سعد جاسم الكعبي ||
اثارت اشارة استخدمها قيادي تركماني ترمز لمايسمى بالذئب الاغبر او الرمادي، غضب وانفعال العديد من العرب والكرد في كركوك وخارجها، لانها تثير النعرات الطائفية حسب زعمهم.
كل مجتمع يملك رموزاً ونماذج لها قيم ومبادئ، وهؤلاء الرموز يؤثرون أكثر مما يتأثرون؛ لأنهم يقومون عادة بصناعة المجتمع وبصياغته على طبق رؤاهم ومبادئهم بما يمتلكون من طاقات وخبرات وكارزيما، وبها يكونون قادرون على صياغة المجتمع.
واشارات و الرموز ليس بالضرورة. تكون ذات معاني سامية بل فيها مايثير حفيظة الاخرين.
مثل اشارة الذئب الرمادي فهذه تعود الى أسطورة تاريخية قديمة، تتمثل بذئب أغبر، أنقذ أتراك العالم، وبدأ يسير إلى جانب جدهم الأكبر!!
ويرى التركمان ان
رفع حركة حركة الذئب الأغبر تمثل تعبيراً عن أسطورة بقاء الأمة التركية على قيد الحياة، وهو دليل على أنهم جزء من الأمة التركية بدون استثناء"، و أن "التركمان يتمسكون بأمتهم وأسطورتهم، مثلما للعرب أساطير كعنترة بن شداد، وكاوة الحداد لدى الكورد".
تبرير قد لايكون مقبولا لدى الاخرين وهذه الرمزية قد تكون سببا في فتنه كبيرة !!
والاشارات او الرمزية تختلف بين اللاديان والامم
فرمز الراية المرفوعة في القتال التي توارثها الناس تاريخياً حتى أصبحت الراية المرفوعة رمزاً للنصر فأقر الإسلام هذا المعنى الرمزي وأثبته في نصوص شرعية كثيرة.
وقد لا يحمل الرمز او الاشارة تأويلاً واحداً، فقد تتعدّد تأويلاتُه حسب السياق والحالة، خاصّة وفق وُرودِه في نظام رمزي مُعيّن.
فالرّمز (X) مثلاً عندما يأتي في النظام الرمزي الرياضي قد يعني الضربَ العددي، أي المُضاعفة الحسابية للعدد بمقدار ما يأتي بعده، أو قد يرمز إلى المجهول "س" في المعادلة الرياضية، لكنّه في نُظُم رمزية أخرى قد يعني التخطئة أو يقضي بالرفض أو يُقصَد به الإلغاء أو يُوحي بالتصفية والاغتيال!!
مايهمنا هنا ان لاتكون الرمزيات والإشارات سببا في الاحتقان وزيادة التناحر والفرقة وخاصة اننا مقبلون على موعد انتخابي سنرى فيه رموز واشارات بعضها غير معقول او مقبول.
لما لاتكون رموزنا موحدة لا مفرقة طبيعية غي عدائية،جميلة وغير مقززة،فيها ابعاد انسانية تمثل العراق بمكوناته لا بطوائفه وقومايته.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha