بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الغر الميامين
أن أصعب ما واجه أمير المؤمنين عليه السلام هو اضطراره لقتال المارقين والناكثين والقاسطين وتكمن الصعوبة من كونهم يحملون لقب مسلم ولكنهم خرجوا عن طاعة ولي الله وبذلك خروج عن طاعة الله غير ان الامر لا يكون بهذا النقاء والوضوح الا لاصحاب القلوب النقية الطاهرة والا فأن اغلب الناس ستختلط عليهم الامور ويتخاذلون تارة وينصرون اخرى ويبقى الامر مرهون بالعاقبة التي تمهد لها افعالهم فها هو شمر يقاتل مع امير المؤمنين ع في صفين ليقتل ريحانة رسول الله بعد حين ! اليس هذا سوء عاقبة .
صفين وما ادراك ما صفين , معركة يعيدها التاريخ باطرافها ومواقعها ! رياح صفراء هبت من الشام وكوفة تغلي لصد الاخطار, الاشاعة سيدة الموقف ولا احد يضع يديه على الحقيقية وعمر ابن العاص قادم بثوب الدواعش يثير الذعر وهو فارغ المحتوى والجميع يتكلم بالقران ونصر الاسلام !.
مع كل هذا الخلط ومع ان الدم العراقي سال ولا زال ومع ان الخراب الذي يحصل خراب لبلدي وخسارة لاخي ولزوجي ولابني اقف مستبشرة !
فعلم َ استبشاري ؟ استبشر خيرا من ان اللحظات الدقيقية والحاسمة لا يصمد معها نفاق وان الخطب والهتافات لا صدى لها وسط سليل السيوف فهذه لحظة الجوهر وبيان عاقبة الامور ,هذه اللحظة احرجت السياسي ورجل الدين المدعي وبينت معادن الرجال الذين هم مصداق للقول والفعل .
اربعة عشر عاماً غرق اغلب شبابنا ببحور الهوى فالاطباق الفضائية جلبت لنا مفاسد البر والبحر ولتلتحق بها الجوالات وليعم الفساد والتفاهة مفاصل الحياة ولولا طريق كربلاء وزيارة الاربعينية ما نجا احد من حبائل الشيطان تلك فهذه الزيارة التي جيشوا من اجل محوها الجيوش هي من انتشلت شبابنا من مصير اسود وتلك الدموع هي التي استنقذتهم من الضياع ولقمة الحلال هي التي تجعلهم يتطوعون ومن يدخل الخوف والشك في قلبه فليعلم ان ذلك القلب قد قصر مع الحسين ع والا لو تواصل مع كربلاء لاصبح فولاذا ً لا يخشى شىء.
من كل قلبي اسال الله النصر وان يسهل لوليه الفرج وان يجلي قلوب شبابنا من اي شائبة وان ينصرنا نصرا عزيزا وان يغفر لنا خطايانا وحقا حقا الخير كل الخير في ما وقع فالبعثية يخربون بيوتهم بايديهم والمؤمن يُختبر ايمانه فيوفى كل ذي حق حقه وتنحى التفاهة والمياعة جانبا ً فهذه لحظات حقيقية تاريخية .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha