سعد جاسم الكعبي||
حتى يومنا هذا لم تحسم وزارة التربية وهي الجهة المعنية بتحديد موعد انطلاق العام الدراسي الجديد،تاركة الناس في حيرة.
الوزارة حتى الان تنتظر الجهات الصحية البرلمانية والوزارية لتمنحهم الضوء الاخضر لاختيار شكل العام الدراسي المقبل ،هل هو الكتروني عن بعد ام حضوريا اعتياديا او سيكون «مدمجا» بين الحالتين.
للاسف الوزارة ورغم انها حققت غايتنا في انجاز الامتحانات العامة ورفضت كافة الضغوط التي مورست عليها لتاجيل او الاعتماد على المعدل التراكمي لانهاء العام الماضي ،لكنها حتى الان مترددة في بدء الدراسة .
نكاد نصل منتصف شهر تشرين الاول/اكتوبر من دون رؤية بارقة امل بالشروع بعام دراسي ربما سيكون مختلفا تماما عما سبقه شكلا ومضمونا.
بعض النواب في كتل سياسية تحاول التأثير لتاجيل او الغاء العام الدراسي بحجة جائحة كورونا والخوف على أبنائنا الطلبة طمعا بالاموال المخصصة للكورونا ونهبها ،او انها تبحث عن اصوات الطلبة الناخبين وعوائلهم .
صحيح ان اولى المشاكل التي توجه التربية هو اكتظاظ الصفوف الدراسية واستيعابها لأعداد مهولة من الطلاب يفترش بعضهم الأرض فضلاً عن الدوام الثنائي والثلاثي في بعض المدارس نتيجة النقص الشديد بالابنية المدرسية فالعراق يحتاج لنحو 20 الف مدرسة جديدة ،لكن من الممكن تقسيم الطلاب لوجبات وتقليل ايام الدارسة ليومين حضوريا والباقي الكتروني.
ما جرى خلال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن في قضية تغيير أو تطوير المناهج خصوصا العلمية منها، وما أثارته من سخط وردود أفعال لم تقف عند حد المتضرر المباشر الطالب، ولي الأمر، بل تعدّت ذلك إلى التدريسي، ينمّ عن جملة من الشواهد، لا يجوز عبورها، إن حملة الاحتجاج هذه تشي بتغيير متسرّع غير مدروس، تقف وراءه شبهات ومقاصد بعضها غير معلوم، وبعضها يردّده الناس، منها مثلا أن تبديل المناهج يحتاج إلى طبع كتب جديدة وهذا يعني أرباحا مادية لبعض المتنفذين في الوزارة والحزب الذي ينتمي له معالي الوزير الفاسد،وأكثرهم مروا على الوزارة وكانوا سببا هاما في خراب الواقع التربوي وتدني المستوى العلمي !.
البعض وصفوا هذا التغيير بالتدمير اذ أن مناهج الدراسة الابتدائية تدميرية وليست تعليمية ،فصعوبة بعض المناهج صارت تنفر الطلبة والتلاميذ من الدراسة، مما انعكس سلباً على مستقبل الكثير منهم ، وكان من المفروض أن يحدث تطور المناهج بشكل تدريجي ومعقول.
على وزارة التربية حسم موعد بدء الدراسة وعدم الالتفات للاصوات التي تتخذ من كورونا عذرا لتعطيل المسيرة التربوية وبعضها تنطلق للاسف حتى من بعض العناصر التدرسية التي تريد الاستمرار بالاجازة الطويلة براتب كامل بحجة (خليك بالبيت)، علما ان الكورونا لاتهدد حياة الأطفال وبروتكولات الصحة العالمية تؤكد ذلك ،فلاندع اولادنا يتحولون الى خفافيش ينامون نهارا ويسهرون ليلا مع الالعاب (بوبجي وكولت اوف ديوتي) ومشابه.
وكلنا امل ان تكون وزارة التربية اكثر حزما بتحديد شكل وموعد العام الدراسي المقبل ،حتى لايضيع مستقبل أبنائنا.
https://telegram.me/buratha