سعد جاسم الكعبي ||
يعيش العراق اسوأ ايامه نتيجة انهيار تام للقطاع الكهربائي،فمحافظات الوسط والجنوب ،والحال لايختلف كثيرا في المحافظات الغربية، التي لاترى الطاقة الكهربائية سوى اربع ساعات يوميا وبشكل متقطع.
المسؤولون بوازرة الكهرباء يعترفون بعجزهم وفشلهم ازاء هذه الورطة ولايبشرون بخير ابدا ولايرون حلا قريبا لهذه المشكلة التي امتدت منذ نحو 18عاما ،رغم ان هنالك مشاكل بالكهرباء منذ ايام النظام السابق الا ان التعتيم الإعلامي منع الحديث فيها وقتها.
الاستهدافات المستمرة لابراج الكهرباء والاعمال الارهابية كان لها نصيبا من زيادة معاناة الناس نتيجة تراجع مستوى هذه الخدمة الضرورية فضلا عن سوء ادارة هذا القطاع الحيوي والهام.
جهات أمنية ونواباً في البرلمان، يلمحون بوجود شخصيات متنفذة، تقف وراء هذه الحوادث، لتحقيق مكاسب مالية وتحديداً من مسائل استبدال الأبراج المتضررة، وكذلك الجهات المستفيدة من وقود المولدات الأهلية!!،والتي تمثل بديلاً في بعض الأوقات عن امدادات الطاقة الوطنية، في كل محافظات البلاد.
الحكومة وتبريرا لفشلها خرجت علينا بتسريبات عبر جيوشها الالكترونية عن نيتها للاتجاه للحل النووي لهذه المشكلة ، لكني ارى هذا حديث سراب وللاستهلاك الإعلامي أو يكون كسابقه من الخطط التي لا ترى النور وتنهب اموالها !!.
فنحن نسمع تصريحات كثيرة منذ نحو عقدين عن وجود خطط وبرامج لحل أزمة الكهرباء المستعصية منذ أكثر من 20 عاما ولانلمس واقعا شيئا سوى التبريرات السخيفة، فكل الجهود الحكومية ذهبت سدى، لأن الفساد افترس الجزء الأكبر من اموالها!!.
فالاستثمارات التي طالت قطاع الكهرباء تقدر بنحو 63 مليار دولار،والمفترض يصل إجمالي إنتاج الكهرباء في العراق إلى 60 ألف ميغاواط بحدود عام 2021، وهو ما يتعدى احتياج العراق الفعلي.
لكن نتيجة للفساد وسرقة هذه الاموال علانية ومن دون خوف او خجل، لم تستطع الحكومات المتعاقبة تنفيذ هذه البرامج.
صور مؤلمة تلك التي نراها بين الناس عندنا بسبب انقطاع الكهرباء بوقت تجاوزات دويلات هذه القصة منذ عامد بعيد.
كل هذه المشكلة والناس تلتزم الصمت وتكتفي بالتهكم والسخرية بمواقع التواصل او الخروج هنا وهنا بتظاهرات صغيرة احتجاجا لكنها تبقى قاصرة،ولم نر تظاهرات عارمة او المطالبة باستقالة الحكومة في ظل هذا الوضع المزري ويبدو مثل كل عام في الصيف نتذكر الكهرباء وفي الشتاء نتناسها مثل فورة البيبسي .
ياللاسف ان نصل لدرجة نعرف من يسرقنا ومن يسبب لنا المعاناة ونسكت عنه ونطالب بالتغيير ..«فالله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»!!.
https://telegram.me/buratha