عن الطريق واغتالوا مشروع العدل لم نجد أنفسنا رغم رفقة الماضي إلا في الصف المعارض لهم دون أي تردد ولا تلكؤ رغم كل التهويل الذي افتعلوه ضدنا ورغم كل الضجيج الذي الفناه من مسيرتهم حينما يريدون تسقيط أحد أو التشهير به وحين يستسهلون الكذب والبهتان والافتراء، ولا نجد أنفسنا إلا في نفس الموقع الذي سبق أن جاهدناهم فيه يوم أن انحرفت عقائدهم وتابعوا دعاة الضلال ولم نخجل من مواقفنا هذه رغم كل الكلمات الملساء أو الخشنة التي توجه إلينا من هذا ومن ذاك بدافع برئ وغيره وبسوء قصد وبغيره، فهذا هو واجبنا وارتقائنا في مسيرتنا يحملنا أضعاف أضعاف هذا الموقف.
ولسنا في هذا الموقف أتباع حزب إذ أجزم أن غالبية هيئة التحرير لا تنتمي لأي حزب ولكنها تنتمي لهذا الشعب الذي آمن بعلي والحسين عليهم السلام واختط لنفسه خط الولاء والانصياع للمرجعية الصالحة الرشية وأمن ببندقية المجاهد لأن الكثير منا سبق أن تموضع في هذا الخندق أو ذاك فما الأهوار كانت غريبة علينا ولا جبال كردستان كانت جديدة، ويوم أن غادرنا تلك الخنادق لم نلهث وراء المناصب وكان بإمكان بعضنا أن ينال ما يلهث عليه الآلاف، بل أمسكنا بمايكرفون البالتوك ننافح عن عقيدتنا أمام موجات الحقد الوهابي وتيار الجهل المنحرف، وحين سقط الصنم أمسكنا بأقلامنا ندافع عن شيعة أهل البيت عليهم السلام أمام هجمة الإرهاب الطائفية، وندافع عن العراق المظلوم أمام هجمات الأعراب المنافقين، كنا شيعة ولا زلنا ونفتخر بذلك ولكننا لم نظلم سنياً ولم نرض بظلم أي سني لأننا نعرف أنه مظلوم من قبل إرهاب آل سلول ومهلكة آل نحوس ولا زلنا نعتقد أن غالبية السنة هم من المستضعفين المغلوب على أمرهم، كما أننا في عين الوقت الذي لا ننتمي إلى أي حزب سنبقى نبرز الموقف الصحيح وندافع عنه من أي جهة صدر، ونعاتب صاحب الموقف الخاطئ من أي حزب بدر، وندين ونرفض الموقف الظالم من أي تيار شجر، فلا صداقة دائمة لنا إلا مع مبادئنا ولا عداوة دائمة لنا إلا مع من يعتدي على شعبنا وكرامته وعزته.
ويعلم الله أننا لا نحمل غلا لأحد و لاتتملك أجندتنا أي حقد على أي أحد ولكننا في عين الوقت لسنا سذجاً نصدق أي كلام ونلهث وراء أي شعار فلقد خبرتنا الأيام واختبرناها ووعينا الكثير مما لم يدركه الكثير ممن يعتبر نفسه قد وعى كل ما يجري، ولا نقول ذلك من باب التعالي ولكننا في زمن حدثنا عنه أئمتنا عليهم السلام كيف يكذّب فيه الصادق ويصدّق فيه الكاذب، وسنستمر في هذا الطريق لكي نبقى أمناء على مسيرتنا.وما توفيقنا إلا بالله هو المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
محسن علي الجابري
النجف الأشرف ـ ثلمة العمارة
https://telegram.me/buratha