المقالات

فواتير المسؤول تدفع من دم المواطن...!

1442 02:17:36 2015-10-24

منذ سبعينات القرن الحالي والعراق بلد غني بالاسم فقير بالشعب، فمنذ أستلام هدام اللعين الحكم بالغدر والحيلة وهو يغدق العطايا على الكل ما عدا شعبه، الذي رماه تحت رحى حروب لا ناقة له فيها ولا جمل.
وبعد سقوط الطاغية استبشر الشعب خيرا فأخيرا ستبزغ شمس العدالة، وتوزع ثروات الشعب على مستحقيها وتنتهي معاناة العراقيين، ولكن ما هي إلا فترة حتى تبين أن من تصدر الساحة السياسية جل ما يتمناه أن يكون صدام ثان، بكل جبروته وطغيانه، وحبه للمال والسلطة، وتقريب الأقرباء وجمع بطانة من الفاسدين والمتملقين.
الفرق بين الاثنين أن الثاني شيعي ومنتخب، أنتخب من صنفين من الشعب، صنف خدع بكلامه المعسول وتلاعبه بوتر الطائفية، وصنف يتغذى من ماكينة الفساد التي تدار من قبله، وبقائه في الحكم ضروري لتغطية العديد من صفقات الفساد التي ابرمت أبان حكمه، ولكن الظروف لم تخدمه كما حصل مع هدام، وتصدت المرجعية لأحلامه الهتلرية بشدة حتى خرج صاغرا.
بداية جديدة مع حكومة وعدت العراقيين بمحاربة الفساد، وإدارة الدولة بأسلوب علمي مدروس، بعيد هن الاجتهادات الشخصية، وكما كان متوقع فقد وجدت هذه الحكومة نفسها اما تحديات جمة بسبب سوء إدارة الدولة سابقا، وعلى الحكومة الجديدة تسديد العجز الهائل، الذي حدث بسبب اختفاء أضخم ميزانية بتاريخ البلد، والأهم أن أجزاء كبيرة من العراق سلمت إلى أقسى تنظيم أجرامي معروف بالوقت الحالي وهو داعش، وكل هذا تزامن مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت بسبب تردي أسعار النفط.
أقل ما توقعه المواطن من هذه الحكومة خاصة بعد التظاهرات الأخيرة المنددة بالفساد، أن تجمد أرصدة المسؤولين السابقين داخل وخارج العراق، وتفتح تحقيقا بكل ملفات وصفقات الفساد لمعرفة مصير المبالغ الخيالية المختفية، وإرجاع ولو نزر يسير منها سيكون كافيا للعبور بالعراق إلى بر الأمان.
ما حدث وكان عكس المتوقع أن الحكومة الجديدة وجدت أنها أضعف من أن تحاسب المسؤولين السابقين، وأنه الأسهل أن يدفع المواطن العراقي البسيط ثمن ما سرقه المسؤولين الكبار!
وبدأ الامر بتخفيض رواتب الطلبة المبتعثين بنسب ترواحت بين 30-50% وذهبت كل المطالب بأنصافهم أدراج الرياح، ومن ثم سلم الرواتب الذي كان كل موظفي الدولة بانتظاره لأنصافهم، بسبب الفرق الشاسع بين راتب المسؤول العراقي والموظف، وللارتفاع الحاصل بتكاليف المعيشة، ولكن السلم الجديد تم التلاعب به بحيث أن الدرجات الدنيا ستزيد بنسب قليلة، بينما أغلب الموظفين خاصة الكفاءات العلمية سيستقطع جزء كبير من راتبهم بغير وجه حق
لا أعلم متى يأتي للحكم من يفهم أن المواطن العراقي لم يبقى له دم كافي يسدد به فواتير المسؤول الباهظة، وأنه لن يبقى يتفرج على أولاده يموتون جوعا حتى تبقى الملعقة الذهبية بفم أبناء المسؤولين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك