المقالات

مهلة للحكومة ام للداعمين للارهاب .. ام"امل" للارهاب!

1854 21:40:00 2006-10-23

( بقلم : اسعد راشد )

منذ فترة ووسائل الاعلام تتحدث عن محاولات لاسقاط حكومة المالكي المنتخبة عبر سيناريوهات مختلفة جرت تدارسها في عواصم عربية وغربية ضمن خطة لا يستبعد ان تكون اطراف داخلية في العراق لها ضلع كبير في اعمال العنف والقتل والارهاب قد ساهمت فيها و دفعت باالبعض الى الافتناع ان ما يجري في العراق من انهيار في الوضع الامني ترجع اسبابه لغياب "الحل السياسي" وعدم احتواء ما يسمى "الجماعات المسلحة" فيما يتحدث البعض الاخر عن نية الادارة الامريكية فرض "عقوبات"(...) على حكومة المالكي بعد انتهاء المهلة التي لم يتضح بعد الطرف الذي منحها للمالكي لاعادة الاستقرار والامن في العراق وهو هدف لم تستطع القوات الامريكية نفسها التي يبلغ حجمها اكثر من 140 الف جندي تحقيقه‘ المهلة الزمنية لحكومة منتخبة بتحقيق ما عجزت عنه قوات الاحتلال تشبه في حيثياتها وابعادها ما يريده الارهابيون والقتلة بمطالبتهم "جدولة زمنية" لانسحاب قوات المتعدة الجنسيات وهو ما رفضته الادارة الامريكية والحكومة العراقية معا .

فهل يعقل ان تمنح الادارة الامريكية مهلة زمنية لحكومة المالكي المقيدة والمكبولة بقيود ليس اقلها وجود قادة وزعماء لهم صلة بالارهابيين في الدولة تم فرضهم على حكومة المالكي تحت عنوان ركيك "حكومة الوحدة الوطنية" وهم يستغلون مواقعهم ومناصبهم لدعم الارهاب وتوسيع رقعة العنف والانهيار الامني لتحقيق غرضهم المتمثل في ذلك التصور الذي يقول ان لاامن من دون عودة النظام السابق او شبيها له ؟! وهذا يعني ان صحت تلك الاشاعة او التقارير فان الادارة الامريكية تعطي المهلة لنفسها اي لقواتها التي تعتبر طرفا رئيسيا في ما يجري في العراق ‘ فليس هناك من يشك ان طريقة التعاطي الامني للادارة الامريكية للاوضاع في العراق هي التي اوصلت العراق الى ما هو عليه اليوم ‘ والواضح ان تصاعد العنف والقتل واعمال الارهاب لم يكن نتاج وجود كما يدعى ميليشيات شيعية التي لم تكن في الاساس موجودة قبل بروز الجماعات الارهابية المسلحة والمجهزة بجيش من الانتحاريين والقتلة القادمين من دول الجوار العربية والتي تمارس لحد هذه الساعة دور المفجر للوضع الامني وترتكب ابشع المجازر والجرائم في العراق بحق المدنيين وهي التي تقف بالدرجة الاولى خلف تصاعد العنف وتحظى بدعم اطراف رئيسية داخل الدولة العراقية وعلى رأسها طارق الهاشمي وحزبه المنافق وكذلك الدليمي وجبهته الطائفية ولعل ما يتم اكتشافه بين الفينة والاخرى في مقرات اؤلئك الزعماء من عبوات ناسفة ووسائل للتفجير كتلك التي تستخدم ضد المدنيين والاسواق لدلالة واضحة على مدى صلتهم بالارهابيين وباعمال العنف والقتل وكان اخرها ما كشف عنه الجيش العراقي في المحمودية بعد مداهمته لمقر الحزب الاسلامي وبعد ان تأكد له بوجود معمل لصناعة العبوات والمفخخات بداخله بعلاقة ذلك الحزب بجرائم ارهابية وتفجيرات في المحمودية اودت بقتل العشرات من المدنيين وهو امر حاول الحزب المذكور التستر عليه من خلال بيانات التضليل والخداع التي يصدرها والتي يحاول دوما ومعه الدليمي تحميل الضحية المسؤولية وابعاد الشبهة عن انفسهم وهي خديعة كبرى تمارسها الاطراف السنية يدعمها السفير البشتوني زلماي الذي ورط الادارة الامريكية في معمعة الوضع الامني من خلال تقاريره غير الدقيقة والمنحازة ضمنا الى اطراف معينة في المشهد العراقي .

المشكلة الامنية في العراق هي في الاساس ناتجة عن وجود الارهاب وميليشياته التي تتحرك وسط العراق و غربه تلك الميليشيات المسلحة التي تنضوي اجنحتها المختلفة تحت راية الاحزاب السنية المشاركة في الحكم والتي لا تريد القبول بحكم ديمقراطي تعددي فيدرالي في العراق ولا تقبل باقل من عودة الامتيازات السابقة وحكم الفاشيين والطائفيين ‘ اما ما يروج له في مايسمي بالمليشيات الشيعية ودورها في الوضع الامني هو ليس الا استخفاف بالعقول وحتى لو افترضنا بوجود تلك المليشيات فان دورها لن يتعدى اطار الدفاع عن النفس ومواجهة القتلة والارهابيين التكفيريين ولحماية المواطنين واعراضهم وبيوتهم من هجماتهم الوحشية التي تحظى في احيانا كثيرة بحماية القوات الامريكية او انها لن تتحرك ساكنا لمواجهتها ولم تسمح للعراقيين بمعالجة مشكلتها التي تعتبر الاخطر في الوضع الامني .

ان المهلة الزمنية التي تتحدث عنها التقارير الصحفية لحكومة المالكي هي مؤامرة اخرى لتنشيط دور الارهابيين واعطائهم الامل والزخم لتصعيد هجماتهم الارهابية وهو ما اشار اليه بوضوح تصريح الشيخ جلال الدين الصغير عندما قال "ان تلك التسريبات تتوخى تضعيف الحكومة وتعزيز طاقة الارهابيين " .

نحن نعتقد ان المهلة يجب ان تعطى للاطراف الداعمة للارهاب في الحكومة والتي كانت ترى في عدم مشاركتها السياسية في وقت سابق سببا في التدهور الا مني اما اليوم فان الثقة يجب ان تسحب منها ما لم تقم بدورها في لجم الارهابيين واتباعها الذين يتحركون وفق اجندة تلك الاطراف ومن يقف خلفها وعندما تنتهي تلك المهلة تتخذ الحكومة العراقية بمفردها قرارا شجاعا وحازما للاجتياح بور الارهاب بعد ان يتم القاء القبض على قادة ورؤوس الارهاب المشاركين في العملية السياسية .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك