( محمد عباس الربيعي )
لعله من السذاجة والاستحمار ان يتصور البعض أن الفيدرالية هي تقسيم للعراق لكنهم أي السياسيون الجدد! ومع الاسف الشديد يحاولون ان يتصوروا أشياءاً فوق قدراتهم السياسية لا لأنهم لا يفهمون ولكن لحداثتهم وأستحداث مفاهيم جديدة قد دخلت الى العملية السياسية في الفترة التي تلت سقوط النظام المجرم وتقوقعهم داخل أطار واحد الا وهو النظام المركزي الشمولي الذي حكم العراق خلال ثلاثين سنة الماضية التي لا تخفى حتى على البليد وطفل كيف كانت وكيف صار ابناء العراق تحت ظل نظام دكتاتوري وكيف أصبح العراق بأفكار هذا النظام الفاشي الذي لا يقل بل يزيد على أقرانه من الانظمة الاستبدادية التي حكمت العالم بل يجب أن نقول أنه أصبح الاول في الاجرام وسلب حقوق الشعب العراقي وصارت الأكثرية من هذا الشعب هي المستهدفة من قبل نظام الظلم وصبت على هذه الشريحة الكبيرة من ابناء الشعب حمم العذاب والتعسف وحورب على كثير من الأصعدة الاقتصادي والوظيفي والتعليمي وتميزت كذلك مدنهم بالفقر والعوز وسوء الخدمات المقدمة وقد تكاد هذه المدن من أغنى المدن في العالم ولا يخفى على حضراتكم ان مدينة العمارة هي واحدة من اهم المدن التي تحتوى على الثروات المعدنية كذلك البصرة وتتميز ايضاً محافظتي النجف وكربلاء من أهم المناطق السياحية في العالم لو فتحت أمام الزوار الوافدين من الخارج كل هذه المؤهلات كانت كفيله بان تجعل أبناء هذه المناطق من الميسورين وأن تجعلهم في رخاء أقتصادي ولكن بفضل ما ينادي به بعض السياسيين من تصريحات لم تأتي من واقع مدروس بل جاءت من اجل أمرين أساسيين اولهما: المحافظة على المراكز والسيطرة التامة على هذه المناطق فنراه اليوم يتقدم بمشروع جديد ألا وهو أن تطبق نظام المحافظات ويصبح لكل محافظة علم ونظام خاص بها لكي تبقى ثروتها لها، كل ذلك بحجة ان الهدف من الفيدرالية هو تقسيم العراق أليس من المضحك أن يقال لنظام يقسم العراق الى ثمانية عشر منطقة بأنه النظام الذي يحافظ على وحدة العراقن أما الأمر الثاني: فهو الدفاع عن نظام دكتاتوري بائد يتصور المغرر بهم بأنه عائد أليهم ولا يعلمون بأن عودة الزمن الى الوراء مستحيلة، وأذا ارادو الحديث عن تقسيم العراق فليرجعوا الى المدن التي يدعون بأنهم ممثلين لأبنائها المظلومين بهؤلاء السذج ولينظرو افعال أعوانهم من الصداميين والتكفيريين الذين جعلو من هذه المناطق (الغربية والشمالية الغربية وديالى والموصل) وغيرها من المدن ساقطة بايديهم بل قاموا بعزل هذه المدن عن باقي المحافظات العراقية، وقد نسأل الذين تعالت أصواتهم ضد الفيدرالية أم يكونوا على علم بـ(الامارة)التي يتطلع التكفيريون ومن سعى سعيهم بأقامتها في مناطقكم ؟
أما تعرفون أن من وراء هذا المشروع الشيطاني قصد لتقسيم العراق وعزل مناطقه الواحدة عن الخرى ؟ ألم تستنتجوا أن وراء مشروعهم هذا هو زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب ؟ يا حسرتنا ان كنتم لا تعلمون ويا ويلنا أن كنتم تعلمون!، وأخيراً وليس أخراً عندما طرح السيد عبد العزيز الحكيم هذا المشروع فقد قامت الدنيا ولم تقعد ورحب به من كان يعلم بأن وراء هذا المشروع خير وصلاح للعراق والعراقيين وتعالت أصوات العويل ممن كانوا يرون فيه نهاية السلطة الواحدة والحزب الواحد ودكتاتور واحد، فما علينا الا ان نقول بأن حان الوقت ليعيش كل عراقي في هذا البلد عزيزاً مكرماً وأن يأخذ كل ذي حقاً حقه وقد أكد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم بأنه يجب مشاركة أبناء هذا الشعب في خيرات بلدهم وأن يعيشوا أمنين، حيث شدد سماحته على التواصل مع السلطة المركزية، ولم يبقى إلى أن نوصل رسالة الى كل من يتخوف من الفيدرالية فنقول لهم: 0نحن أبناء شهيد المحراب (قدس) الذي كان رحمة الله يدعو الى التكاتف عرباً واكراداً سنة وشيعة وكان كثيراً ما يوصي بأحترام الأقليات لأنهم أخوة لنا في هذا البلد وأحترام حقوق المسيحيين وأحترام دور العبادة وأحترام الأنسان العراقي،
نحن أبناء الإمام السيستاني (دام ظله) الذي شهدتم مواقفه في الحفاظ على الصف العراقي الواحد وعلى نبذ التفرقة وتحريم القتل والتقاتل بين ابناء الشعب وكان سماحته من الحريصين حلى مستقبل العراق حيث بادر ومنذ الساعات الاول لسقوط الصنم أن يرسم طريقاً صحيحاً يكفل به حقوق الجميع حيث كان ينظر سماحته الى العراقيين بعين واحدة ألا وهي عين الابوة ولم يكن يميز بين اكثرية وأقلية أو عربي وكردي أن الفرق واضح بين (أمارة) التكفيريين أبناء أبن لادن والمجرم المقبور الزرقاوي وبين(فيدرالية)أبناء العراق الغيارى المضحيين الواقفين على قدماً وساق من اجل أنجاح العملية الديمقراطية.
https://telegram.me/buratha