كنت اسمع به فقط من اذاعة لندن bcc قبل سقوط النظام متحدثا بحنكة العملاقة, وبثقة النصر ,وكذلك ارى بيت والده الكائن في قرية تتبع لمدينتي التي يقسمها الغراف الى قسمين، والذي طالب والده السيد عبد المهدي مرارا وتكرار, فكان حلم النهر, حتى سمي بالنائب العطشان.
جاء عام سقوط الطاغية فرايته لاول مرة في عام 2004 ,فحدقت بنظراته،وظهر تواضعه للعيان، فدخل في قلوب من عرفه جيدا. عادل عبد المهدي التقيته لاكثر من عشرين مرة في حياتي لم ار يوما يوعد احدا بشي، ولم يكن من اصحاب الوعود والهدايا الكاذبة، كان واقعيا بكل ما تحمله الواقعية، يستمع للجميع، ويدون بمهارة الكاتب ,الذي يربط الاحداث بحبكتها, فتكون نتيجتها ،النهاية بقلم القائد المنتصر .
عادل عبد المهدي لم يقلل من قيمة خصومه السياسين يوما ما، رغم مافعلوه به، وكان يطلق عليهم القابهم االحكومية الرسمية، فيثبت للجالسين والمستمعين انه ابن(خير ) فعلا، وعينه قد ملئت بمغريات الحياة فظهرت تربيته العالية واضحة، جمعت بين عبد المهدي ابا.. ومحمد باقر الحكيم.. روحا. .والسيستاني طاعة.. وكلهم قد بصموا بتاريخ العراق, بصمة التضحية.
لم يذكر يوما منجزاته، حتى طلب منه احد الاخوان في عام 2010 ( الدكتور كامل التميمي )..ان يقوم بذكرها للعلن وبنفسه وهو في وقت الداعية الانتخابية وشراستها .. فرض وقال.. الناس هي يجب من ان تذكر افعالنا.. فجهاد الثلاثين عاما بكل تفاصيلها, والغاء ديون العراق بحوالي 80% , ونادي باريس، ومستشفى القلب العملاق في ذي قار،وشارع ابراهيم الخليل في ذي قار، ومجلس التنمية المستقل وارساله للطلبة والمرضى للخارج.
وغيرها من فضائل ودماثة خلقه اهمها .قصة اعرفها جيدا.. عندما رجع من الخارج وعاد الى الناصرية وجد الكثير من الفلاحين قد استغل ارض والده الزراعية الكبيرة في مدينة النصر ( مدينتي ) طيلة ثلاثين عاما.. هل تعلمون ماذا فعل.؟
لقد قام بتعويض من اخذ منه الارض او البساتين واعطاهم مبالغ مقابل ترك الارض، التي يحتاجها ويمتلك طابوا اسودا مصدقا من الدولة العراقية باسمه ووالده منذ الخمسينات من القرن المنصرم .
عادل عبد المهدي... ذكي يعرف جيدا كيف يتعامل مع الجميع بحنكة السياسي المنتصر. حتى خصومه خارجيا وداخليا.. ومن داخل التيار.. يتعامل معهم بروح القائد المنتصر ،الذي لايعرف للاعلام بابا في اي من خلافاته السياسية، ويكتفي بتعليقها في مكتبة صدره الواسعة, والتي حوت الجميع بحنكة الصمت المنتصر والذي لايعرف الهزيمة.وكان يكتفي بقول امير المومنين الامام علي عليه السلام(عجبت لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح,وعجبت لمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يحزن )
عادل عبد المهدي اثبت للتاريخ انه من ابناء المرجعية وهو من الذين تثق بهم المرجعية في حادثتين منفصلتين.. الاولى عندما ارسله السيد السيستاني برسالة شديدة اللهجة الى السفير الامريكي في بغداد(بطلب من نبيه بري ) في تموز 2006بعد تعرض لبنان للهجوم من قبل الكيان الصهيوني وحدوث مجزرة قانا.مطالبا امريكا بالتدخل لوقف الحرب .فكان ثقة المرجعية دون غيره.
الثانية عندما طلبت المرجعية عام 2010 الترشيق في الحكومة، كان الاول والوحيد في تاريخ الدولة العراقية الحديثة الملبي، لطلب المرجعي فقدم استقالته فورا.
مما تقدم نلاحظ ان القادة الحقيقين. .يكبرون يوما بعد يوم, لتزايد معرفة الناس بهم جيدا ,وحبهم اليهم, اما القادة الوهميون الضعفاء المهزومون الكاذبون ،الخونة .. فحبهم وهمي وقتي في قلوب ناس, يتلاشى ذاتيا مع مرور الزمن، ليقذف بهم كذبهم على شعبهم ،الى مزبلة التاريخ ولعنته معا....ولات حين مناص .
https://telegram.me/buratha