( بقلم : ازهر الساعدي )
في عالمنا الحاضر سواءا في الدول المتقدمة او تلك التي اصطلح على تسميتها بالنامية دأبت الحكومات يشاركها في ذلك التجمعات والاحزاب السياسية والاجتماعية والدينية والمنظمات على اختلاف الوانها واختصاصاتها على انتداب ما يسمى متحدثا او ناطقا باسم هذه الجهة او تلك ، يكون مخولا في مناقشة او ابداء افكار وسياسيات هذه التجمعات . وهناك سمات ومزايا اتفق الجميع على اختيارها لمن يتقدم لهذا العمل منها التمتع بلباقة الحديث وسرعة البديهيه والتسلح بالمعرفة وعلى الاخص في مجال عمله ، كذلك الالمام بثقافة عامة ولو بشكل بسيط يستعين بها لاحداث التاثير المطلوب لدى السامعين .
والاهم من هذا وذاك يتوسم في المتحدث ان يكون شخصا على جانب كبير من الدبلوماسية والاتزان ويتجنب الانفعال الاني واحيانا عليه ان يمتص غضب الاخرين عندما يحتد النقاش ولمن اراد النجاح في مهمته يضطراحيانا الى اتخاذ قرارات مناسبة تعالج موقفا ما يتجنب فيه المس او الاساءة لجهة اخرى قد تضع الجهة التي انتدبته في موقف لا تحسد عليه . هذه المواصفات وربما هناك مواصفات اخرى لا مجال لذكرها هي الاسس المشتركة كما قلنا للتجمعات السياسية والدينية والاجتماعية خصوصا منها المؤثرة في تشكيل حركة المجتمع لكنها تكاد ان تكون غير مؤثرة لبعض الواجهات كالرياضية او الفنية او المهنية التي تتطلب بعضا من هذه المشتركات . بعد هذه المقدمة البسيطة تعالوا لنرى واقعنا العراقي الراهن فهل سنجد احزابنا وتجمعاتنا التي تعلن في ظاهر اقوالها حرصا على وحدة الشعب واعادة اعمار البلاد قد افلحت في اختياراشخاصا بهذه المواصفات ليتناغموا و هذه الشعارات وهم يخاطبون الاخرين ام لا ؟
بكل يسر سنجد وللاسف من انتدب لهذه المهمة لبعض الواجهات هم اشخاصا يجدون سعادتهم في اثارة الحنق الطائفي او القومي للاخرين لا بل ان بعض تصريحاتهم تجد صداهاعبر عمليات تنتهك اجساد الابرياء وتدمر البنى التحتيه في اليوم التالي لظهورهم على شاشاة التلفاز , يقابله رد فعل مبرر على قاعدة لكل فعل رد فعل يساويه في الفعل ويعاكسه بالاتجاه , ولكن في واقعنا يتباين رد الفعل، وهكذا نراهم يستمرون على هذا المنوال وقد كان لهم النصيب الاوفر لما يشهده مجتمعنا من اضطراب واحتراب طائفي واعمال عنف تتصف بالقساوة لا نجد لها مثيلا حتى لدى الدول التي شهدت اضطرابا وحروبا اهلية . لقد كانت نتائج الانتخابات الاخيرة خير شاهد على هذا الفعل ورد الفعل, فعندما يصف ممثل كتلة ما وبلغة واضحة لا لبس فيها مكونا باكمله بالعميل وبانه غير عراقي, هذا يبرر للاخرين الاستعداء والتخندق حول طائفتهم ويصبح الوطن ثانويا..
مثالا اخر, ما الذي نتوقعه من المواطن العادي ان يكون رد فعله عندما يشاهد من انتدب فيما بعد متحدثا باسم كتلة معروفة وهوبجيب عن سؤال رأيه بالقتل اليومي للابرياء من العراقيين جراء العمليات الارهابية التي ينفذها اتباع الزرقاوي حين يجيب هذا الرجل وبلا تردد ولم يستخدم الجواب التقليدي الذي نسممعه و الداعي الى التفريق بين المقاومة الشريفة والارهاب بل كان واضحا جدا حيث وصف هذا المجرم ب(الشيخ) وان اعماله هي مقاومة وهؤلاء الابرياء ساقهم قدرهم ولم يكونوا هم الهدف لكن استهداف القوات الامريكية هو الاساس وهؤلاء ضحايا هذا الاستهداف .
او كيف لنا ان نتقبل حديثا لشخص لا نعرف ماهو وجهه ورأيه الحقيقيان فهويستهل مهمته باحاديث متزنه يغلب فيها الوطنية على الفئوية لكننا سرعان مانكتشف ان هذا الاتزان مصطنع فما ان يشعر ان الرأي المقابل فيه شىء من الصواب حتى ينقلب كلامه راسا على عقب ويعلو الزبد فمه وتتسارع كلماته غير المسؤولة لا تابه ان اساءة او جرحت احد ,لأنه ينتمي لذات المدرسة التي لاتعترف بالرأي الاخر., وحتى لانظلم هذا الرجل ونحمله شيئا من التوتر الحاصل في المجتمع ونبرىء ساحة الكتله التي انتدبته, فهي الاخرى سجلت موقفا يصعب على المرء السوي ان يفسره , ففي الوقت الذي تستنكر فيه الاعمال الاجراميه التي تسفك دماء الابرياء , التزمت الصمت ان لم نقول اعتراها الحزن العميق اثر تناقل الاخبار عقب مقتل مجرم سفاح باتت ستراتجيته معروفة للجميع والتي تستهدف مكون رئيسي وكبير من المجتمع العراقي ,وهذا ينافي ماهو معلن من مواقف لا نرغب الخوض فيها .. نختتم استعراضنا هذا عن السادة المتحدثين ونكتفي بنموذج اثرنا ان نذكره وان لم نسمع به متحدثا رسميا ولكننا شاهدناه ينوب عن كتلته في احايين كثيرة حيث وصفت كتلته بالعلمانية وتضم طيفا مختلف الاعراق والمذاهب والاديان واعتقدنا ان مهمتها اي هذه الكتلة سهلة جدا في انتداب ايا من اعضائها لكننا وجدنا شخصا عكس لنا انطباعا اخر يختلف عماننتظره من كتلته فهو يحمل نوعا من الضغينة لكتلة كبيرة محاولا في كل لقاء ان يجد رابطا ما للنيل من تلك الكتله حتى وان كان الحديث بعيدا عن هذا الشأن , ربما كان هذا السلوك مبررا قبل نتائج الانتخابات على اعتباره جزءا من الدعايه الانتخابيه , لكن الاستمرار بهذا النهج حتى بعد اعلانها لهو مؤشر سيءلاناس مفروض منهم ان يحترموا خيارت الاخرين , ومن يعتقد انه على صواب والاكثريه على خطأ ,هو ذات الدكتاتوري الذي اوصل العراق للهاويه.. انا شخصيا لم استغرب سلوكا كهذا من هذا الرجل فقد سبق و ان ظهر في احد البرامج وهو لايتوانى من توجيه الاهانة الى الاخرين عبرطلبه من مقدم البرنامج الذي تناول الفساد الاداري والمالي لوزراء حكومة الدكتور علاوي وبلهجة الامر " اسكت هذا " وهو يشير الى المتحدث الاخر وهو رئيس مفوضية النزاهة الذي اعجبني سلوكه بعدم الرد واستمر في اجاباته بعيدا عن التشنج ولم يسىء الى شخص الدكتور علاوي بل اثنى عليه .... علنا اشرنا وجه من اوجه الادارة السيئة للازمة العراقية ان صح التعبير والتي تعطي انطباعا بانكفاء الفرقاء نحو الداخل والانغلاق على الذات بدلا من مد اليد نحو الاخر
ازهر الساعدي
https://telegram.me/buratha