( بقلم الكوفي )
قبل ان اباشر بالجزء الثاني اود ان اشير الى السبب الذي دفعني للكتابة هو ما رايته في الجلسة الاولى لمحاكمة الحمل الوديع في ابشع جريمة بحق الانسانية والتي راح ضحيتها اكثر من مائة الف كردي بريء وهذه الحملة تحت اسم سورة من سور القران الكريم وسميت بحملة ( الانفال ) وحملات الابادة اليوم تحمل نفس المسميات ونفس المجرمين ومنها الجهاد والتوحيد وسرايا محمد وفيلق عمر ووووو الخ .
التتمة .. بداء الحرس الخاص بالمنادات باسمائنا للمثول امام القضاة وسرعان ما توجهنا الى الدخول بترديد الدعاء وايات من القران الكريم طبعا في قلوبنا حتى لا نزعج الاخرين باعتبار الهدوء السمة المعروفة في هذا المكان وما ان دخلنا قاعة المحاكمة اودعنا في قفص الاتهام وللاسف ذلك القفص يختلف عن القفص الذي نراه اليوم .
مساحة القفص تكاد تكون ربع مساحة قفص الحمل الوديع والكراسي لم نراها ربما كان النجار قد تاخر في انجازها وماء القناني قد نسيت المحكمة سهوا من احضاره اما بخصوص الماكرفون اتوقع كان فيه خلل فني واما الاوراق والاقلام التي نسجل فيها ملاحظاتنا ربما لم تستورد بعد من الخارج .
اما القضاة اختلف مظهرهم الخارجي جملة وتفصيلا عن القضاة الذين نراهم اليوم وكان عددهم ثلاث قضاة يتوسطهم القاضي العادل ( مسلم الجبوري ) المعنى بقلب الكاتب وللقارى حق الاستنتاج فكانت ملابسهم عسكرية وغير مرتدين لعباءة القضاء التي نراها في المحاكمات الجنائية رغم ان قضيتنا غير عسكرية ولا جنائية وانما قضية سياسية بحته وتخلو ايضا من اي قطعة سلاح .
اما على يسار القفص كان الادعاء العام مرتديا لعباءة القضاء وبعد اخذ الاسماء من القاضي الاول سالنا هل انتم ابرياء اجبناه نعم قال هل لديكم محامين اجبناه كلا ونسي القاضي بان كل من يحضر ( محكمة الثورة ) ليس له الحق بان يوكل محامي للدفاع عنه باعتبار الدولة سباقة في هذا المجال بتوكيل محامي خاص منها خشية تعرض المحامي لاي ضغوط مثل ما نراه اليوم .قال القاضي المحكمة اوكلت لكم المحامي فلان بن فلان والذي لم اتذكر اسمه في ضل الظروف الديمقراطية للمحكمة مع المقارنة بالاجواء التي نراها اليوم في محكمة الحمل الوديع ومحامي الدفاع الموكلين له من كل حدب وصوب .
بدا القاضي يسرد الافادات باننا قمنا بكذا وكذا وكذا وبعد ان انتهى من الافادات التي لم يتجاوز تلاوتها علينا اكثر من خمس دقائق قال هل فعلتم هذا اجبناه كلا وما ذكرته كان بسبب التعذيب فرد القاضي انتم خونه وتوجه بالسؤال لي ماذا تطلب قلت له اطلب اثباة برائتي لانني بريء ولم افعل شيء فاجابني القاضي العادل بانني ايراني رغم ان هويتي عراقية وتولدي عراقي وعشيرتي من اكبر عشائر العراق ولعله لم يلتفت بانه من نفس العشيرة ثم بادرني بسؤال هل تعلم ان ايران حليفة اسرائيل قلت نعم كي اقلل من غضبه فرد علي بانني اسرائيلي ثم بادر مجداا وقال لي انت وباللهجة العامية ( يرادلك كص ركبه ) وبعد ان انتهى وكل ذلك مع قراءة الافادة لم يتجاوز العشر دقائق .
بعد ذلك بداء الادعاء العام وبالمختصر المفيد حتى لا نطيل طالب بانزال اقصى العقوبات وفق المادة 156 مائة وستة وخمسون والتي تقضي بالاعدام شنقا حتى الموت .جاء دور محامي الدفاع والذي عادة يقاتل من اجل براءة موكله مثلما نراه اليوم من محامي الحمل الوديع وما ان بدا المحامي حتى انهال علينا بالتهم وخيانة الوطن وانتمائنا لاحزاب معادية تعمل ضد الدولة وللامانة في ختام مطالعته ذكر المحكمة بان اعمارنا لا تتجاوز الثامنة عشر علما في مطالعته بالمتهمين .بعد ذلك امر القاضي في اخراجنا للنظر بالقضية علما ان المحكمة لم تتوقف لحظة لزغم المحالين عليها ومتى نظر القاضي في القضية علما اننا قد نودي علينا بعد نصف ساعة لسماعنا قلرار الحكم .
وكان قرار الحكم هكذا ( حكمت المحكمة على المتهمين فلان وفلان بالسجن المؤبد ) وانتهى .اقول هل ما حدث معي هو نفسه ما يحدث اليوم ؟اسال من يقاضي من هل محكمتنا الموقرة تقاضي الحمل الوديع ام الحمل الوديع يقاضي محكمتنا ؟؟مطالعة الدليمي هل كانت رسالة للحصول على شهادة الكتوراه ؟؟؟هل القضاة حضروا كي يستمعوا الى ادلة تدين الحكومة بانها غير شرعية وبالتالي المحكمة غير شرعية ؟؟؟هل الغاية من وراء هذه الديمقراطية المفرطة اهانة الشعب العراقي وبالخصوص ضحايا النظام المقبور ؟؟؟وهنالك الكثير من التساؤلات نتركها للاخرين .بما انني لم حصل على محاكمة ديمقراطية اطالب محاكمتي من جديد لعلي ادخل العالم من اوسع ابوابه بعد ان غيبنا في السجون وشردنا في البلدان ومنعنا من العودة الى بلدنا من الصديق قبل العدو .مدة السجن التي قضيتها احد عشر عام وتم الافراج عني اسوة باخوتي السجناء بعد اصدار عفو عن الابرياء المتهمون ظلما وعدوانا واريد ان اتمم ما تبقى من محكوميتي حتى تحقق العدالة مرادها .
https://telegram.me/buratha