( بقلم : حسن الشافعي )
كثر الحديث بعد سقوط صدام عن العرب السنة والعرب الشيعة وهي مصطلحات لا تمت للواقع بصلة بسبب الأحداث التي مرت على العراق بعد الغزو المغولي وما تبعه من هجرات كثيفة صاحبت ذلك الغزو حيث هاجرت كثير من القبائل المغولبة والتترية من اسيا واستقرت في المناطق ذات الكثافة السكانية القليلة في ذلك الوقت وهي مناطق ديالى وشمال بغداد وغربها.
أما المناطق التي تقع جنوب بغداد فقد كانت مكتضة بالقبائل العربية الموجودة قبل الأسلام والتي هاجرت بعده ولهذا لم تكن تلك المناطق تشجع القبائل الوافدة على التوجه اليها.
ففي بعقوبة استقرت القبائل المغولية وأسست دويلات الخروف الأبيض والخروف الأسود وغيرها من الدويلات وما زالت أغلب المدن تحمل الأسماء المغولية والتترية أما غرب بغداد فقد استقرت قبائل مغولية وقبائل جنوب بحر قزوين وهي قبائل الديلم والتي حرف اسمها الى الدليم.كما استقرت قبائل أخرى في مناطق اليوسفية والصقلاوية وابو غريب والفلوجة وجرف الصخر الحالية وهي المنطقة التي تسمى الأن قرغول ومن اسمها يمكن الأستدلال على أصل سكانها وهم من قبائل المغول.
لو ذهبنا الى شمال بغداد فأن الخليفة العباسي قد بنى سامراء لجنوده الأتراك وعوائلهم وبعد الغزو المغولي انتشر الأتراك في كل المناطق المحيطة بسامراء ومن هذه القبائل قبيلة صدام المسماة البيكات التي ينتمي اليها صدام الذي يفاخر بعروبته والكل يعرف أن كلمة البيكات تركية.
الذي حدث بعد أن استقر أولئك الغرباء في تلك المناطق ارتدوا الكوفية والعقال ليصبحوا جزء من السكان الأصليين وتعلموا لغة البلد وأصبحوا عروبيين أكثر من العرب على مر العصور .وفي التاريخ الحيث وبعد ثورة 1958 أصبحوا جميعهم اما بعثيين أو ناصريين وبعد سقوط صدام كانوا من أشد المتحمسين لعروبة العراق ويقول علماء الأجتماع أن الشخص يلجأ الى ذلك ليغطي النقص الذي يحس به في مجتمع قبائلي يعتبر من لا قبيلة له ابن حرام.
https://telegram.me/buratha