المقالات

روسيا تعود لمسرح الاحداث

1280 15:11:00 2007-08-23

( بقلم : امجد الحسيني )

الاتحاد السوفيتي الذي انزوى عن ساحة الاحداث قبل اكثر من خمسة عشر عاما ولتصبح دويلاته اشلاء تطايرت بعضها نحو اوربا وامريكا عاد الى واجهة الاحداث والى مسرح السياسة العسكرية بعد اعلان الرئيس الروسي فلاديمر بوتن رفضه نشر الدرع الصاروخي في اوربا فهل استفاقة روسيا بعد غفلتها ونومها لتعود الى ما كانت عليه ؟

اعتقد ان روسيا بوتن عاشت خلال هذه الاعوام في حالة من البناء والانفتاح الاقتصادي معتمدة على بيعها تكنلوجيا نووية سلمية لكوريا ولايران واقول سلمية لان روسيا ككل دولة توسعية لايمكنها ان تجهز سلاح نوويا لدول خاصة اذا كانت مجاورة لانها تخشى الحروب التي دائما ترسمها بمخيلتها واعتبارها ان جميع الدول مجاورة او بعيدة عدوا .

كما حاولت روسيا استقدام المساعدات الاجنبية وبناء الاقتصاد الروسي بناءا جديدا يعتمد الانفتاح والراسمالية الاستثمارية وبيع تكنلوجيا وهذا البناء الاقتصادي كان من اجل التوسع والانتفاخ على حساب الغير بالمقابل توسعت امريكا وصار العالم قطبا واحدا تقوده امريكا وحدها ودخولها العراق وسوء تفكير امريكا التي قالت بالديمقراطية للعراق وحاربت الديمقراطية بعد ان استشعرت عدم رضى الدول الحليفة لامريكا كالسعودية والاردن ومصر واقترابها من الدب الروسي بعدما صالت في افغانستان وظهور دول نووية جديدة تقف بوجه امريكا ؛ هذه الاسباب وسواها دفعت روسيا للعودة الى مسرح الاحداث .

وهذه العودة جاءت طمعا في الشرق - او كما يسميها دعاة التطبيع مع اسرائيل الشرق الاوسط - النفط واستثمار الاسواق وللاستفزاز المتكرر لروسيا وهنا لانريد التنظير لروسيا بقدر ما يعنينا من هذه العودة الجديدة ؛ وارى ان العودة الروسية للاحداث هذه الدولة التي ساندت النظام البعثي الصدامي خلال مآسيه في حكم العراق كما انه ساند الجبهات السنية الردكالية والارهابية على حد سواء وهو يساند سوريا التي تصدر الارهاب للعراق كما يصارع امريكا على ارض العراق والكل يتذكر تصريح بوتن بعد اختطاف الدبلوماسي الروسي في العراق وقول بوتن بانه اوعز لمخابراته واذرعته التي تقتل العراقيين الابرياء على ارض العراق باسم "المقاومة" بالبحث عن رجله وهو دليل واضح على ان المخابرات الروسية كباقي مخابرات الدول الصغيرة والكبيرة تسرح وتمرح بارض العراق وتقتل ماتشاء ومن تشاء باسم المقاومة .

بعد هذا هل سيكون لسياسة العراق الجديد مع روسيا مصالحة واتفاق وانا اعتقد ان مصلحة العراق تقتضي المصالحة والمهادنة لاسباب منها :1- ان الاتفاق مع روسيا سيفتح ابواب المفاوضات مع امريكا على اساس مصالح مشتركة والذي يدفع اكثر كما يقال سيكون مستثمرا في العراق وهنا ستضيق حلقة طلبات الولايات المتحدة لان كل عملية يدخل فيها عنصر المنافسة ستقدم للمواطن العراقي وللسياسة العراقية دفعة اكبر نحو الامام .2- سيدفع امريكا الى العمل على رسم سياسة واضحة مع العراق لانها اليوم تعمل مع السياسين العراقيين بضبابية وعدم وضوح .3- سيدفع روسيا الى التخلي عن تحالفاتها القديمة مع الطائفيين الذين قتلوا العراقيين لان الحاكم اليوم هو تلك الاكثرية التي قمعت طوال خمسة وثلاثين عاما ولمصلحة روسيا ان تتعامل مع اكثرية حاكمة على ان تتعامل مع اقلية قمعية .4- ربما يدفعها اي روسيا لسحب تعاونها مع العصابات الارهابية وايقاف امدادتها لهم لانها ستكون شريكا مع حكومة تقدم لها استثمارات متكافئة للطرفين دون اسالة دماء .5- كما انه من الممكن ان توعز لسوريا حليفتها التاريخية بان توقف تدفق دخول الارهابيين للعراق واتساع العمل الاستثماري والتجاري السوري مع العراق.6- استثمار سوء العلاقات ( السعودية – الروسية) مقابل العلاقات السعودية الامريكية السعودية والكل يعلم ان خمسين بالمئة من المفخخات تدخل العراق من المملكة السعودية وهنا يجعل روسيا مقابل السعودية ويطرح الارهاب السعودية على طاولة الارهاب العالمي لان امريكا اليوم تتغاضى عن الارهاب السعودي وتتناساه بل تقدم له الغطاء للقتل في العراق .7- تخفيف الضغوط الامريكية على الملف النووي الايراني الذي كلما اثير في مجلس الامن الدولي عملت امريكا على زيادة الارهاب في العراق من اجل اتهام ايران به وتوفير روح الكراهية بين العراقيين والايرانيين تمهيدا لحرب على ايران انطلاقا من الاراضي العراقية ؟ واذا سئلت لماذا من الاراضي العراقية لان الجميع يعرف ان الاراضي الايرانية وبجميع الاتجاهات اراضي جبلية قاسية لاتسمح للقوات الامريكية القتال منها وان الاراضي المنبسطة الوحيدة السهلية التي من الممكن ان تكون منفذا لامريكا لحرب ايران من خلالها هي محافظة ديالى لذا نرى امريكا متمسكة بمنظمة خلق الارهابية وفسحها لهذه المنظمة العمل لان الحدود مع ايران في ديالى هي الاراضي الوحيدة التي تسمح للقوات الامريكية البرية ان تتوغل من خلالها لذا عملت امريكا على ان تجعل هذه المنطقة سنية خالصة عن طريق تهجير الشيعة منها وتسليح هذه العشائر وتدريبها لتكون وقود الحرب مع ايران ان سنحت الفرصة لامريكا لتنفيذ هكذا سناريو .8- روسيا تقنع بالقليل من الامتيازات في الاستثمار في العراق فيما تعتبر امريكا نفسها صاحبة الفضل في تخليص العراقيين من اقوى طاغوت على الارض فهي لن تقنع وكلما اعطيت سترفع سقف مطالبها كمثل الاخوة المعارضين من العرب السنة يرفعون سقوف مطالبهم كلما احسوا بان الحكومة العراقية مصغية لهم حتى استهان الدم العراقي وبدأت مطالب التوافق ترفع من اجل اطلاق سراح الارهابيين والمجرمين .9- الشركات الروسية هي التي عملت في العراق واقامت بناه التحتية وهذه الشركات قادرة على اعادة بناء هذه البنى التحتية بارخص الاثمان وباوقات قياسة لانها تملك الخرائط العمرانية التي اسست عليها المنشأت الانتاجية والصناعية والخدمية العراقية فاعادة عمل هذه الشركات سيوفر للعراقيين اسعار رخيصة ووقت اقصر من الشركات الاوربية والامريكية التي تدخل لاول مرة في العراق والتي كثيرا ما تتذرع بالارهاب وتترك مشاريعها لمجرد اختطاف عامل يعمل ضمن شركاتها .10- العداء العربي الفطري لامريكا فلو دخلت الشركات الروسية للاستثمار والبناء في العراق فستسقط مقالات العرب المتلهف للدعايات والمأخوذ بنظرية المؤامرة .11- التحالف الامريكي الحقيقي وبعيدا عن الاضواء مع الحركات الردكالية والارهابية السنية وعندما تتوجه السياسة العراقية نحو الدبلوماسية الروسية سيعطي الحكومة العراقية مجالا اكبر للتفاوض والمقايضة مع الامريكان واستخدام فن الممكن مع امريكا بصورة امثل وسحب البساط من تحت اقدام تلك الحركات الردكالية التي صنعت حاجزا بين الحكومة والشعب بسبب نهجها الا اخلاقي في قتل العراقيين وتدمير البنى التحتية العراقية كلما اصلحت الحكومة جزء منه مما ولَّد جفاء بين المواطن وحكومته .12- السياسة العراقية بصورة عامة التي جعلت من اهدافها بعد سقوط نظام البعث ان تكون علاقاتها الخارجية مع جميع الدول علاقات صداقة ومصالح متكافئة .من هذا كله اعتقد ان السياسة العراقية لو اتجهت نحو روسيا التي بدأت تظهر من جديد على مسرح الاحداث والصراع العالمي ستتوفر لها اليات جديدة للعمل بفن السياسة واساليبها لتخليص العراق من مآسيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك