سعد جاسم الكعبي ||
هذه الأيام نعيش ذكرى رحيل الرسول الأكرم محمد "ص" الذي غير واقع امة الجاهلة وجعلها باقل من ربع قرن من أعظم الامم على هذه الأرض بفضل ماتحلى به من أخلاق وقيم ومبادئ وشخصية رحيمة تتسامى عن الاحقاد والميول.
وفاة الرسول" صلى الله واله" ظلت مثار جدل كبير بين السنة والشيعة ولكل منها وجهة نظر تدعم رؤيته بهذة الجلدية، فاهل السنة يرون ان النبي تُوفّي -صلّى الله عليه وسلّم واله - يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل، في العام الحادي عشر للهجرة، أي ما يوافق العام 633 ميلادي 8 من شهر حزيران ، وكان له -صلّى الله عليه وسلّم- من العُمر ثلاثة وستون عاماً، ودليل ذلك ما رواه البخاري؛بينما يرى الشيعة من اتباع اهل البيت ان وفاة النبي"ص" وقعت في السنة الحادية عشرة من الهجرة، يوم الإثنين كما تحدثت أغلب المصادر التاريخية، ولكن الآراء تضاربت في تحديد شهره وساعته. فهو سلام الله عليه عند الشيعة قبض في شهر صفر اليوم الثامن والعشرين وانه تعرض للقتل بالسم واستشهد في هذا التاريخ.
قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ).
فهذه الآية الكريمة قد بينت إمكانية ارتكاب جريمة قتل في حق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وذلك يكشف عن أي ادعاء يهدف إلى تضليل الناس عن حقيقة موت الرسول (صلى الله عليه وآله)، بدعوى أن استشهاده غير ممكن أياً كانت دوافع أو مبررات ادعاءات كهذه، ولماذا يستكثر البعض ان ينال اشرف خلق الله وحبيبه درجة الشهادة وهو امر لابد منه إذ انه من أعلى البشر مقاما ومكانه فهل من المعقول ان يكون عند هؤلاء "عكرمة بن ابي جهل" وحتى الطاغية المافون صدام شهداء نالوا هذه الدرجة الرفيعة والمكانة المرموقة، ورسولنا الأكرم لا! ، ماهذه السفاهة والقراءة المخطؤة بقصد لموضوع الشهادة عندهم لغايات مذهبية حمقاء وكانه توفي بحادث سيارة مؤسف !! .
لقد تعرض الرسول لمحاولات اغتيال عدة وآخرها ماجرى بالعقبة عقب حجة الوداع الأخيرة وهي موجودة بالاسانيد وموثقة بالصحاح.
مايهمنا هنا هو سيرة هذا الرجل العظيم وانه لن يبخل على الأمة بشيء حتى اخر رمق بحياته الكريمة.
الرسول واجه مشكلة مازالت مستفحلة بمجتمعاتنا إلى اليوم وهي اس الخراب وهي قضية والنفاق والمنافقين، الا ان تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) مع ظاهرة النفاق في البداية كظاهرة اجتماعية نفسية فلم يعطها جانباً سياسياً ولذلك فقد توسل بالوسائل النفسية والاجتماعية لمعالجة هذه المشكلة والمثل على ذلك تعامله مع ابن أُبي في بداية الأمر ومنعه المسلمين من مسه بسوء على رغم ما فعله من مشاكل وفقا لما يقوله أهل الاجتماع بهذا المجال.
المهم ان الخلاف بهذه القضية يجب أن لايخرج الصراع من دائرة التفسيرات المذهبية والدينية ، والكثير منها كان ذا طابع غيبي ، التي كانت هي الطاغية سابقا ، ليضعه في دائرة جديدة على الثقافة آنذاك ، وهي دائرة التفسير العلمي النفسي والاجتماعي ومن فرضية الصراع النفسي هذة يتحقق نقلة موفقة إلى موضوعته المميزة وهي ازدواجية الشخصية ؛وهنا نرى، عودة إلى الدور الاجتماعي المُمرِض للواعظين ، أن شرّ المجتمعات هو ذلك المجتمع الذي يحترم طريقا معينا في الحياة ، في الوقت الذي ينصح الواعظون فيه باتباع طريق آخر معاكس وفق ما يرى علي الوردي .
في هذه المناسبة ينبغي علينا أن نقتدي بصاحبها الراحل وان نجعل من حياته نبراس لنا فيما نعمل عليه لا ان نطوع مواقف الرسول والنصوص الدينية بشكل سيئ ليخدم مصالح هذا الطرف ام ذاك طمعا بمكاسب سياسية ومذهبية تدخل المجتمع والبلد في نفق مظلم ويضيع فيها الأخضر واليابس ونوزع الشهادة كما يحلوا حسب املاءات مذهبية ونحرم عن عمد النبي العظيم حبيب الله من أبسط مزاياه وحقوقه وهو الشهادة.
https://telegram.me/buratha