( بقلم : اسامة النجفي )
ازف التعازي الى الرسول الأعظم صلى الله عليه واله حبيب قلوب الصادقين والى ابنته الزهراء عليهما السلام لشهادة الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام. وازف التعازي الى اولاده المعصومين سلام الله عليهم اجمعين ..واعزي صاحب العصر والزمان لهذا المصاب العظيم ...واعزي جميع العلماء العظام وشيعة علي ومحبيه والسائرين على نهجه في مشارق الارض ومغاربها. يفارق على عليه السلام الدنيا الفانية فى مثل هذه الايام بعد أن ألقى على الأمة الاسلامية دروسا خالدة ما بعدها دروس: دروسا فيها عز الدنيا و سعادة الآخرة، فيها راحة الفرد و راحة المجتمع، فيها طمأنينة النفس و راحة الضمير، فيها الوصول الى الحق و الزلفى الى الله تعالى، فيها غنى الفقير و فلاح الغنى، فيها العدل الاجتماعى المطلق و كل ما يؤدى بالفرد و المجتمع الى ذروة الكمال.ولكم أجـاد الشـيخ كاظـم الاُزريّ فـي إنشـاده قصـيدته الالفيّـة،:
اَيُّهاً الرّاكِبُ الُْمجِدُّ رُوَيْداً بِقُلُوب تَقَلَّبَتْ في جَواها
اِنْ تَراءَتْ اَرْضُ الْغَرِيَّينِ فَاخْضَعْ وَاخْلَعِ النَّعْلَ دُونَ وادي طُواها
وَاِذا شِمْتَ قُبَّةَ الْعالَمِ الاَْ عْلى وَاَنْوارُ رَبِّها تَغْشاها
فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْس تَتَمَنَّى الاَْفْلاكُ لَثْمَ ثَراها
قُلْ لَهُ وَالدُّمُوعُ سَفْحُ عَقيق وَالْحَشا تَصْطَلي بِنارِ غَضاها
يَابْنَ عَمِّ المُصْطَفَي أَنْتَ يَدُ اللَهِ الَّـتِـي عَـمَّ كُـلَّ شَــيءٍ نَـدَاهَـا
أَنْـتَ قُـرْآنُـهُ القَـدِيـمُ وَأَوْصَــا فُـكَ آيَـاتُـهُ الَّـتِــي أَوْحَــاهَـا
حَـسْـبُـكَ اللَهُ فِـي مَآثِـرَ شَـتَّي هِيَ مِـثْـلُ الاَعْـدَادِ لاَ تَتَـنَـاهَـي
أن يقول إلی
أَنْتَ بَعْدَ النَّبِيِّ خَيْرُ البَرَايَا وَالسَّمَا خَيْرُ مَا بِهَا قَمَرَاهَا
لَكَ ذَاتٌ كَذَاتِهِ حَيْثُ لَوْلاَ أَ نَّهَا مِثْلُهَا لَمَا آخَاهَا
قَدْ تَرَاضَعْتُمَا بِثَدْيِ وِصَالٍ كَانَ مِنْ جَوْهَرِ التَّجَلِّيغِذَاهَا
يَا عَلِيَّ المِقْدَارُ حَسْبُكَ لاَ هُوتِيَّةٌ لاَ يُحَاطُ فِيعُلْيَاهَا
أَيُّ قُدْسٍ إلَيْهِ طَبْعُكَ يَنْمَي وَالمَرَاقِيالمُقَدَّسَاتُ ارْتَقَاهَا
لَكَ نَفْسٌ مِنْ جَوْهَرِ اللُّطْفِ صِيغَتْ جَعَلَ اللَهُ كُلَّ نَفْسٍ فِدَاهَا
هِيَ قُطْبُ المُكَوَّنَاتِ وَلَوْلاَ هَا لَمَا دَارَتِ الرَّحَيلَوْلاَهَا
لَكَ كَفٌّ مِنْ أَبْحُرِ اللَهِ تَجْرِي أَنْهُرُ الاَنْبِيَاءِ مِنْ جَدْوَاهَا
حُزْتَ مُلْكاً مِنَ المَعَالِي مُحِيطاً بِأَقَالِيمَ يَسْتَحِيلُ انْتِهَاهَا
إلی قوله:
يَا أَخَا المُصْطَفَي لَدَيَّ ذُنُوبٌ هِيَ عَيْنُ القَذَيوَأَنْتَ جَلاَهَا
كَيْفَ تَخْشَي العُصَاةُ بَلْوي المَعَاصِي وَبِكَ اللَهُ مُنقِذٌ مُبْتَلاَهَا
لَكَ فِي مُرْتَقَي العُلَي وَالمَعَالِي دَرَجَاتٌ لاَ يُرْتَقَي أَدْنَاهَا
أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، إبن عم الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه. هو أفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين.
من قصيدة لابن ابي الحديد المعتزلي الشافعي شارح نهج البلاغة:
لله درك والضلال يقودني بيد الهوى وانا الحرون فاتبع
يقتادني سكر الصبابة والصبا ويصيح بي داعى الغرام فاسمع
دهر تقوض راجلا ما من عيب عقباه الا انه لايرجع
قد قلت للبرق الذي شق الدجى فكأن زنجيا هناك يجدع
يابرق ان جئت الغري فقل له اتراك تعلم من بأرضك مودع
فيك الامام المرتضى فيك االوصي المجتبى فيك البطين الانزع
يامن ردت له ذكاء ولم يفز بنظيرها من قبل الا يوشع
ياقالع الباب الذي عن هزه عجزت اكف اربعون واربع
اأقول فيك سميدع كلا ولا حاشا لمثلك ان يقال سميدع
يامن له بارض قلبي منزل نعم المراد الرحب والمستربع
اهواك حتى فى حشاشة مهجتي نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسى ان تموت صبابة حبا وطبعا لا كمن يتطبع
نعم، لم تعرف لإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي بن ابي طالب، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله - لما خلق الله النار. والحديث عن علي بن ابي طالب طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. ولكن مالايدرك كله لايترك جله، وحسبنا أن نشير فيها إلى بعض خصائصه، ومناقبه، وعليها فقس ما سواها. ذكر في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( زينوا مجالسكم بذكر علي بن أبي طالب ) . بشارة المصطفى ص 60 .مستدرك الوسائل ج12ص393ب23ح14388-4 .وعن عائشة في بحار الأنوار ج 38ص201ب64ح8.العمدة 368ح724 .كشفاليقين450ح28.
وقال ابن أبي الحديد الشافعي شارح نهج البلاغة:
(وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصورملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ؛ وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ؛ فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً،حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ،وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، و تنتهي إليه كل فرقة،وتتجاذبه كل طائفة،فهورئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ) . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 .
وقال الامام أحمد بن حنبل: ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضائل كما جاء لعلي بن أبي طالب .
المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص107 / المناقب للخوارزمي ص3 و 19. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 168 / الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص 72. تاريخ ابن عساكر ج 3 ص 63 / شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 19.
وقال القاضي إسماعيل والنسائي وأبوعلي النيسابوري: لم يرد في حق أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان ماجاء في علي . الرياض النضرة للطبري ج 2 ص 282 / الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 وص 72.
ان هذا يؤكد بلا ادنى شك افضلية علي بن ابي طالب على باقي الصحابة بعد رسول الله (ص) بعد شهادة اعاظم علماء الحديث من اهل السنة في ذلك. يروي المفسر المعروف العالم السني الشهير (( السيوطي )) في الدر المنثور عن (( ابن عساكر )) عن ((جابر بن عبد اللّه )) في ذيل هذه الاية : كنا عند رسول اللّه (ص ) واذا بعلي قادم نحونا ,ولما وقعت عين رسـول اللّه (ص ) عليه , قال : والذي نفسي بيدا ان هذه وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ,
ونزلت (( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خيرالبرية )), فكان اصحاب النبي (ص ) اذا اقبل علي (ع ) قالوا : جاء خير البرية . وجات هذه الرواية بنفس المضمون , في (( شواهد التنزيل )) للحاكم الحسكاني .
ونـقـرا فـي رواية اخرى عن ابن عباس : لما نزلت آية : (( ان الذين آمنوا وعملواالصالحات اولئك هم خير البرية )), قال النبي (ص ) لعلي (ع ): هو انت وشيعتك ,تاتي انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين وياتي عدوك غضبانا مقمحين . جـاء في رواية اخرى عن (( ابو برزة )) : لما قرا النبي (ص ) هذه الاية , التفت الى علي (ع ) وقال : هم انت وشيعتك يا علي وميعاد ما بيني وبينك الحوض .وجاء ايضا في تفسير الدر المنثور ان ابن مردوية يروي عن علي (ع ) ان النبي (ص )قال لي : الم تسمع قول اللّه ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ,انت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض اذا جئت الامم للحساب تدعون غــرا محجلين .
يروي الكنجي الشافعي في كفاية الطالب عن عطا : سالت عائشة عن علي (ع ) فقالت : ذاك خير البشر لايشك فيه الا كافر .ونـقـل فـي نفس الكتاب ايضا عن (( حذيفة )) انه قال : سمعت رسول اللّه (ص )يقول : علي خير البشر, من ابى فقد كفر. بـديهي ان هذه التعابير جميعها ناظرة الى شخص علي (ع ) بعد النبي (ص ), اي انه افضل الناس بعد رسول اللّه (ص ).
قال المامون يوما للرضا(ع ): اخبرني باكبر فضيلة لامـير المؤمنين (ع ) يدل عليها القرآن , فقال له الرضا(ع ) : فضيلة في المباهلة , قال اللّه تعالى : ( فـمـن حاجك فيه ) الاية , فدعا رسول اللّه (ص ) الحسن والحسين (ع ) فكانا ابنيه , ودعا فاطمة (س ) فـكـانت في هذاالموضع نساؤه , ودعا امير المؤمنين (ع ) فكان نفسه بحكم اللّه عز وجل , فـقـدثـبت انه ليس احد من خلق اللّه تعالى اجل من رسول اللّه (ص ) وافضل فوجب ان لايكون احد افضل من نفس رسول اللّه (ص ) بحكم اللّه تعالى . فقال له المامون : فالا جاز ان يذكر الدعا لمن هو نفسه , ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فـلا يـكـون لامـيـر المؤمنين (ع ) ما ذكرت من الفضل ؟ قال (ع ): ليس يصح ما ذكرت , وذلك ان الـداعـي انـمـا يـكون داعيا لغيره , كما ان الامر آمر لغيره ,لم يدع رسول اللّه (ص ) رجلا في المباهلة الا امير المؤمنين (ع ) فقد ثبت انه نفسه التي عناها اللّه سبحانه في كتابه وجعل حكمة ذلك في تنزيله .
مـن الـمناسب ان نورد هنا المحاججة التي جرت بين (( المامون )) الخليفة العباسي , مع احد علما اهـل الـسنة المعروفين في عصره ويدعى (( اسحاق )) , وقداورد هذا الحديث (( ابن عبد ربه )) , في (( العقد الفريد)).
اذ قال له (( المامون )) : يا اسحاق اي الاعمال كان افضل يوم بعث اللّه رسوله ؟.
قـال اسـحاق : الاخلاص بالشهادة , قال المامون : اليس السبق الى الاسلام ؟ قال اسحاق : نعم , قال الـمـامون : فهل علمت احدا اسبق عليا الى الاسلام ؟ قال اسحاق :ان عليا اسلم وهو حديث السن لا يـجـوز عـليه الحكم , وابو بكر اسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم فقال المامون : اخبرني عن اسـلام عـلي حين اسلم ؟ فهل يخلورسول اللّه (ص ) حين دعاه الى الاسلام من ان يكون دعاه بامر اللّه او تكلف ذلك من نفسه ؟ ثم قال : يا اسحاق لا تنسب رسول اللّه الى التكلف فان اللّه يقول : وما انا من المتكلفين , قال اسحاق : دعاه بامر اللّه قال المامون : فهل من صفة الجبار جل ذكره ان يكلف رسله دعا من لا يجوز عليه حكم قد تكلف رسول اللّه (ص ) من دعاالصبيان مالا يطيقون اترى هذا جائزا عندك ان تنسبه الى رسول اللّه (ص ) ؟ قال اسحاق : اعوذ باللّه .
ويـضـيـف الـمرحوم العلامة الاميني بعد نقله هذا الحديث من (( العقدالفريد )) : قال ابو جـعـفر الاسكافي المعتزلي المتوفي سنة 240 في رسالته : قد روى الناس كافة افتخار علي (ع ) بـالـسـبق الى الاسلام وان النبي (ص ) استنبئ يوم الاثنين واسلم علي يوم الثلاثا , وانه كان يقول : صليت قبل الناس سبع سنين وانه مازال يقول : انا اول من اسلم ويفتخر بذلك ويفتخر له به اولياؤه , ومـا دحوه , وشيعته في عصره , وبعد وفاته , والامر في ذلك اشهر من كل شهير , وقد قدمنا منه طرفا وماعلمنا احدا من الناس فيما خلا استخف باسلام علي (ع ) , ولاتهاون به , ولا زعم انه اسلم اسلام حدث غرير وطفل صغير , ومن العجب ان يكون مثل العباس وحمزة ينتظران ابا طالب وفعله ليصدوا عن رايه , ثم يخالفه علي ابنه لغير رغبة ولا رهبة يؤثر القلة على الكثرة.
ولادته:
ولد الامام علي(ع) في اشرف بقعة وهي بيت الله الحرام، فقد ولد علي(ع) بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الاصم بعد عام الفيل بثلاثين سنة، ولم يولد في البيت الحرام احد سواه قبله ولا بعده. والامام(ع) ولد ولرسول الله(ص) ثلاثون سنة. وكان رسول الله يتيمن بتلك السنة التي ولد فيها علي(ع) ويسميها سنة الخير، وسنة البركة.
النبي(ص) يتكفل تربية علي(ع): كان النبي يلي اكثر تربية الامام علي(ع) ويوجره اللبن عن شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره ورقبته.
والامام علي(ع) وصف نشأته الاولى في حجر النبي بقوله: وقد علمتم موضعي من رسول الله(ص) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني وانا ولد، يضمني الى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وعليه فقد نشأ الامام(ع) نشأة الهية وتعهد تربيته الرسول الاكرم.
الامام علي(ع) اسبق الناس الى الاسلام:
ذكر ابن شهر آشوب في مناقبه اسبقيه الامام علي الى الاسلام حيث قال: (استفاضت الرواية ان اول من اسلم علي ثم خديجة ثم زيد ثم ابوذر ثم عمرو بن عنبسة السلمي). بل ان اكثر اهل الحديث واكثر المحققين من اهل السيرة رووا انه(ع) اول من اسلم. ويذهب ابن حجر الى انه(ع) اول الناس اسلاما بقوله: هو اول الناس اسلاما في قول كثير من اهل العلم. وذكر اليعقوبي ان اول من اسلم خديجة بنت خويلد من النساء وعلي بن ابي طالب من الرجال، ثم زيد بن حارثة ثم ابو ذر، واكثر من ذلك ان عليا(ع) اسلم قبل الناس بسبع سنين.
منزلة الامام علي(ع) يوم العشيرة:
لما نزلت الآية الكريمة (وانذر عشيرتك الاقربين) جمع النبي(ص) اهل بيته وكانوا نحوا من اربعين، وامر النبي الاكرم الامام علي بان يصنع لهم طعاما، وعندما تحدث النبي اليهم عما يريده لهم من العزة والكرامة قاطعة ابو لهب وانفضوا عنه الى ديارهم، وكان ذلك في السنة الرابعة من البعثة النبوية، وكرر النبي دعوته اليهم ثانية وثالثة لهدايتهم وانذارهم غير انهم اعرضوا عنه اما الامام علي(ع) فقد لبى دعوة النبي الخاتم، وذلك ما يرويه الكوفي في مناقبه حيث يقول بعد ا يراد الحادثة: وكان الامام علي اصغرهم سنا فقال: انا يا رسول الله فوضع يده على عاتقه ثم قال: يا بني عبدالمطلب ان هذا اخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا). ويكمل القاضي النعمان بقية الحادثة بقوله: فانصرفوا يضحكون ويقولون لابي طالب: قد امرك ابن اخيك ان تسمع وتطيع لابنك، وهذا اول عهد اخذه رسول الله(ص) لعلي(ع) وكان ذلك بمكة قبل هجرته في حياة ابي طالب عمه.
الامام علي(ع) مضحياً واميناً ومهاجراً:
عندما اذن الله تعالى لنبيه الكريم بالهجرة، امر عليا ان يبيت في فراشه ويؤدي اماناته ويوصل ودائعه، ويلحق به مهاجراً، وبعد ان فرغ الامام علي(ع) مما امره به الرسول الكريم هاجر الى المدينة، فكان يسير بالليل ويكمن بالنهار حتى قدم المدينة وقد تفطرت قدماه ومعه الفواطم الاربع، وعندما رآه النبي لا يستطيع ان يمشي اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، ومرر الرسول(ص) يديه الكريمة على قدميه، فلم يشتكها بعد حتى استشهد(ع) وعندما آخى النبي الاكرم فيما بين المسلمين خص الامام علي بان يكون اخا له.
الامام علي (ع) في القران:
اخرج الطبرانى وابن ابى حاتم عن الاعمش عن اصحاب ابن عباس رضى الله عنه قال: ما انزل الله (ياايها الذين آمنوا) الا وعلى اميرها وشريفها، ولقد عاتب الله اصحاب محمد صلى الله عليه وآله في غير مكان، وما ذكر عليا الا بخير.ينابيع المودة ص 125 - 12
قوله تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) البينة: 7، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ( يا علي هم انت و شيعتك) [الصواعق المحرقة : ص96، الدر المنثور: ج6 ص 379. تفسير الطبري: ج3 ص 146. شواهد التنزيل: ج2 ص356-366 . روح المعاني: ج30 ص207 . كفاية الطالب: ص 244-246].
*قوله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة: 119، قال سبط ابن الجوزي: ( قال علماء السير : معناه كونوا مع علي وأهل بيته، قال ابن عباس : علي سيّد الصادقين) [تذكرة الخواص: ص10. الدر المنثور: ج3 ص290. فتح القدير : ج2 ص295 . تفسير الثعلبي ( مخطوط) : ص 219. ينابيع المودة: ص 119]
الامام علي في اصحاح اهل السنة وكتبهم:
روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟
فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول له ، خلفه في بعض مغازيه ، وقال له علي : خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .)) (صحيح مسلم 15 / 175 - 176 ( بيروت 1981 .
لاحظوا ان معاوية ببغضه وسبه لعلي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام انما يعلن سبه لله تعالى وهو على حد الكفر بالله تعالى شانه والدليل هو في الحديث الصحيح المسطور في مستدرك الحاكم ج 3 ص 121 مسندا عن بكير بن عثمان البجلى قال: سمعت ابا اسحاق التميمى يقول: سمعت ابا عبدالله الجدلى يقول: حججت وانا غلام فمررت بالمدينة واذا الناس عنق واحد فاتبعتهم، فدخلوا على " ام سلمة " زوج النبى " ص " فسمعتها تقول: " ياشبيب بن ربعى " فاجابها رجل جلف جاف: لبيك ياامتاه، قالت " يسب رسول الله " في ناديكم؟ ! " قال: " وانى ذلك؟ ! " قالت: " فعلى بن ابى طالب (ع) " قال: (انا لنقول اشياء نريد عرض الدنيا) قالت: فانى سمعت رسول الله (ع) يقول: (من سب عليا فقد سبنى ومن سبنى فقد سب الله تعالى).
قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " أنا مدينة العلم وعليٌ بابُها " .
مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126 / و مناقب أحمد بن حنبل و أبو عيسى الترمذي فى جامعه الصحيح / و كنز العمال ج 6 ص 401 / و أسد الغابة ج 4 ص 22 / و الخطيب البغدادي فى تاريخه ج 4 ص 348: .
و قال صلى الله عليه و آله : " أنت مِنّي بمنزلةِ هارون من موسى الا أنه لا نبيَ بعدي " .
البخاري فى باب غزوة تبوك ، كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي و مسلم في صحيحه و مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 174 / و مسند أبى داود ج 3 ص 28 و و الترمذي وغير هؤلاء كثير .
وقال صلى الله عليه و آله مخاطبا عليا عليه السلام « لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك الا منافق » .
صحيح الترمذي ج 2 ص 299 / و أحمد بن حنبل ج 6 ص 292/ والنسائي ومستدرك الصحيحين ج 3 ص 129 وغيرهم .
وقال صلى الله عليه و آله يوم المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار مخاطبا عليا عليه السلام :
" أنت أخيّ و أنا أخوك فإنْ ذكرَكَ أحدٌ فقلْ أنا عبد الله و أخو رسوله لا يدعيهما بعدك الا كذاب " .
صحيح ابن ماجه / وصحيح الترمذي ج 2 ص 299 والنسائي فى الخصائص ص 3 و 18 / ومستدرك الصحيحين ج 3 ص 14 / ومسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 159 وغيرها مع اختلاف فى الألفاظ يسير .
قال رسول الله صلى الله عليه و آله :
« عليٌ مع الحق والحق مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض » .
تاريخ البغدادي ج 14 ص 321 / و الهيثمي فى مجمعه ج 7 ص 235 / و كنز العمال ج 6 ص 157 / و تفسير الرازى ج 1 ص 111 / و غيرهم مع اختلاف فى الألفاظ .
و قال صلَّى الله عليه و آله :
" لِكلِّ نَبيٍّ وَصيٌ وَ وارثٌ وَ أنَّ علياً وصيّي وَ وارثي " .
ينابيع المودة سليمان الحنفى « باب عهد النبى لعلي و جعله وصيا »، والذهبي فى ميزان الاعتدال والسيوطي فى اللآلىء والديلمي فى كنوز الدقائق وأحمد بن حنبل في المناقب وفي كنز العمال ج 6 ص 154 و المعجم الكبيرللطبراني والمحب الطبري فى الذخائر وغيرهم .
روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي . ولم يقلها لأحد غيره .
من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج على أصحاب الشورى: « قال : أنشدكم بالله ،هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه و آله غيري ؟ إذ آخى بين المؤمنين فآخى بيني و بين نفسه ، و جعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلا أني لست بنبي » . قالوا: لا .
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 115 الرقم 1140 ، و ص 118 الرقم 1142، كتاب سليم بن قيس ص 74 و ص 77 ، الخصال للصدوق ج 2 ص 553 الرقم 31 ، المسترشد ص 57 ، الامالي للطوسي ص 333 الرقم 667 و ص 548 الرقم 1168 ، مناقب ابن المغازلي ص 116 الرقم 155 ، مناقب الخوارزمي ص 224 ، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 322 الرقم 55 ، فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251 ، غاية المرام الباب 99 ص .624
وقول الرسول صلى الله عليه وآله : " إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله له . وأعطاها عليا ففتح الله على يديه " البخاري ومسلم كتاب فضائل الصحابة.
وقال الرسول ص
https://telegram.me/buratha