واثق الجابري
واحدة من أهم المشاكل التي تواجه شعوب العالم الثالث تقبل تعثرات حكامها، و إتهام المواطن بالبلادة والتخلف والجهل الديموقراطي، وقلة الحس الوطني، وغياب الشعور بالإنتماء، الى درجة وصف الفساد ثقافة جماعية.لإننا شعب طيب القلب، صدقنا الشعارات والدموع التي تذرف، صدقنا رجال البداوة الديموقراطية، وقدرتهم على ركوب موجة العالم المتحضر.
ركام من الأوراق والذكريات الأليمية، ومراحل في منتهى اليأس، وأعواد المشناق لا تحتاج سوى الى كلمة بقصد او غيره، وقرابة من الدرجة الرابعة، او علامة إستفهام ، عجزنا عن ردم الطائفية والإنقسام والتمييز، وإنتبهانا الى ساسة يسمون السني صدامي والشيعي إيراني، يُحسب الأول يحن الى السلطة والدكتاتورية والقمع والفوقية، والثاني متأمر جاء مع الإحتلال، مجبرين شعب كامل للخوض في ماء عكر مخلوط بالسموم والروائح النتنة مصادرها خارجية.
نقول ونصدق ،إن اول ثورة للتغيير بدأت من العراق عام 1991، لم يشهد التاريخ المعاصر عنفوان وكسر للقيود وغضب شعبي جماعي، تحدى هذا الشعب الإرهاب وكتب دستور وشارك بكثافة بالإنتخابات المتعاقبة؛ ندعي إننا السباقون في تنظيم الإنتخابات في الربيع العربي، وتوقعنا بمرور الأيام يتوحد الهدف وتذوب الأحزاب مع بعضها وتتوحد الأصوات.
فاجئنا السيسي بالحصول على اكثر من 95% من الأصوات في مصر، بشفافية وفرز خلال ثلاثة أيام، امام الانظار، ايقنا على ما يحدث من تأخير في العراق لأغراض مقصودة وكما يقال( كل تأخيرة بيها تزويرة)، ولأول مرة يحصل رئيس في العالم الثالث على هذه النسبة، بلا تزوير ولا إستخدام للمال العام، وشبه إجماع شعبي مسبق لترشيح السيسي، لمغادرة الشمولية ودكتاتورية مبارك والاخوان، وفك قيود الإغتصاب للحريات.
خروج غير مألوف في عالمنا المشحون بالتناقضات، وقفزة نوعية أمام ساسة العراق، ومنجهم القائم على النفعية، والخادم مخدوم، والحارس محروس، وبحث عن الكرسي وسط أشلاء الضحايا، والقوالب الجاهزة حسب إرادة الفرضيات المتعكزة البليدة، ونموت ولا تفرج بعد الشدة،
المالكي حصل على 95 مقعد والسيسي 95%، ودور الجماهير لا ينتهي بالصناديق والإعتراض مصدة لكل إنحراف، وكشف النقاب عن إن الأراضي الإنتخابية بلا عنوان، وعادت ازمة الكهرباء والزحامات، و95% من الأحزاب كانت ترفع شعار التغيير، حتى من إنتخب المالكي، وحصول حزبه على 13 مقعد من بين 328 برلماني.
لا امل بالتغيير الحقيقي؛ حتى لو كررنا التجربة كل ستة أشهر،؛ إذا لم يجتمع 95% من الساسة على هدف واحد.
إذا كان بريق الكرسي يسبب العمى الوقتي، ويمسح الذاكرة المحملة بالويلات، تشحنه ماكنة الدكتاتورية المهمدة لأسس الدولة، التي تجمع على ارضيتها القوى الوطنية، ولن تفرج مهما ضاقت حلقاتها، كون التأخير والجدل، إلتفاف على إرادة الناخب، وتزوير لتطلعات الشعوب التغيرية، وسوف نعيش تحت سيطرة رجال يبحثون عن الكرسي، ولكن الكرسي يبحث عن رجاله، ولم نصاب بالعقم رغم نكباتنا السوداء على مر التاريخ، وكل شدة ننتج رجال تلو الرجال، ونعلم ان السيسي اصبح رئيس بتفويض الشعب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha