( بقلم : سعد البغدادي )
في مقال نشر في لوس انجلوس تايمز اشار الكاتب ديفيد إدواردز الى تورط الصحافة العراقية بتلقيها رشاو ى واموال من قبل المخابرات الامريكية وقد استطاع هولاء من تجنيد كتاب يعملون في صحيفة الزمان والصباح والدستور لكتابة مقالات واعمدة تدين العمليات الارهابية مقابل اجر مادي يصل 1500 دولار للمقال الواحد الصحف الثلاث هي الصباح تمول من قبل الحكومة والزمان مستقلة تمول من قبل دول الخليج والدستور ذات التمويل الامريكي الاصل
المقالات التي نشرت في هذه الصحف والتي كتبها ضباط امريكيون امعانا في اذلالهم مقابل هذه الاموال ونشرت باسماء وهمية لعراقيين كانت تهدف اعطاء صورة مضللة لما يجري في العراق وتضخيم او تقليل من شان الارهابيين حسب الحاجة والمقاس ولاننا لم نتعلم الديمقراطية بعد قبلنا بهذه الاموال وقبلنا ان يكتب لنا من هب ودب كل هذا يحدث في كبرى المؤسسات الاعلامية العراقية والتي يفترض انها تتمتع بقدر كبير من المهنية والحرفية لا ان هذا لم يحدث بل صاحب هذه العملية عملية اختلاس لهذا المبلغ من قبل المشرفين على الصحافة
فقد أوردت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” الشهر الماضي ان البنتاجون دأب بانتظام على دفع اموال لصحف عراقية لقاء نشر دعاية مؤيدة للامريكيين يكتبها جنود امريكيون شريطة ان لا يتم تعقب اثر أي من هذه القصص وتتبعها الى الولايات المتحدة، وجاء بالأدلة الدامغة المثبتة لصحة هذا نفر كبير من الموظفين الحاليين والسابقين في مجموعة لينكولن، ومقرها في واشنطن، وهي مؤسسة للعلاقات العامة تتخصص في “الاتصالات الاستراتيجية” في مناطق الصراعات، ويترأس هذه الشركة ضابط استخبارات سابق في سلاح البحرية الامريكية. وعندما لاحت في الأفق الصيف الماضي طلائع الاستفتاء على الدستور قرر القادة الامريكيون في العراق ان يكثفوا حملتهم غربي منطقة الأنبار، وهي المنطقة التي تقطنها اغلبية ساحقة من السنة والتي كانت وما تزال معقل التمرد . ومنحت الحكومة الامريكية مجموعة لينكولن 20 مليون دولار لتشنع على التمرد في الفترة التي تسبق توجه العراقيين الى صناديق الاقتراع يوم 15 اكتوبر/ تشرين الاول.انفق اكثر من 16 مليون دولار على الاعلانات في التلفزيون العراقي. كما اغدق المال على اللوحات الاعلانية في الشوارع والساحات وفي الاذاعة واعلانات شبكة الانترنت،
وفي يوليو/ تموز عرضت مجموعة لينكولن احدى تلك القصص الصحافية بقلم ضابط عسكري امريكي بعنوان “اطفال قتلوا على أيدي الارهابيين باعتبارها عموداً من أعمدة الرأي الصحافي كتبه مواطن عراقي، ونشر المقال في 19 سبتمبر/ ايلول في جريدة “الصباح”مقابل اجر 1500 دولارفي بغداد، ونقرأ في المقال ما يلي:
“هل اذعنّا واستسلمنا؟ وأي رجل أكون إن تسامحت إزاء مجزرة اطفالنا؟ وأي كائن بشري أكون إن أنا تغاضيت عن ذبح الأبرياء؟ وأي صنف من المسلمين أنا إن أنا وقفت صامتاً فيما يقتل من لا أخلاق لهم أطفالنا باسم الله وباسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
وتظهر الوثائق ان جريدة “الصباح” دفع لها اكثر من 1500 دولار لتنشر المقال. وثمة مقال آخر اعدته مجموعة لينكولن لينشر في صحيفة “الزمان”، وهي أحدى صحف بغداد “المستقلة” الرائدة. وأقر مصدر في جريدة “الدستور” العراقية بتلقيه مبالغ مالية من حكومة الولايات المتحدة لكنه فسر هذا على انه انعكاس لخشية المحررين في الصحيفة من ان الاحجام عن قبول هذا المال سوف يؤدي الى اغلاق الجريدة.
وعلق مسؤول رفيع المستوى في البنتاجون يعارض اسلوب وممارسة زرع القصص فقال: وما مجموعة لينكولن سوى واحدة من حشد كبير من شركات العلاقات العامة الامريكية التي تلقت ملايين الدولارات من البنتاجون “لتهيئة الساحة الاعلامية وتمهيد سبلها” وحسب موظف سابق في مجموعة لينكولن كان قادة العسكر الامريكان في بغداد “يغدقون المال على الناس لهذا الغرض، فهذه حرب نتعرض فيها للقتل على الساحة الاعلامية، لذا فإن العسكر يتحرقون للقيام بأي شيء يمكن ان يساعد نصاب بالاحباط يوما بعد اخر من السياسيين الى الاعلاميين الى... ثم ماذا بعد اعتقد اننا في النهاية سنضحك على انفسنا
https://telegram.me/buratha