لقد تملكتني رغبة في هذا اليوم ان اصلي المغرب في احد مواكب خدمة زوار الامام الكاظم سلام الله عليه طمعا في ان تشملني نفحة ربانية وجذبة روحانية لاني اعتقد جازمة بان اجواء تلك المواكب تزدحم بملائك السماء - فتوضأت ويممت وجهي صوب ساحة كهرمانة حيث معبر الزوار القادمين من كل المحافظات ومن اطراف العاصمة متوجهين الى حليف السجدة الطويلة ذي الساق المرضوض بحلق القيود - وحيث سرادق المواكب تزدحم وتتنافس لخدمة الزوار.
لفت نظري حماسة الشباب لخدمة الزوار - فقد تركوا اللهو ومنتديات الانترنت والنركيلة وملاعب الكرة ووقفوا في هذه المواكب للخدمة -- - اندفعوا لقناعتهم بالعمل والفكرة. التزام الشابات بالعفة والحجاب وغض الطرف اثناء المسير - هل هو بسبب استحضار القدوة والمثل - موسى بن جعفر صاحب الذكرى؟؟
بهجة الاطفال بما تراه اعينهم من التفاني والعطاء - شاهدت بعضهم يقدم له الطعام فيقول اخذت لا اريد المزيد - مشهد للقناعة عند الاطفال هل لان البذل عمليا يعلم الطفل على نبذ الشح والشراهة؟؟
- تضرع كبار السن من النساء والرجال بالدعوات الخالصة للقوات المسلحة والحشد الشعبي كلما قدمت اليهم مساعدة او طعام من المواكب - الا يعكس ذلك الدعاء الرضا والامتنان من الكبار بعمل الشباب.
- انتظار الزوار بكل رحابة صدر امام احد المواكب بانتظار نضج الطعام وعدم تذمرهم من الانتظار لعلمهم واقتناعهم بخلوص النية وان لا محاباة ولا محسوبية في تقديم الخدمة - هنا استحضرت دوائر الدولة وكيف يمكن نقل هذه الممارسة والاخلاص الى هناك في عدم التمييز بين الناس لحسب او نسب عند تقديم الخدمة.
وبينما انتظر حلول وقت الصلاة سمع الجميع دوي صوت الانفجار وصفارات الانذار للسيارات فلم اشهد ارتباكا او رعبا في المشهد امامي ولم ارى من يرجع عن مسيره فكان درسا عمليا للتصدي والشجاعة والصمود وتحدي الارهاب.
واخيرا حل وقت الصلاة وبينما انتظر لدخول سرادق للنساء للصلاة مع الزائرات لفت نظري طفل يرتدي السواد في الثامنة من عمره وهو يسبغ وضوءه خلف سرادق العزاء فابتسمت وقلت هاهو خير مصداق للقول (( المواكب مدارس )) لاحرمنا الله واياكم من بركة هذه المواكب وجعلنا ممن يستقي الدروس من هذه المدارس .
https://telegram.me/buratha