المقالات

العراق ..... الأزمـــــــة

3943 03:00:00 2006-03-04

كلنا نعرف مامدى الخطر الكبير الذي يجتاح العراق من قبل سلسلة متفاقمة من الأرهابيين الذي يقوضون أنفسهم في ضرب المواطن العراقي وعلما أن الأرهاب المتواجد في العراق ويضرب في كل بقعة ومكان وكل طائفة وقومية بحيث أصبح آفة المجتمع العراقي . شوقي العيسى

أزمات وإضطرابات تعيث في مجد العراق وتبعث المدى والقلق المصيري المضطرب في أحداث لها أبعاد وجذور وطرقات ،فأصبح المترقب يرى الهشاشة في الموقف والردائة في التعبير والقصور في العمل .

نار مستعرة تخفيها القوى السياسية بالرماد الداكن الذي يغطيها لفترة وجيزة ليجرفها ويطفي لهيبها عواصف ملتهبة ،فالمحن لا تنجلي والحذر في ترقّب في زوايا كثيرة من أسقفيات هذا البلد الذي عصفت به أزمات شتى فمن أزمة قيام دولة وتشكيل حكومة الى أزمة الأرهاب والتطرّف الى أزمات أقتصادية يعيشها المواطن العراقي الى أزمة القوات الأجنبية .....

في البداية أود أن أشير الى أن العراق مقسّم الى فئات وطوائف وقوميات وهذه حقيقة تفرض نفسها على جملة من الحقائق لايمكن التغاضي عنها ولكل طائفة أو قومية منهاج عمل وبرنامج سياسي قد تكون هناك مشتركات تظهر الى العامة ولكن المضمرات كثيرة شئنا أو أبينا مازالت كل الأطراف ترى في نفسها المخلّص والمنقذ للمواطن العراقي الذي أصبح الشماعة التي تعلَّق عليها كل الإخفاقات السياسية والتدهور الفني والأستراتيجي في مرحلة يغيب فيها إدراك ومفاهيم الإدارة النموذجية.

تشكيل الحكومة

بطبيعة الحال ومثل أي بلد يحتوي على أفكار الديمقراطية عندما تحدث فيه إنتخابات لتشكيل برلمان أو مجلس نواب أو حكومة أو أي شأن آخر يتطلب بعد فرز الأصوات تسارع القوى لتشكيل حكومة تعمل على إيصال درجة من الرقي الى المواطن لكي يجني ثمرة إنتخابه، إلا في العراق فقد مررنا بمرحلتين من الأنتخابات والنتيجة واحدة هي الإخفاق في تشكيل الحكومة وذلك لعرقلة تشكيلها من قبل القوى السياسية المتبارية التي تتدخل في شؤون الجهة المعنية في تشكيل الحكومة فمرة يخرج لنا مفهوم تشكيل حكومة وحدة وطنية ومرة أخرى حكومة إنقاذ وطني ومرة تشكيل مجلس الحل والعقد ومرة تشكيل حكومة توافقية مشتركة كل هذه المفاهيم التي قفزت على المفهوم الحقيقي لتشكيل الحكومة ألا وهو حكومة تمثل إرادة الأغلبية بأستحقاقها الإنتخابي وهذا الإستحقاق ليس جدية يستجديها الشعب العراقي من بقية القوى السياسية وإنما هو المطلوب للعمل به لبناء عراق ديمقراطي أما إذا أغفلنا هذا الجانب فلاداعي لأطروحة (( عراق ديمقراطي حر )) .

قد يكون هناك سؤال يطرح نفسة إذا أخذنا بالإستحقاق الأنتخابي في هذه المرحلة فسوف تكون جهه واحدة هي التي تشكل الحكومة وتسيطر على مقاليدها وهم (( الشيعة )) ؟. وأجيب على مثل هكذا تساؤل مازلنا فرقّنا بتخصيص مفهوم طرف وأغلبيته وهم ( الشيعة ) إذن فنحن نعيش في مستنقع طائفي وقومي وهذا مأزق لايمكن الخروج منه في هذه المرحلة ولا في المراحل المقبلة حيث بما أن شيعة العراق هم الأغلبية فسوف يكونوا هم دائماً رأس القائمة لأن العراق وبالأحرى يعيش هذه الأزمة وليس هناك من يستطيع نفيها أو تشتيتها وحتى لو غيرت المعادلة وأصبح (( السنة )) في العراق هم الأغلبية فهذا الحال لايتغير فالحكم للأغلبية وكذلك للأكراد واقع لايمكن تجاوزة إلا إذا أغلفنا جانب على جانب آخروهذا مانلمسه من قبل التحالفات بين السنه والأكراد لأعاقة ترشيح رئيس الوزراء وكذلك تشكيل الحكومة إلا إذا تم تنفيذ مايطلبه المتصارعون في الساحة السياسية وأعتقد ذلك يعزى الى أسباب شخصية ولو أنهم بتصريحاتهم كلها تجعل المواطن العراقي هو الأصل وكما قلنا أصبح المواطن العراقي يتعلق به كل من يخفق في قضية ما.

الإرهاب والأتهامات

كلنا نعرف مامدى الخطر الكبير الذي يجتاح العراق من قبل سلسلة متفاقمة من الأرهابيين الذي يقوضون أنفسهم في ضرب المواطن العراقي وعلما أن الأرهاب المتواجد في العراق ويضرب في كل بقعة ومكان وكل طائفة وقومية بحيث أصبح آفة المجتمع العراقي .

ولنكن على فكرة من التسهيلات التي يحصل عليها الإرهاب في العراق بطبيعة الحال أن كل جهه تقف بمفهومها السياسي ضد مفهوم الإرهاب ولكن أرض الواقع تقرأ لنا غير ذلك فكل المشاهد تقول أن الإرهابيين موجودين في العراق والإدعاءات السياسية تشير الى دخولهم من خارج الحدود فالكل متفق بذلك ولكن هناك تساؤلات كثيرة من يؤوي هؤولاء ومن يمهد لهم نحن على علم بأن العراق كله مناطق عشائرية ومعروفة ولايوجد أحد غير معروف فكيف يدخل شخص أجنبي بدون علم المنطقة التي يؤوي اليها أضافة الى ذلك أن كل الشواهد تدل على تمركز الإرهابيين في المناطق السنية في العراق بحيث أصبحت بؤر لتجمع الإرهابيين فهل هذا يعني أن هذه المناطق لاعلم لها بوجودهم وعدم التعامل معهم وكذلك يدلنا على ذلك التصريحات التي يدلي بها أغلبية السياسيين السنة بتمجيدهم بما يسمى بالمقاومة والشارع العراقي يتحدث عن نفسه فأي مقاومة هذه التي يتحدثون عنها ؟

إذن فهناك تواطيء سني مع المجموعات الإرهابية هذا إذا لم يكونوا مشاركين معهم فهذه من الأزمات السياسية والطائفية التي لايمكن تجاوزها في الوقت الحاضر.

الأزمة الأقتصادية والخدمية

ومن الأزمات التي يمر بها الشعب العراقي هي الأقتصادية والخدمية حيث تنعدم الى درجة البؤس حالة المواطن العراقي من خلال معيشته التي أصبحت هول عظيم يعانية العراقي لكسب رزقه اليومي فأرتفاع حالة البطالة وزيادة أسعار المواد الغذائية ولحقت بها زيادة أسعار المحروقات لتصل إسطوانة الغاز بمبلغ أكثر من 50 الف دينار عراقي أي مايعادل 33 دولار أمريكي .

أما الحالة الخدمية المتردية والفساد الإداري المنتشر في عامة دوائر الدولة والفوضي المزرية التي تعوم بها محافظات العراق كل ذلك من الأزمات التي تحدث في العراق إضافة الى أزمة وجود القوات الأجنبية وأستهتارها المستمر وأنتهاكاتها الفضيعة للمواطن العراقي الذي أصبح يترنح من كيل الضربات التي تنتابه من هنا وهناك ومن كل جهه لذلك فبأعتقادي أن العراق إذا أستمر على هذا المنوال فلن يستقر الوضع فهناك جملة من الحلول قد تنفع العراق بهذه المرحلة :

بما أن الأوضاع لازالت متوترة بين السياسيين العراقيين وكل منهم يرى بنفسه المخلص للعراق فعليهم أن يقسموا العراق ( شيعة وسنة وأكراد ) وكل فئة من هذه الفئات تدير شؤون رعاياها وهذا ماسعى اليه الإستعمار وقد نجح في ذلك ولكن بكل مرارته فهذا كسب للمواطن العراقي الذي يذبح يوميا ونعطي فرصة للشعب العراقي والسياسيين العراقيين أن يتفهموا معنى الديمقراطية وأخذ الدروس عليها بغية تطبيقها في المستقبل.

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك