( بقلم مروان توفيق )
بقيمة 11.4 مليار دولار ستشتري المملكة السعودية 72 طائرة حربية انكليزية متطورة من نوع تايفون. وهناك صفقات اخرى في الماضي القريب ليس من داع لذكرها لاختصار الموضوع. ترى ما السبب في شراء هذه الاسلحة المتطورة وما الفائدة من ترسانة متقدمة كهذه لبلد يحميه و ينزل فيه اكبر جيش في العالم الا وهو الجيش الامريكي!
المملكة هي الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود متاخمة مع اسرائيل ولم تدخل في نزاع مباشر معها, بينما دخلت كافة الدول المتاخمة(سوريا, الاردن, لبنان, مصر) في حروب ومناوشات طويلة مع الدولة العبرية المحتلة . العداء بديهي بين العرب واسرائيل ولكن هذه البديهة قد صارت شعارا من الماضي تستنكف المملكة عن الجهر به في الوقت الحاضر, واذا كانت حتى الان لم تدخل في تطبيع العلاقات مع اسرائيل رسميا كشأن دول اخرى مثل مصر وقطر والاردن, لكنها تبدو في مسار هذه الدول! والمتتبع لسياسة المملكة يرى ان الوقت هو العامل الاول في تأخير تطبيع العلاقات مع الجارة العبرية , ولن يمر وقت بالطويل حتى تصبح العلاقة مع دولة العدو من المقبولات.
هل ياترى شراء السلاح هو جميل للانكليز على صداقتهم الابدية للملكة التي كان لهم الفضل الكبير في تأسيسها و تأسيس نظامها الحالي, وكأن شراء هذه الاسلحة التي سيأكل عليها الدهر ويشرب بعد سنين من عدم استعمالها ماهو الا نوع من التطمين للاخوة الانكليز وتذكيرهم بالسخاء العربي والصرف اللامحدود مضافا اليه ذلك البذخ العربي الاصيل في بلاد الانكليز في كافة المجالات (الممتعة) والاستهلاكية. قد يقول قائل ان المملكة لها باع طويل في تمويل بعض المنظمات الفلسطينية وحتى في تعويض بعض الاسر من جراء وجود الاحتلال الاسرائيلي ونقول لهم نعم ذلك باع لاينكر ولكن هذا لا علاقة له بشراء اسلحة متطورة وكأن الشاري في استعداد لحرب طويلة مع العدو ولذلك هو يتحصن بهذه الاسلحة تحسبا من وقوع الطامة!
كانت الحرب في جنوب لبنان عامل اخر لسؤالنا عن مبرر شراء هذه الاسلحة, فالنظام الديني في المملكة والذي لا يفتي الا برضى ولي الامر اتحف المسلمين بفتاوى عديدة تتنصل من الوقوف مع حزب الله وبالتالي تتنصل من الوقوف بوجه العدو الصهيوني الذي كان يقصف المدنيين كعادته بلا هوادة. ووقف النظام موقفا سلبيا من نصرة اخوة الدين وحتى من التناصر القبلي والعربي الذي يحث على نصرة الاخ ظالما ام مظلوما. وعلل اصحاب الفتوى ذلك الموقف بحجة ان تلك الحرب هي تهلكة وقد نهى الله عن القاء النفس في التهلكة ولعمري متى كانت الحرب بلا تهلكة ولكن الفقهاء والوعاظ لهم دلائلهم الشرعية التي قد يعيا عقلنا عن فهمها وعلينا بالسمع والطاعة.
اذا كانت بعض الدول قد طوت كشحا عن الحروب نتيجة لاوامر اولياء امورها الذين هم اعلم بشؤون الرعية ومصالحها مثل حاكم مصر الذي صرح في اكثر من مرة بعدم جدوى الحرب نتيجة للخسارات التي تخلفها الحرب واولها تنكيد عيش الحكام وتلويث جمال ايامهم فلا لوم على هكذا حكام اذا ما توقفوا عن استيراد اسلحة متطورة, لأنهم اعلنوها بصريح العبارة ولم يعد للحياء محل في وجوههم من التباهي بالذلة والخسة في سبيل سلام دائم وان كان غير عادل!
اما الذين ينفقون ويعدون مااستطاعوا من قوة فالسؤال يبقى ملحا : لمن السلاح؟ يؤتنس بقول قديم للجواب على هذا السؤال لملك رحل الى عالم اخر , فقد قال هذا الملك في يوم مما مضى من الايام لرئيس عربي مسخ يحاكم الان على جرائم لاتعد ولا تحصى, قال الملك للرئيس اثناء حرب طويلة سميت بالقادسية الثانية وكان يحثه على افعاله الخبيثة في تلك الحرب: منا المال ومنكم العيال!!! اي اننا في استعداد لتلبية طلباتكم المالية وعليكم بسوق ابناء شعبكم الى ساحات القتال . لم يكن للملك هم في تسليح جيشه في تلك الايام فقد كان هناك مسخا يصول ويجول عن الملك وعن كثير من العرب ومن المضحك المبكي ان ذلك المسخ المعتوه يوما ضرب المملكة بصواريخ كارتونية فاشوشية ارعبت العباد واهل المملكة وحكامها فتعاجلوا الى اسيادهم لازالة ذلك المعتوه. والان لم يعد هناك من معتوه يصد اهل المشرق عن غزو العربان وانما اناس اخرين وان كان بقاءهم غير معلوم الاجل, لذا ارتأت المملكة بتسليح جيشها تحسبا من اطماع اهل المشرق على حد قول الكثير من العرب هذه الايام , وكأن اسرائيل صارت بحكم الزمن والعادة من اهل الدار فلا تثريب عليها ولا صحة للتحرش بها والقاء النفس في التهلكة وبالاخص اذا ما تركتنا نتهنى بجمال الدنيا وسعد الاوقات وبرم الصفقات ومتع السياحة والسفرات. فالعدو قادم من المشرق فالتسليح واجب في هذه الحالة وان افتاك المفتون بغير ذلك.مروان توفيق
https://telegram.me/buratha