المقالات

حملة ترامب بدأت من ولايات خليجية بالتطبيع

1331 2020-09-13

 

عدنان جواد||   يبدو ان ترامب يراهن على الفوز بالانتخابات الامريكية على منافسه بايدن، في الخارج قبل الداخل ، خاصة وانه تعرض لهزات في الداخل الامريكي، بالتظاهرات الشعبية ضد التمييز والعنصرية، والفشل في التصدي لجائحة كورونا في الولايات المتحدة الامريكية، والازمة الاقتصادية، وهو يعلم تأثير اللوبي الصهيوني في امريكا، فإسرائيل تمتلك اموال كبيرة لعوائل يهودية ، ووسائل اعلام مؤثرة، وشركات الاتصالات.  لذلك هو وعدها بإتمام صفقة القرن، وانه سوف يحد من نفوذ ايران، ويجعل الدول العربية صديقة لهم وخاصة القريبة من ايران والتي تمتلك النفط، بالحقيقة انها ليس دول بالمعنى الحقيقي للدول، وانما هي (مشيخات) تابعة لأمريكا ، تنفذ اوامرها، حتى لو تطلب الامر قتل شعوب عربية اخرى وحتى شعوبها كما يحدث في اليمن وسوريا والعراق. فاليوم البحرين على سكة قطار التطبيع ، وغدا سلطنة عمان ، وبعدها المملكة العربية السعودية، ان مخطط التطبيع مخطط قديم نفذته الولايات التابعة لواشنطن حرفيا اليوم، فمنذ تأسيس الجامعة العربية، من ثوابتها القضية الفلسطينية وانها قضية العرب المركزية، وان الكيان الصهيون محتل، وهي قضية عربية وليس اسلامية.  وعندما تتدخل الدول الاسلامية وتنحاز للقضية الفلسطينية يقال لهم هذا ليس من شانكم، والعرب تدريجيا ذوبوا القضية واشاعوا بان الفلسطينيين هم من باعوا ارضهم لليهود، فأصبحت واضحة قراراتها وتوجهاتها تقف مع المطبعين وتحارب المقاومين، الى ان صارت قناعة لدى شعوب المنطقة ان الفلسطيني لا يستطيع اعادة حقوقه ومن الافضل التفاوض مع اسرائيل من اجل حل الدولتين. فانقسم الفلسطينيون بين من يفاوض واتخاذ سبيل التفاوض والحوار وسيلة للحصول على الحقوق من دون استخدام السلاح، وهذا ما انتهجه ياسر عرفات ، وابو مازن، من خلال حركة فتح، بدعم عربي خليجي بالخصوص، وتشجيع امريكي، وطرف اخر رفض التخلي عن السلاح ، واعتبر اسرائيل دولة احتلال مغتصبة للأرض، لا يمكن التفاوض معها، وان مصير التفاوض الفشل، وتمثلت بحركات المقاومة حماس والجهاد الاسلامي وغيرها التي اصبحت تمتلك وسائل ردع وتوازن رعب مع اسرائيل. وحتى الحركات المقاومة تم تقسيمها بين اخواني يتبع لتركيا وقطر وسلفي للسعودية والامارات، بينما الداعم الحقيقي ومصدر قوتهم جميعاً هي ايران، التي زودتهم بالسلاح، فالصواريخ الفلسطينية تطال مدن وقواعد عسكرية بعيدة، لكن تلك الدول العميلة تحاول اضعافهم، ببث الوهن والفرقة وقطع التمويل ، ومثل ما ساهمت في تدمير جيوش العراق وسوريا وليبيا، بالدعم بالسلاح والرجال لمجموعات متطرفة كالقاعدة وداعش،  انها سياسة فرق تسد القديمة الجديدة. استطاعت تلك الدول وبأموالها الكبيرة واعلامها الضخم، اقناع شعوبها لان الحكام هم بالأصل صنيعة بريطانية سلمتها لأمريكا، ان اسرائيل دولة معترف بها عالميا، وقد وقعت معها دول عربية معاهدات سلام مثل مصر والاردن وهي تعيش الهدوء والاستقرار، وان اليابان بعد انتصار الولايات المتحدة الامريكية عليها بقنبلتين نوويتين، لم تفكر بالانتقام بل خضعت وصادقت واشنطن فلذلك هي تطورت، وكذلك دمرت فيتنام وبعدها خضعت لها وصارت صديقة لها، والمانيا نفس المنوال من باب البقاء للأقوى.  وانتقلت لأسيا والشرق الاوسط، وهي في طور تطوير افغانستان والعراق البلدان اللذان احتلتهما!!، وارادت ان تطور سوريا لكن روسيا وايران تصدتا لها، وان المقاومة ترتكب المجازر بحق شعبها وبحق اسرائيل ، ولا يتطرقون لمجازر اسرائيل ضد الفلسطينيين، فعقول الشعوب العربية محتلة من قبل اصحاب الحروب الناعمة، وهي حاليا مخدرة وغاطه في نوم عميق بفعل هذا الكلام والترف . لذلك قال جاريد كوشنير صهر ترامب( ان ما حدث يفوق جميع التوقعات، ويجعل امريكا واسرائيل اكثر امناً وقوة) قصده التطبيع ، فالحملة الانتخابية الترامبية بدأت من ولايات خليجية، الامارات والبحرين، وستلحقها عمان والسعودية، فمحمد ابن سلمان بدون ترامب سيبقى في مهب الريح، وهذه الولايات كسرت القضية الفلسطينية، واضعفت الامة، وهي تحاول خلق عدو جديد وهو ايران بمساعدة تل ابيب وواشنطن.  ربما يفوز ترامب بولاية جديدة، بفعل هذه الحملة او غيرها، لكن الشعوب لابد وان تستيقظ من سباتها ونومها ، وتأثير تخديرها لن يدوم طويلا، وان هناك عقول وضمائر لازالت واعية للعبة، والحق لابد ان ينتصر.  في رواية عن رجل سال الامام علي عليه السلام، كيف نعرف اهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن؟ فكان الجواب( اتبعوا سهام العدو فهي ترشدكم الى اهل الحق) وترامب اليوم يدلنا عليهم واحدا 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك