( قصة مؤلمة بقلم الكوفي )
نعم اطالب الحكومة العراقية الموقرة باعادة محاكمتي من جديد في ظل الديمقراطية الجديدة على شرط ان تجري محاكمتي في نفس القفص الذي يقف فيه اقذر مجرم عرفه التاريخ وبنفس المواصفات التي حضي بها ابتداء من القفص الصاج الى الكراسي النفخ من الجلد الطبيعي الى ماء القناني الصافي الى كاميرات التصوير الحديثة والنقل المباشر والملابس البراقة وووووو ..وبعد هذه المقدمة البسيطة اضع بين يدي الشرفاء من بني الانسانية قصتي لعلهم يتعاطفون معي ويطالبون ايضا بمحاكمتي من جديد .
اعتقلت وعمري لا يتجاوز السابعة عشر وما ان تم اعتقالي باشر المحقق معي بانتزاع الاعترافات طبعا بشكل ديمقراطي حيث قام المحقق ومساعديه بخلع ملابسي بالقوة وصب الماء البارد في ليلة من ليالي الشتاء وبداء التعذيب بالوسائل المعروفة التي لا تخفى على احد وبعض اساليب التعذيب لا اقدر ان اعبر عنها الا اذا قمت بتطبيقها عمليا ففي ذالك الوقت كان التعذيب درجات حسب القدرة والتحمل وتبداء اولا بالفلقة والتي هي اول مرحلة ثم تنتقل الى مرحلة اكثر ديمقراطية وهي ربط اليدين من الخلف وتعليق المعتقل على كنارة الى ان تخلع كتفيه والمرحلة الثالثة الصعق الكهربائي والمتمثل بوضع الاسلاك على اماكن حساسة في والمرحلة الرابعة حرق اجزاء من الجسد بمادة السبيرتو و و و و و ولو بقيت اعدد اساليب التعذيب لبقيت اكتب واكتب حتى يمل القارىء او لربما يكذبني طبعا وهذا كله لم يجري مع الحمل الوديع الذي ذكرناه في مقدمة المقال .وكل ذلك بفضل الديمقراطية الجديدة .
بعد الانتهاء من التحقيق تم تسفيرنا الى الامن العامة بشكل امانات مصانة لحين موعد المحاكمة والزنزانات التي اودعنا فيها كانت حقيقة فندق خمسة نجوم حيث تضم كل زنزانة ستة وثلاثون معتقل وبمساحة متران في متران ونصف بما فيها المرافق الصحية والتي كنا نستعملها ايضا للمنام بعد الانتهاء من استعمالها ناهيك عن وجبات الطعام الشهية والمعاملة الحسنة لحين موعد المحاكمة .
ها قد حان موعد المحاكمة وهو بيت القصيد تم مناداتنا من قبل الحراس بالخروج وما ان خرجنا حتى صافحتنا ايادي الحراس ولكن بطريقتهم المفضلة حيث كانت مصافحتهم في وجوهنا حبا بنا بعد ذلك تم ربط اعيننا بالقماش طبعا هذا ايضا حبا بنا لانهم كانوا يخشون علينا من اشعة الشمس خوف ان تاثر على نظرنا .ركبنا السيارة وانطلقت مشرعة وما ان توقفت فتحت الباب وطلبوا منا النزول بكل احترام وكالعادة المصافحات الديمقراطية مستمرة واذا بنا في قاعة مكتضة بالبشر من شباب وشياب وصغار ونساء لكن لفت انتباهي الهدوء الذي اكتنف الحضور .
بداءت المنادات باسماء الذين كانوا قد حضروا قبلنا وما ان يدخلوا الى داخل المحكمة منهم من يخرج ومنهم من لم يخرج وبعد الاستفسار عن الذين لم يخرجوا علما ان كل من لم يخرج من الباب المطلة على القاعة يخرج من باب اخرى وتلك الباب مخصوصة للذين يتم فيهم اصدار حكم الاعدام .
وبعد انتظار نودي باسمائنا من قبل حرس المحكمة وهنا يبداء المشوار مع ارقى محاكمة عادلة ومتميزة باعتبار في زمن رمز الامة العربية وباني مجدها وحامي البوابة الشرقية كل شيء مميز بما في ذلك المحاكمات .
هذا الجزء الاول وللبقية تتمهالكوفي
https://telegram.me/buratha