المقالات

من هنا بدأت فكرة تشكيل أفواج الحشد الشعبي

1498 00:25:20 2014-09-27

خلال سنوات الفتنة الطائفية بين اعوام 2005 و2007 ،والتي تسببت بجراح عميقة في جسد اللحمة العراقية، انبرى رجل الحكمة الراحل السيد عبد العزيز الحكيم،بطلب تشكيل اللجان الشعبية تكون مهمتها حماية المناطق السكانية وظهيرا ساندا للقوات المسلحة ومؤسسة منخرطة مع الدوائر الامنية،وكانت رؤية السيد الراحل تنطلق من احقية هؤلاء الشباب في حماية مناطقهم ومساعدة القوات الامنية والقضاء على البطالة بين صفوف الشباب من ذوي التعليم المحدود، الا ان طلب السيد الراحل لم يؤخذ على محمل الجد من قبل القيادات السياسية والعسكرية المتصدية في تلك الفترة جهلا وحقدا وحسدا،ولم يكتب للتجربة النجاح وبقيت في حدود المبادرات المحدودة،الا انها اينعت نبتةٌ صافية في منهج الاخلاص والصدق والنزاهة،مع اهمية الاشارة الى ان فكرة اللجان الشعبية، ليست الفكرة او المشروع الاول الذي يقف الجميع بالضد منه،بل سبقه الى ذلك مشاريع ومطالب لو قيض لمن عاصر الراحل الحكيم فهمها وادراك اهميتها واستشراف مستقبلها لما تردد لحظة واحدة في رفضها.

المهم ان المشروع اعيد إحيائه من جديد،وهذه المرة بعد ان اصاب العراق سهما بمقتل،تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة، مع فقدان مساحات شاسعة من ارض العراق العزيز،غير ان اعادة احياء فكرة اللجان الشعبية لم تكن من جهة الحكومة او ممن رفض فكرة عزيز العراق،انما جاءت من خلال طرف لا يمكن الوقوف بوجهه او التشكيك بدوافعه ،وكما فعلوها سابقا، وهذه الجهة هي المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني،الذي افتى بوجوب الجهاد الكفائي لدفع الضرر عن ارض العراق،ومقاتلة العصابات الاجرامية التابعة لتنظيم داعش والمجاميع الاجرامية الاخرى،فكان ان تشكلت لجان الحشد الشعبي.

وللحق فانه لولا فتوى المرجع الاعلى بوجوب الجهاد الكفائي ومقاتلة تنظيم داعش والعصابات الإجرامية،لكان وضع العراق مختلف تماما،ولكنا مشردين او مقتولين او اسرى وسبايا نساق من بلد الى بلد،الا ان ابطال الحشد الشعبي تمكنوا من وقف تقدم العصابات الداعشية،وأعادوا مسك الأرض ومن ثم بدءوا عملية استعادة ما تم سلبه من قبل خفافيش الظلام.

ان تجربة الحشد الشعبي استنساخ لتجربة اللجان الشعبية ،وهي تجربة ناجحة وتحتاج الى استمرارية وديمومة ،من اهم مقدماتها تشكيل هيئة وطنية جامعة لهؤلاء الأبطال تكون مهمتها احتضانهم وإعادة تأهيلهم كل حسب محافظته باعتبارهم المدافعين والمضحين والمجاهدين الذي بذلوا أنفسهم دون شروط او امتيازات وعلى عزيمة هؤلاء تقاس الأمجاد والمكاسب والانتصارات.

ان على الدولة الاسراع بتوفير احتياجات هؤلاء الابطال واتمام اوراق تعيينهم وتسليحهم بما يليق بمقامهم وزجهم في دورات تخصصية ومنع التلاعب بحقوقهم او ادخال العناصر السيئة معهم لان من شان هذا الفعل ان يسيء الى هذا التشكيل العقائدي الذي تمكن في غضون ايام من اسقاط هيبة وجبروت داعش الوهابي، ووجود العناصر السيئة في هذا التشكيل المقدس سيؤدي الى افساد المشروع برمته وينزع عنه صفة الولاء والانتماء الى الوطن والى الشعب وسيجعله تابعا للدينار والدرهم والعبودية العسكرية المجردة.

على المعنيين ان يتوقفوا في هذه الفاصلة الزمنية عن فشلهم وجهلهم وإجراءاتهم الروتينية المميتة وان يعيدوا عقارب الزمن الى الوراء ويتعلموا من الاخطاء القاتلة التي تسببت بخسائر كبيرة حد الوجع وان يعملوا في هذه المرة باخلاص من اجل العراق والعراقيين فقد تكون الفرص غير متوفرة في المرة المقبلة خاصة وان من اطلق الفتوى ليس شريكا سياسيا يمكن تاويل مطالبه رغم ان من ادعاها اول مرة كان مخلصا ايضا لكن نقول... فات فات وعلينا بالزمن آلات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك