سعد جاسم الكعبي||
مع عودة التظاهرات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب ،وهي بكل تاكيد مشروعة وسلمية ومطلبية ،ليس هنالك ادنى شك في وطنيتها.
لكن هنالك ملاحظات لابد من الانتباه اليها ،كي لاتخرج تلك التظاهرات عن شرعيتها وتجير نتائجها لمصلحة جهات فاسدة انتهازية ، وتضر بالشعب بكل طوائفه وفي مقدمتهم الاغلبية المتظاهرة.
الملاحظ ان هذه التظاهرات وبعد عام من انطلاقها لم نجد لها صدى واضحا في المحافظات ذات الكثافة السنية والكردية ،وتوقفت عجلتها واقتصرت على المحافظات وحتى على مستوى المناطقية ببغداد على الشيعية فقط!.
فهل هذا يعني ان ابناء الشعب هناك راضون تماما ويعيشون في اجواء مخملية ورفاهية ،الجواب بالتاكيد كلا ،لاننا لمسنا ان القمع يواجه اي اصوات معارضة في لحكومة الاقليم الكردي او الحكومات المحلية في المحافظات ذات الاغلبية السنية.
لكن اعتماد التعتيم و«التغليس» والتضليل سبب هام في اظهارها بمظهر الرضا وعدم المعارضة.
المحافظات الشمالية والغربية تشهد غليانا ونارا تحت الرماد ضد السلطات هناك،لكنهم يجدون متنفسا لهم في التظاهرات بالمناطق الشيعية للتعبير عن نقمتهم.
السبب الاخر ان الاحزاب الشيعية السلطوية لم تقدر على تحصين مناطقها من العابثين ،بل دفعت ابنائها دفعا لمعارضتها من خلال تهاون ممثليها بحقوق مناطقهم ،واكتفوا بتقاسم المغانم وتركوا مدنهم نهبا للفساد والخراب واسهموا بكل قوة في هضم حقوقهم عبر التساهل لآخرين تارة باسم الوطنية واخرى من اجل المكاسب وثالثة استهانة بغضب الشعب هناك ،مما جعلهم لقمة سائغة للجوع والبطالة والتحريض الخارجي والداخلي .
كان من المفروض بدل محاولة اسكات هذه الاصوات من قبل تلك الاحزاب بطريقة واخرى ،تشجيع فسح المجال لابناء المحافظات الاخرى المغيبة عمدا للتعبير عن معارضتهم عبر كشف حالات القمع الخفي ووعدم التستر على جرائم شركاؤهم هناك بينما تستمر شخصيات وقنوات بالتحريض ضد في المناطق الشيعية بحجة الوطنية.
فعلى سبيل المثال غالبا مايدعي ممثلي المكون السني وهو براء منهم بان هذه التظاهرات لا تهمهم لانها شيعية،لكنهم اول من استفاد منها والحصول على ثمر تلك التظاهرات بالحصول على تعيينات واموال لمحافظاتهم بحجة استحقاق وطني، ذهبت اصلا للسلطات المحلية واحزابها من دون الشعب هناك.
ما اود قوله ان الاحزاب الشيعية مكروهة بمناطقها،والحال ذاته بمحافظات الاخرى لاحزابها ،لكن سياسة التخويف من «مليشيات»شيعية تقمعهم ان خرجوا للتظاهر، كذبة كذبوها وامنوا بها ، واشاعوا بها الخوف تحاشيا من تظاهرات قد تخرج مطالبة برحيلهم.
ومالا يعلمه الكثيرون ان الاحزاب بالمناطق السنية حصرا تؤيد تظاهر باناءها في الوسط والجنوب وتعاقب من يدعو اليها مجرد الدعوة في مناطقهم.
متى يعي السياسيون شيعة وسنة وكردا ،ان الكذب لن يستمر،وان الحقوق المشروعة ستؤخذ عاجلا ام اجلا وان استغفال الشعب حتى بتلك المحافظات المغيبة شعبيا، لن يستمر الى ما لانهاية .
وغدا «تطلع الشمس على الحرامية» ،وتنتهي اللعبة المتظاهر شيعي، والمستفيد سياسي سني فاسد واخر كردي.