سوار الذهب عسكري سوداني قام بانقلاب عام 1985 وسيطر على الحكم لكن طموحه لم يكن فقط الحكم والكرسي , بل ابعد من ذلك , حيث عمل سوار الذهب خلال عام من حكمه على تاسيس السلطات الثلاث , وفتح باب الحريات من صحافة وتشكيل الاحزاب , ثم عمل على الاعداد لانتخابات ديمقراطية , ولم يرشح نفسه بل زهد بالحكم , وفاز الصادق المهدي , واعتزل السياسة سوار الذهب معتبرا ان رسالته كانت تاسيس البيئة الديمقراطية في السودان وليس التشبث بالكرسي , وهو كان يقدر ان يكون المنقذ والزعيم الاوحد للسودان لسنين طويلة , لكنه كان صاحب مبدء وقيم راقية نفتقدها في ساسة اليوم .
نتذكر اسوار الذهب ونتحسر على هكذا رجال نفتقد وجودهم في الالفية الثالثة ! حيث يعتبر البعض ( اغلبية ساسة اليوم) الكرسي مغنم لا يمكن التنازل عنه ابدا حتى لو احترق البلد ! فها هو البلد ينزلق نحو دائرة الحرب والتقسيم والعنف , والسبب خلل كبير في الحكومة ومؤسسات الدولة , ففشل السلطة التنفيذية لا يمكن نكرانه اوالسكوت عليه او تجميله ! فهو فشل فضيع ! ويضاف اليه فشل برلماني ساحق !
فكان الاولى على المروج للولاية الثالثة ان يبتعد ويترك الامر لشخص اخر كي يساعد في ايقاف نزيف الدم , بالاضافة الى ان الفاشل لا يمكن ان يكافئ بولاية ثالثة ! وهو فشل بامتياز ! فكي يحفظ ماء وجه كان الانسحاب هو التصرف الائق به , لكن الانانية هي التي تسيطر على الساحة ! فالتفكير بانه لا يمكن ان يقدم شي مع كل الاعتراضات التي تحيط بترشيحه شي لا يهم عندهم ! او ان يخجل من كمية الفشل اللامتناهي التي صبغت كل ايام حكمه فلا يتردد بالتصريح بانه المنقذ وصاحب النجاحات التي لا مثيل لها في كوكب الارض!
ولو سعينا لتعديد انجازات الحكومة كانت اهمها الفساد الكبير في كل مفاصل الحكومة والعقود التجارية تفضح الرائحة النتنة ! ومحافظات مشتعلة !داعش والقاعدة وبقايا البعث تمسك الارض ! والاقتصاد متراجع معتمد كليا على النفط في ظل تخلف زراعي وصناعي وتجاري !والنفس الطائفي مرتفع نتيجة السياسات الخاطئة المتبعة ! واكثر من مليون لاجئ داخل العراق في الاشهر الاخيرة نتيجة الفشل في معالجة الازمات ! والاف القتلى سنويا كضريبة للفشل الامني للحكومة ! وعلاقات خارجية سلبية مع كل الجيران ! وارتفاع مستوى الجريمة في البلد ! واهدار الموازنات السنوية من دون تقديم شي للوطن !
هذه حزمة من انجازات الحكومة فهل يريد ديمومة هذه الانجازات الغريبة !اي جنون نعيش ؟ والاغرب ان هناك عشرات الاقلام المطبلة لهذا الخرف الغريب ! والعشرات من المحللين السياسيين المدافعين عن الفاشل وفشله !
اننا نعيش في زمن كسوف الضمير ! وغرق المبادئ ! وتمظهر فاضح لصفات الشيطان ! مما تسبب بحلكة الحاضر وغياب شمس الحقيقة !
والان مع قافلة من ساسة اليوم المتشبثين بالراي والمنصب والمشورة, هكذا امر يجعلنا ننتظر معجزة سماوية تريحنا من جنون الحاضر . فقط هذا ما يمكن ان يصلح حالنا .
https://telegram.me/buratha