( بقلم : سعد البغدادي )
كشفت جلسة البرلمان العراقي حول اقرار قانون الاقاليم المنصوص عليه دستوريا والمستفتى عليه شعبيا, عن مدى الهوة بين الفصائل العراقية التي اطلق عليها مجازا بالقوى السياسية فهي متباينة بين الشرق والغرب بين سوريا والسعودية والاردن و ايران وتركيا و امريكا واسرائيل كلها كانت حاضرة في هذه الجلسة وكلها كانت تتحدث بلسان عربي مبينوبغض النظر عن مالذي حدث وكيف حدث وعمن تنصل من عهوده ومن التزم بمواثيقه ما يهمنا كيف تعامل الاعلام العراقي اثناء وبعد الجلسة التاريخية
فصحيفة الزمان وقناة الشرقية اتهمت اربعة اعضاء بالخيانة ونشرت صورهم من على شاشتها وقالت تحت مانشيت عريض هولاء الذين غيروا مجرى التاريخ وتبعتها كل الصحف البعثية وذات التمويل الخليجي على رفض مشروع الفدرالية والتهكم منه وطرحه باعتباره مشروعا للقتل والانفصال
مثل هذه القناة وصحيفة الزمان المملوكة لسمسار عدي اتجهت قنوات اخرى القاسم بينهما عدم الحرفية والابتعاد عن الموضوعية والسبب كان واضحا لان التمويل لم يكن عراقيا بل كان من اجندة دول تريد الشر بهذا البلد تحت مسميات القومية والاسلام والى ما ذلك من اسطوانات يفترض انها ولت قناة اخرى وصفت اقرار قانون الاقاليم بان اعضاء البرلمان الصفويون تمكنوا من اقراره
واضح جدا ان هذه اللهجة ذات بعد انفصالي والقصد منها تفتيت العراق فاذ كنا في الوقت وبعد كل هذه الدماء من اجل اسقاط الديكتاتورية نسمى نحن اهل العراق صفويون ترى لماذ تتشبثون انتم معنا اذهبوا الى تركيا او السعودية ترسيخ فكرة الصفويين يعني ان العراق غير متجانس وهكذا دابت الصحافة ومنها البصائر ودار السلام كلها تنفخ في زرع الفتنة الطائفية مسؤولية هذه الصحف والقنوات الفضائية اما ناخبيها معروفة فهي يجب ان تتبنى كل طموحات ناخبيها وليس في هذا عيب بل هو المطلوب ولكن ماهي الطريقة اليس الالتزام بقواعد الشرف والمهنة والصحافة في ابراز المظلمية او الدفاع عن الحقوق الحرفية والمهنية في الاعلام لاتعني التحريض على قتل مفيد الجزائري وحميد مجيد موسى ,الالتزام يعني معرفة المواثيق والعهود التي تم الاتفاق عليها وليس التباكي عربيا والاستجداء من السعودية او الاردن العطف العربي الولاء يجب ان يكون عراقيا وليس سنيا
مشكلة العراق ان سنته او ممن نصبوا انفسهم زعماء السنة لم يتخلوا مقولة ان السنة العرب في السعودية والاردن وسوريا هم معنا المنطق المقلوب هو الذي دعا هذه الصحيفة وتلك القناة بعد ان امنت العقوبة وساءت الادب الى المجاهرة بالسق جهارا نهارا من دون وازع او ضمير خلخلة المجتمع العراقي وتصور هذه الصحيفة وتلك القناة بانها ممثلة للشعب هذه القناة التي تتهجم باستمرار على الحكومة وتظهرها و تلصق بها كل ماهو مشين هذه القناة حينما طالبها ممثلوا الشعب بالكف عن هذه المهاترات نسيت مسؤوليتها ونسيت التزامتها اتجاه العراق واتجاه العملية السياسية
فهناك عدد كبير من القراء وجه انتقادا حادا لصحيفة الزمان الذي نشرته مؤخرا وهي تحرض على قتل اعضاء البرلمان العراقي وقد عبر القراء عن استيائهم مما نشرته تلك الصحيفة وقال بعضهم عندما يكون الناس على علم جيد بالحقائق يمكنهم حينئذ أن يثقوا في حكومتهم "
ولم يكن الأمر يسيرا علينا وكذا بالنسبة للصحف الأخرى أن تنشر مقالات حول هذا الموضوع إلا أن التاريخ في كثير من المرات يعلمنا ويؤكد لنا أن المؤسسين الأوائل للديمقراطية طالما يتعرضون الى مصاعب جمة ليس ابرزها هذا الهجوم الذي تعرض له اعضاء القائمة العراقية وهم يمارسون حقهم الطبيعي في تحديد وجه العراق ترى هل فقدت صحافتنا فقدت المسؤولية وفقد الالتزام
https://telegram.me/buratha