عجيبة هي مقاييس الإعلام العربي لمن لا يفهم لعبته ودوره وأهدافه!!
فلطالما تصور الكثير من ابناء العالم العربي والإسلامي إن هذا الإعلام حين يتحدث عن القضايا المركزية إنما يتحدث ضمن دوافع المصلحة العربية والإسلامية.
ولكن هذا العجب لا يمكن أن يصاب به من خبر هذا الإعلام وآلياته وطبيعة العوامل التي تتحكم فيه.
وعجيبة هي مقاييس جبهة التوافق وسائر الكيانات الطائفية وادعياء الحفاظ على العراق والذين ما فتأوا يطبلون لمفاهيم كاد البعض ان يصدّق أنهم جادّون فيها أو هم على حقّ فيها!!.
وعجيب هو واقع الأنظمة العربية التي ظلت تنادي بوحدة العراق والحفاظ على هذه الوحدة!!
في المختبر العراقي سقط الجميع، وبانت عوراتهم بما لم يعد ثمة ما يغطيها.
حين يتحدّثون عن الفيدرالية التي يتحدث تاريخ العالم وعلماء السياسة أنها نظام لجمع الشتات وتوحيد المتفرقين، كانت ألسنتهم كالثعابين وهم يتباكون على وحدة العراق وان الفيدرالية هي تقسيم بما لم يعد خافياً لأحد كل تفاصيل حديثهم.
ولكن ماذا بعد أن أعلنت طالبان العراق المتشكلة تحت يافطة مجلس شورى المجرمين دويلة العراق الإسلامية!!؟
أين غدت هذه الثعابين؟
ولماذا لاذ الجميع إلى أوكارهم وكأن شيئاً لم يحصل؟
أين باتت وحدة العراق؟
أين عدنان الدليمي وصالح المطلك وخلف العليان وطارق الهاشمي وغيرهم من كل ذلك؟
شورى المجرمين لم يكتفوا بالاعلان فقط، وإنما قاموا بجملة أعمال مسرحية في الموصل والفلوجة وفي بعقوبة! واستعرضوا أسلحتهم ومشوا أمام العالم أجمع يتحدثون بملء الفم عن روحهم الانفصالية، فلماذا لم تنبس قناة الجزيرة والعربية وابو ظبي وسائر قنوات التحريض الارهابي والطائفي ببنت شفة لتتباكى على وحدة العراق؟
أين حمية السوريين الفائقة الحد على مصالح الأمة العربية!! وهم يرون مجاميع التكفيريين يريدون إقامة دويلة لهم على حدودهم ليشرعوا من بعد غد بالفتوحات الإسلامية على طراز ترنتي وجيمس بوند وطرزان وملا عمر تورا بورا.
أين حمية مصر الفائقة الحد تجاه وحدة الأراضي العراقية؟
وأين السعوديون والاردنيون والإماراتيون والأتراك من كل ما يجري؟
طبعا إمارة طالبان العراقية ليست أكثر من فقاعة، ولكن كان حرياً بقليل من حياء هؤلاء جميعاً لكي يذرفوا ولو مقدار محجمة من دموع التماسيح على الوحدة العراقية..
ما يجب أن نعيه جيداً ولكي نفهم السياسة العروبية بشكل أدق هو أن الروح الطائفية التي يفترض ان تغيب من معادلاتها هي الحاضر الأكبر في كل التخطيطات ووسائل الحرب النفسية المدججة ضدنا.
وأنا لا استغرب من هؤلاء جميعاً مثل هذه المواقف، ولكن ما أستغربه جداً أن يقع بعضاً من قرائنا ومحللينا في حبائل هؤلاء!!
فهل من متعظ؟
كانت إمارة طالبان ملا عمر وابن لادن الافغانية فضيحة لكل السياسة الإقليمية.
وعادت إمارة طالبان العراق لتفضح الجميع وترفع الأستار عن حاضني الارهاب المحليين والاقليميين والدوليين.
محسن الجابري
وكالة أنباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha