الجاسوسة مع جهاز تحديد الموقع المتواجد فيه الشخص .. قصة اختطاف الصحفيه جيل كارول و بتعليق بيتر كراير وهما الصحفيين في الكريستيان ساينس مونيترز نشرت هذه الجزء من المذكرات بعدد الكريستيان ساينس مونيتر في 14 اب 2006.
الجزء الثانيقضيت كامل اليوم الاول في الاسر جالسة على كرسي بلاستك في غرفة نوم في الطابق الثاني من البيت في بغداد . بينما كانت اصوات الرمي تصدح من حولي " استمريت بالتفكير انها بغداد .. هذه هي بغداد " . ولكن الرمي الذي بدا في الليلة السابقة استمر لليوم التالي كله وبعضه كان قريب جدا , عند الغروب اتاني ابو رشا وهو المسؤل الثاني وصاحب البيت منهك وقال " انني تعبان جدا , طول اليوم وانا في قتال مع الجنود " ثم بدا يقلد صوت البندقية الاوتوماتيكية , وجلس على السرير وتنهد .. " انهم هنا .. انهم قريبون جدا " وسالني " لماذا يا جيل ؟ لماذا الجنود هنا " " لماذ الجنود قريبون من هنا ؟ "السؤال كان موجه كاتهام .. لقد فهمت افكاره بانني بطريقة ما اخبر الجيش الامريكيين مكان وجودي . من اجل سلامتي الشخصية كنت محتاجه ان اريه اني منزعجة جدا من هذه الفكرة " انا لا اعلم .. انا لا اعلم " قلتها بصوت عالى .. " اليس معك هاتف نقال " قالها واضاف ممكن ان يكون في شعرك !!! نزعت حجابي ونثرت شعري .. هذا عمل وتصرف غير مقبول ويهين الرجل المسلم .. والظاهر انه ملتزم , ولكني كنت مجبورة لعمل ذلك . ادخل يديه في شعري ليتاكد بنفسه انني لم اخفي شئ فيه , واخير تقبل الى صدق جوابي وترك الغرفة (( انهاريت على الكرسي البلاستيكي وبداْت ابكي بصمت خائفة ان يسمع بكائي )) ولكنه فجاْةً رجع ومسك يدي وركع بجانبي " انا اسف .. انا اسف , انا اخيك " كان تمثيله واضح , فلماذا يهتم هو ان كنت منزعجة وهو الذي خطفني ويحتجزني بعد كل ذلك . علمت انني تعلمت شئ مهم , هذا الشئ ممكن ان يساعدني على اجتياز ما ممكن ان ياتي ..اليوم التالي اخبرت ان الجنود العراقيين والامريكان قد داهموا مسجد ام القرى وهو ميل واحد من مكتب عدنان الدليمي , فيما بعد علمت ان المداهمة حدثت بعد الحصول على معلومات من عراقي مدني عن موقعي , انه كان اقرب مكان تصل اليه القوات الامريكية في البحث عني من اجل انقاذي على مد الثلاث اشهر القادمة . منذ اللحظات الاولى لاختطافي من قبل المتمردين بعد ان اخذوني وقتلوا اللن ترائى لي انهم مصدومين من الانتصار الذي حققوه , الظاهر لم يكن لديهم خطة لما يعملوه فيما بعد . ولكن في الايام التي تلت طوروا طريقة ونسق للتعاون مع الرهائن ( معي كرهينة) بدؤا بنقلي بشكل متكرر , زودوني بوجبات التي يقدمها العراقيين لضيوفهم وكذلك زودوني ببعض الكماليات الغالية الثمن ."لاكني مع ذلك لا زلت سجينة " الخاطفيين كانوا بشكل غير متوقع يكيلون لي بالاتهامات باني جاسوسة او يهودية او اخفي جهاز تحديد المواقع .. كانوا يفتخرون بقتالهم . اشتركت بوجبة طعام مع احد الجنود الامريكان عندما كنت بالحجز .. بالمقابل كانت نفسيتي متغيرة بشكل كبير ففي اي لحظة اتاكد انهم سوف يقتلونني وفي لحظة اخرى افكر انهم سيطلقون سراحي وانها مساْلة وقت لحدوثها . " بشكل عام انا تهيئت لمواجهة اي احتمال .. مهما يكن .. اتذكر اني كنت على استعجال لملاقاة الموت من اللحظة التي بدات .. " في اليوم الاول تكلموا عن مدى اقتراب الجنود الامريكان لاكتشاف مكاني .. ابو رشا قال انهم عليهم ان ينقلوها الى بيت اخي ابو على .. اعتقدت انه اخوه الحقيقي فيما بعد تبين لي انه يقصد بهذا للدلاله على انه رفيق الجهاد .ابو رشا حزم لي اغراضي ولكنه نسى ان يضع معجون الاسنان والشامبو الذي اعطوه لي في الليله السابقة .. فكرت انه يمكن ان يكون هنالك سبب لماذا لم يضعهما مع الامتعة , كنت احلل كل شئ ساْلته عنهما , فوضعهما في الحقيبة .." ابو رشا اخذ نظارتي ( كنت قد وجدت العدسة التي فقدتها في السيارة ) ووضع قطعتيين من القماش الاسود احداهما على راسي والاخرى على وجهي , حتى لا استطيع النظر ومعرفة الطريق امسكت بذراعه وتعثرت في البيت وفي السيارة محاولة تنفس الهواء النقي من خلال طبقات القماش السوداء الخانق ." بعد برهة من السياقة غيرنا السيارة ووضعت في مكان غريب ومقعد اسود جديد . بسرعة لاحظت ان هناك اطفال بجانبي ورجل في المقعد الامامي , " كاسيت لتلاوة القران كنت اسمع وكل بضع دقائق الرجال القليلين يصيحون الله اكبر .. الله اكبر بينما كنا نسوق في الظلام . ثم احدهم قال بالعربية " من انت , اتاني صوت ناعم اجاب ..انا مجاهد " كان صوت ولد صغير عمره 5 سنوات واسمه اسماعيل ومع ذلك فهو مغسول الدماغ .بعد 20 دقيقة توقفت السيارة وجذبتني امراْة مرتدية كفوف واقتادتني من السيارة الى داخل البيت .. قلبي كان يخفق لانني لم يمر يوم الا وكنت مكسورة وخائفة . ( رفعت المراْة عني الحجاب . من اجل سرعة استنشاق الهواء وفي الضوء رايت وجهها مبتسم ومرحبة بي في غرفة الجلوس المفروشه الارض .. دخل ابو رشا فوضعت المراْة بسرعة حجابها على راسها مغطيه كل شئ سوى العيون . " هذه ام علي .. وهذا ابو علي " قالها ابو رشا وهو مبتسم , ( كانت كل اسماء الخاطفيين كانت مستعارة يستعملوها بينهم امامي ) نظرت الى الرجل القذر مع لحية نصفها اشيب .. وكان يبتسم ويبدو مظهره اجتماعي . " هل تعرفيين ابو علي " قالها ابو رشا " هل تعرفينه من يوم امس " اجبته : كلا نظرت له مرة ثانية فعرفت من هو , كان الرجل الذي رفع المسدس على السائق عدنان اثناء عملية اختطافي , انه الرجل السمين مع لحية " لا يالهي لا " .. فكرت في نفسي هذا الامرلا يبشر بالخير .. وللقصة بقية ........اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha