( بقلم : علي حسين علي )
منذ اليوم الاول لبدء محاكمة صدام عن قضية الدجيل وحتى الجلسة الرابعة عشرة من محاكمته بقضية الانفال، ظل الطاغية في معظم الجلسات يصرخ بوجه القاضي كلما اشتد عليه حبل الحقيقة، احياناً يتهم المحكمة بلا شرعية واحيانا يتهم الادعاء العام بالانحياز! ومرات عديدة يتهم الشهود، وهم بنفس بالوقت نفسه اصحاب الحق الشخصي، يتهمهم بالافتراء عليه! وفي كثير من الاحيان كان صدام يبدأ حديثه بالآية الكريمة(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) والاية الكريمة تحث المؤمنين على مقاتلة الكفار وتعدهم بالنصر،ومع ان صدام هذا ظل لأكثر من ثلاثة عقود حاكماً متسلطاً على العراق وشعبه المظلوم، الا ان العراقيين لم يعرفوا عنه اية دافعة قاتل فيها الاعداء، بل انه كان يرسل ابناء العراق للقتال في حروبه المتتالية بينما يظل قاعداً في واحد من قصورة!.
وقبل الحرب الاخيرة التي اسقطته ظل الطاغية يدعو العراقيين الى القتال ويحرضهم على الموت دفاعاً عن الوطن الغالي ويعدهم بأن ابواب بغداد ستكون مقبرة للغزاة، وفي اقل من ثلاثة ايام اخترقت القوات الاجنبية حدود والعراق ووصلت الى بغداد وفرَّ(القائد الضرورة)! منها لا يلوي على شيء وترك نساءه وبناته تحت رحمة وحماية القوات الاجنبية!! ولا ندري لماذا لم يتمثل(القائد الضرورة)!بتلك الاية الكريمة ويقاتل كما تدعو اليه؟!
وبعد ان سقط التمثال في ساحة الفردوس وسقط حاتم ابن ابيه، فقد العراقيون أي اثر لـ(القائد المنتصر دائماً) وظل(الضرورة) يتخفى الى ان عثر عليه في حفرة نتنة بمزرعة مهجورة بقضاء الدور.قال لنا شهود عيان ان القوات الاجنبية، او بعض افرادها، وقفوا على مدخل الحفر منادين صدام بالاستسلام والا القتل، واجابهم(الضرورة) بضروة احترامه لانه ما يزال رئيساً للعراق، فردوا عليه بان ذلك الزمن قد ولى وما عليه الا ان يسلم نفسه طائعاً من دون انتظار أي احترام.. وخرج(قائد النصر) من حفرته دمعه خرجت رائحة كأنها رائحة حيوان ميت منذ اسابيع، وكان(القائد الضرورة) ممسكاً بندقية بيده اليمنى وقد علق في حزامه مسدساً ذهبياً!! ولا ندري ان كان(القائد المنتصر) يفكر بان الوقت غير مناسب لاستعمال بندقية او مسدسه ولربما حفظهما لـ(وقت الحاجة)!!.
خرج(القائد) من حفرته وتناوشت ايدي الجند باللكمات، ولم يرفع كفه بوجه احد بل ظل يتوسل بأن يرحموا(عزيز قوم ذل)!! كما زعم.. ومن ثم نقل الى مكان اخر يعيداً عن الحفرة، وفي هذا المكان جاء احد اطباء الجيش الامريكي ليفحصه كما تفحص الابقار، واستسلم صدام له وفتح فمه على سعته لدقائق والطبيب يبحث عن شيء في الفم المفتوح!!.. ولا ندري سر تجاذب صدام مع الطبيب مع انه يعرف بان طريقة الفحص التي تعرض لها تخص(الابقار) وليس بني البشر.. واخيرا لا ندري لماذا استسلم صدام بسهولة وكان في مقدوره ان يقاتل العدو كما ورد في الاية الكريمة التي يستهل صدام بها كل احاديثه؟.
في بلدتنا الصغيرة- الحيرة- كنا نسمع وصفاً لبعض الناس هو: ان فلاناً كإبن الراوندي، يدعو الى الصلاة ولا يصلي!! وها هو صدام ابناً اخر للراوندي يدعو الى القتال الاعداء ولكنه يفٌّر امامهم!!.
https://telegram.me/buratha