سعد جاسم الكعبي ||
ازمات متلاحقة يعيشها العراق بعد انتهاء الانتخابات.
فمن ازمة الاعتراض على نتائج الانتخابات وكيف يخسرنا وكنا مرشحين للفوز؟.
الى ازمة تعرض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للاغتيال بطائرات مسيرة، يمتلك منها ألأمريكان قبل غيرهم غيرهم الكثير.
وصولا لازمة ارتفاع اسعار الطحين واقفال العشرات من الافران والمخابز فهي في واد والسياسيين بواد اخر.
هذه الازمات المتلاحقة تؤشر اننا سائرون نحو نهاية حتمية في بلد "تايه" لاحلول ناجعة له ولا رؤية لاحد لانقاذه!
التجربة العراقية بعد 17 عاما على الاحتلال الأمريكي انتهت بشكل واضح إلى غياب المؤسسات عن النظام السياسي، فما يتوفر في عراق اليوم هو مجرد هياكل لمؤسسات تغيب عنها صفة المؤسسة بمعناها البنيوي الوظيفي، مقابل غلبة الفوضى وهيمنة الأجندات الحزبية، وعدم قدرة الدولة ومؤسساتها المفترضة على الاستجابة الفاعلة للتحديات التي تفرضها متغيرات داخلية وخارجية، مما قاد في النتيجة النهائية الى إفراغ المؤسسات من مضمونها وتحولها إلى مجرد هياكل غير فاعلة.
فعملية اختيار رئيس الوزراء عادة ما تخضع لعلاقة مركبة، لا علاقة لها بشكل واضح بنتائج الانتخابات أو اتجهاتها، بل بعوامل أخرى أكثر حسما تتمحور في ثلاثية حكمت هذا الاختيار، وهي ثلاثية (واشنطن- طهران- النجف)، وهي ثلاثية تقضي بتجاوز أي (فيتو) من أحد هذه الأطراف الثلاثة كي يمكن تمرير المرشح، وحصوله على المنصب.
حدوث انقلاب عسكري، وعلى الرغم من استبعاد هذا المشهد إلا أنه يبقى احتمالا قائما .
الاجتماع الاخير بمنزل رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي توصل لاتفاق تهدئة ربما ينتج لنا حكومة توافقية وينهي حالة الغليان والانسداد السياسي مؤقتا، ولكن الى حين لان الشعب حتى الان ينتظر حلول السياسيين واذا ما وصل لقناعة بانهم لن ينتهوا من الصراعات على المغانم فانه سيصول صولة تنتهي هذه المرة برمي الجميع بنهر دجلة القريب من الجفاف ، ويجعلهم عبرة لمن اعتبر ويومها لن ينفعهم احد في انقاذهم من هذا المصير المحتوم.
ــــــــ