المقالات

يوم في الطب العدلي

2007 20:11:00 2006-10-14

( بقلم : سعد البغدادي )

لم اكن راغبا في مرافقة جا ري ابو تيسير في الذهاب الى دائرة الطب العدلي الواقعة في باب المعظم لكن حق الجار على الجار والرسول وصى بسابع جار هي الامور التي حتمت علي الذهاب الى هناك وتحمل ذلك المنظر الكريه

خرج محمد علوان وهو شقيق جاري ابو تيسير الى عمله كحمال في الشورجة ولم يعد وبعد اربعة ايام من البحث في المستشفيات ومراكز الشرطة كان علينا التوجه الى الطب العدلي , كنا نعلم انه يرقد هناك لكن الانسان يحاول ان لا يصدق حدسه ولو بطريق اخر قضينا اربعة ايام بلياليها في البحث عن محمد علوان كان الجميع ينصحنا بالذهاب الى الطب العدلي

دائرة الطب العدلي جثث ملقاة على قارعة الطريق

وعند وصولنا الى باب المعظم طلب مني جاري الذي لن احترمه بعد اليوم ان اذهب الى الدائرة وابحث عن شقيقه لانه مريض ومحبط وادعى ان قلبه يؤلمه وتمارض وافطر وفعل كل ما هو محظور من اجل ان لاياتي الى الطب العدلي وقال سانتظرك هنا وكان قريبا من وزارة الصحة , وتوكلت على الله وفي باب الطب العدلي كانت الرائحة , واي رائحة نتنة قذرة لايمكن لك ان تصمد دون ان تتقيأ حاولت اخرج لكن تمالكني شعور بالدخول , وضعت كمامة من قماش على انفي واغلقت كل مجاري التنفس في الاستعلامات نظرت الى صور المغدورين والشهداء انها صور العراقيين سالت الموظف قال هذه صور تلتقط  للموتى حتى يتمكن ذويهم من التعرف عليهم لان الجثث تبقى هنا لفترة طويلة ربما لاتعرفها ويتم ترقيم هذه الجثث

يصبح العراقي رقم في دائرة الطب العدلي رايت صورة جاري او شقيق جاري ابو تيسير وقلت للموظف هذه الصورة قال احفظ رقمه وتاريخه واذهب فتش في الثلاجات عن هذا الرقم ستجده مكتوبا في ورقة لاصقت بقدم المتوفي وما ان عبرت الاستعلامات المخيفية حتى عثرت بكومة الجثث العراقية المتفسخة والمتكدسة

حاولت هذه المرة ان اخرج لكن الامر خرج عن سيطرتي حينما تقدمت ثلاث سيارات من الاسعاف وهي ترمي بجثث اكثر من ستين جثة قال لي السائق انها من اماكن مختلفة من بغداد سالته بهمس هل تعود لسنة ام لشيعة قال انها لموتى؟

اول مرة اشعر ان العراقيين متوحدون لكن اين  رايت ام تبكي ولدها الشيعي واخرى تبكي ولدها السني لم يكن بينهما مسافة انها نفس المسافة التي نذبح بها على الهوية سمعت صراخ

حاولت ان اركز سمعي هل هذا الصراخ لامراة سنية ام شيعية تداخلت الاصوات ولم اعد اميز كان منظر الجثث الملقاة على قارعة الطريق مؤلما وانت تمشي لابد لك ان تسقط لانك ستعثر بجثة عراقي مغدور . وصلت الى الثلاجة وجدت كومة من الجثث مرمية كنت ابحث عن رقم 993 قال لي ابحث هنا في هذا الكوم ربما ستجد قريبك في هذه الجثث

جثث متفسخة واخرى تحول لونها الى اللون الازرق لايمكن لك ان تتعرف ابدا على صاحبها باستثناء الرقم الموجود على جثة القتيل فتشت عن رقم صاحبي لم اجده كانت الرائحة قد بلغت اوج مدياتها لايمكن لك ان تتحمل هذه الرائحة حاولت مرة اخرى ان اذهب الى غرفة الاستقبال وسط هذا الكوم من الجثث العراقية المتفسخة التي صارت مرتعا للديدان والحشرات القاتلة من كل مكان

طلبت من موظف ان يبحث لي عن هذا الرقم مقابل خمسين الف اعطيه اياه وخلال ساعة رمى الجثة امامي نظرت اليها جثة متفسخة رائحتها نتنة اعطيته خمسون الف اخرى ليدلني على مكان اخرج منه بدون هذه الرائحة ومن دون المرور عبر جثث العراقيين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك