ماحدث من صدامات بين القوات الامنية وموكب تابع للمتظاهرين ،امر خطير ولا يمكن السكوت عنه،ويجب على الحكومة تحمل مسؤولياته ازاء ماحصل وعدم الانجرار وراء تفسيرات طرفي المشكلة.. واذا كانت اطرافا سياسية مستفزة عملت على تغذية هذه المشكلة عبر تبنيها لبيانات وتغريدات وضعت الزيت على النار لاشعال وتازيم الموقف ، رغبة منها بتصفية حاساباتها الخاصة فهذا امر ورائه ما ورائه!. طرفا المشكلة كلا له رواية تختلف عن الاخر ،لكن يقينا ان مندسين بين المتظاهرين وايضا قوات الامن هم من ارادوا حالوا ايقظ الفتنة واتساعها ،محاولين سفك الدم وسقوط ضحايا لولا ستر الله . العتبتان الحسينية والعباسية بروايتهما كشفت ان «موكب بعض الإخوة من محافظة ذي قار الذين أرادوا الدخول، هو إصرارهم على دخول منطقة العزاء دون استحصال أي موافقات أصولية مما ذكرناه، فلا موكبهم مسجل، ولا هم دخلوا ضمن محافظتهم، وعندما اُبلغوا بأن هذه التعليمات والقوانين هي للحفاظ عليهم وعلى الزائرين، ولأجل تنظيم العزاء الحسيني، وبالتالي عليهم الانسحاب لعدم التزامهم بها، رفضوا، وأرادوا الدخول بالقوة. الرواية بينت إن ذلك يعني تعريض أمن الزائرين والمعزين للخطر، وتخريب هيبة عزاء سيد الشهداء، والعبث بالعرف الحسيني الذي يحترمه الجميع، لكل ذلك، تصدت لهم القوات الأمنية لمنعهم، لمخالفتهم الضوابط المعمول بها».. بينما راوية المتظاهرين في الموكب اشاروا الى انهم يمارسون شعائرهم وفقا للتعليمات وانهم لم يتعدوا حدودهم على الاطلاق وانما تم التعدي عليهم واستخدام الهراوات بطريقة تعسفية وكانهم ليسوا من انصار واتباع الامام الحسين،داعين الحكومة بفتح تحقيق فيما جرى.. ماحدث بكل بساطة، ان هذا الاحتكاك كان متوقعا ولم يكن مفاجئا بسبب حالة التشنج الواضحة بين السياسيين واتباعهم والمتظاهرين،وليس للعتبتين اي دخل فيما حدث. ولعل ماقالته المرجعية بوصفها المتظاهرين في موكب تشرين بانهم «بعض الإخوة» ولم تقل مخربين او مشاغبين حاولوا الدخول ،يدل على المنهج المعتدل الذي تتبعه ،هو ما قبر الفتنة في مهدها. بصراحة اهل السياسة هم والمندسين بين المتظاهرين هم السبب ،فهم يرفعون صورا وشعارات في مواكبهم يعتزون بها ،بينما يعتبرون مايقوم به المتظاهر من رد فعل هي شعارات سياسية.. المفروض ان يتقبل كل طرف الاخر ويحترمون الرجل الذي قصدوه لاحياء ذكراه.. وهنا ارد السياسيين ممن زعموا انه لايجوز اطلاق شعارات سياسية لانها مناسبة دينية بحتة. الامام الحسين خرج اماما ثائرا على جور السلطة الغاشمة،وبالتالي على اهل الحكم في وقته وهم سياسيون اولا واخيرا،وهو لم يخرج على بني امية لانهم ليسوا متدينين فهو يعلم كفرهم بالاسلام وسعيهم لطمس معالمه فحسب،بل لانهم «اتخذوا عباد الله خولا ودينه دغلا وماله دولا»وفق وصف احدهم،فما كان من ابي الاحرار الا الثورة والتضحية بكل مايملك لإنقاذ المسلمين من استعباد السلطة الى رحاب الحرية والايمان. ماحدث مع الاسف حقيقة، هو عبث بحق اعظم شهيد في اقدس مكان وفي اكثر الايام حزنا في تاريخ البشرية التي تؤمن بثورة ابي عبد الله الحسين"ع".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha