المقالات

يوما كان هنا الحياء..!

1809 2021-12-12

  مازن البعيجي ||   في هدوء ليلة كنتُ قبلها في مشوار لم يكن سهلا! طرق الباب ولم أكن على موعد مع أحد، استغربت منْ يكون في مثل هذا الوقت يا ترى؟! ذهبت بعد أن اوقدت قنديل الفناء لأرى من سيكون ذلك الطارق؟! فتحت الباب بهدوء فسلم علي صوت رنم تختقه العبرات والاضطراب!  فسألته مرحبا بك من حضرتك؟! قال عذرا منك أنا الحياء أي الخجل! أصابتني الدهشة كيف عاد ولما يا ترى عاد؟! هل نسي بعض اشيائه أو ماذا؟!  أدخلته وأنا اعتذر منه عن تلك الليلة الباردة اجلسته عند مدخنتي التي قمت باطفائها قبيل النوم، وبعد أن استعاد أنفاسه وهو يلبس على رأسه وشاح رمادي منحته قدح من أعشاب ساخن حتى استقر جنانه.. فسألته من أين قدومك وما الذي أتى بك لي أنا في مثل هذا الوقت المتأخر؟!  رد بخجل هل ازعجك قلت لا والله ولكن لنا معك عهدا ووقتا طويلا لم أراك في تصرفات الكثير!  فقال أما لما انت بالذات قصدتك؟! وذلك لأنك بكيت اليوم وانت تشاهد في هاتفك امرأة أنت تعرف أنها من بيوت محترمة وهي تفتح بث مباشر على مئات الشباب والشابات الذين يهمسون لها ببعض الكلمات وهي فرحة طربة! واعلم أنك بكيت لأنها تضع على رأسها ما يسمى حجاب رغم احتياجه الى حجاب وحجاب!  قلت أي والله بكيت وأنا أتذكر كيف أن أمي كانت تخجل من ابي وهو زوجها وحلالها، وما جعل الله تعالى بينهما شيء أو حاجز عن شيء! ومع ذلك هي تستحي وهو الآخر يحمل منك الشيء الكثير.. تذكرت يوم كان أبي يخرج في بعض شؤونه ويصدف أن تكون جارة لنا في الباب فورا يطأطأ رأسه ويغير إتجاه خروجه الى الجهة المعاكسة مع أنها تكون الابعد عن مقصده، واتذكر كم كانت أختي تلبس من الملابس الثقيلة التي لا يثنيها الهواء بسهولة فيحرجها! الحياء نعم وأنا لأجل ذلك قصدتك لابث لك ما يوجع قلبي وضميري! كيف البعض لا يضعني في حسابه وأنا اجمل ما خلق الله سبحانه وتعالى للرجل والمرأة؟! وكيف بلغ بنا الحال أن تقف المرأة أمام الكامرة وتعرض جسدا لم يكن ليخرج إلا في موطنين بيت الزوج أو مغتسل الموتى؟! فقط وفقط! كيف وصل بالبعض الحال أن يتغنى بالمثلية ويرغب الرجل في زواج الرجل وهناك من يدافع عن تلك من المسلمين!؟ وهناك قوانين وهناك نظام ومؤسسات تدافع عن هذا الشذوذ! من لا حياء له لا دين له! كيف بلغت بكم الأمور إلى هذا الحال أيها المسلمون وانتم بالفطرة اودعكم الخالق خصلة الحياء!؟  رأيت الحياء يعلم كل شيء عنا، يعلم نوع لبس نسائنا والرجال، وأن البعض يتشبه بلباس الشهرة المحرم ولباس الشهوة المدر للغضب الإلهي وبعدنا عن مثل قيمنا والثوابت! ورأيته يتحسر على أجساد بعض بناتنا وهن بلاء رداء من حياء ينظرهن كل شيطان الانس دون حرج أو خجل!  حتى قال لم تخلق في نفوسكم تلك المرأة الصلبة والخشنة في ذات الله ولم تستفيدوا منها لتخلقوا منها أكبر عناصر التشويق لبناتكم ومدرسة للرجال، تلك المرأة التي أرادت جارة لها تسالها عن مسألة شرعية فقالت دعيني البس مقنعتي قبل دخولك علي! فقالت انت امرأة وانا امرأة ما الضير في ذلك فقالت خشية أن تصفيني لأهل بيتك! والشعر اعذبه اكذبه "زينب التي لم يراها حتى خيالها" كيف والحال أن كل ممنوع صرنا نراه بيسر وبأكثر من طريق دون جهد حتى عادات البعض وعمرها وصفاتها وما تأكل وما تشرب وكيف تنام ومتى تنام وما يحبه منها زوجها وهكذا!!! فقلت له عظم الله تعالى لكم الأجر ايها الحياء وأنت البقية الباقية عند البعض ممن عرفوا قيمتك وساروا على اروع نهجك ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. نام بعمق وبعد أن استيقظت لم أجده في فراشه ووجدت رسالة كتب فيها عندما خسرتم الحياء لن تذوقوا طعم العفة والستر بعدها إلا من رحم الله ..وداعا    "البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه" مقال آخر دمتم بنصر ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك