سعد الكعبي ||
تستمر ازمة نتائج الانتخابات الانتخابات بين رابح لا يريد ان يتفاهم وخاسر لايريد ان يقتنع بخسارته وهو حقه ، لانه يرى انها تبخس حق ناخبيه ولكل طرف منهم اسبابه.
البعض وصل الامر به لمطالبة بالغاء نتائج الانتخابات جملة وتفصيلا ،وهو امر لم تشهده الانتخابات السابقة او التي قبلها .
الغريب ان نتائج الطعون التي اعلنت عنها مفوضية الانتخابات جاء بتغييرات لعدد محدود من المقاعد واغلبها خسر فيها مستقلين لصالح متحزبين ،وهو امر مستغرب ويثير الريبة ويشكك بمصداقية هذه الإنتخابات!!.
فلم تخسر اية كتلة سياسية كبيرة من الفائزين ولا مقعدا واحدا وكانها تملك صكا بالفوز فقط!!.
القضاء قال كلمته بإن "تزوير الانتخابات لم يثبت بدليل معتبر قانونا إلى الآن، لكن تصرفات المفوضية وتباين تصريحاته تكشف غير ذلك!.
رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري لوح بمقاطعة العملية السياسية بالكامل، قائلا "لن نقبل فرض الإرادات، وقد نلجأ إلى مقاطعة العملية السياسية بالكامل، إذا لم تعالج الطعون بشكل حقيقي وجاد".
فيما يرى السيد مقتدى الصدر الفائز الاول بالانتخابات وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية ان الخلافات السياسية على صناديق الاقتراع وتأخير إعلان النتائج والضغط على مفوضية الانتخابات ستكون أولى نتائجها السلبية تضرر الشعب وليس الكتل السياسية.
ماي جري واقعا امرا خطيرا وقد ينبأ بازمة قد تدخل البلاد في نفق مظلم وربما يؤدي لحرب اهلية لا سمح الله.
احزاب اخرى رفعت من النبرة، متهمةً المفوضية بأنها "لم تصحّح انتهاكاتها الجسيمة" التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات، واتهمتها بإفشال العملية الانتخابية.
تلك الأحزاب حذرت في الوقت نفسه من "الانعكاسات السلبية" لذلك "على العملية الديموقراطية" في البلاد.
السيد عمار الحكيم طرح مبادرة وسط لانهاء الازمة بتشكيل حكومة توافقية لعامين فقط على ان تجري انتخابات مبكرة .
هذه المبادرة رفضتها اطرافا فائزة من مختلف الطوائف واعتبرتها تجاوزرا على الدستور والقانون .
وبالرغم من ذلك فأن قوائم الواصلين إلى قبة البرلمان خلت من دماء جديدة مثل حركة "امتداد" المدنية برئاسة الناشط والمتظاهر علاء الركابي، وحزب "إشراقة كانون"، إضافة إلى عدة مقاعد فاز بها مستقلون، وهو ما يمنح هذه القوى وجوداً ملحوظاً داخل البرلمان الجديد.
ويتامل البعض أن تلك القوى، ستكون بمثابة عنصر تغيير في البرلمان الجديد، إذ أنها دخلت إليه، مدعومة من جمهور مختلف، ومتبنية خطابا جديدا هو أقرب إلى هموم الشارع.
ايها السادة الوطن اغلى من المصالح والمناصب فاتقوا الله بالعراقيين.