المقالات

العراق...........بين سلطتين

1317 16:31:00 2014-06-03

المهندس علي هادي الركابي

المتتبع لما يحدث سياسيا في العراق ،يدرك حقيقة واحدة لاتقبل للشك والتاوييل ،ولاتوجد هذه الحقيقة في كل القواميس السياسية السابقة واللاحقة،الا وهي ان العراق قد فقد توازنه بين الديمقراقطية الهشة والديكتاتورية الوليدة على انتقاضها .فبعد عشر سنوات من التغيير ،والجهاد ب80 قبلها ،اكلت الحرث والنسل ،وجاء الطغاة خلالها تباعا، بنوا خلالها المجد الكاذب ،لهم ولعوائلهم ،ولمريديهم ،فقدنا خلالها اجمل سني التطور المفترضة وضاع من خلالها الامل بالتغيير .

الى ان جاء صدفة ،بعد عناء طويل مع كلمة النصر ،فتحقق المزعوم نصرا ،من خلال الدماء ،او من خلال مصلحة الامريكان .ففرضت الديمقراطية على شعب لا يعرف كيف ولماذا يستخدمها ،ومتى ؟يستخدمها .فجاءت بتائج ركزت على استخدم السلطة في التشبث بالسلطة اي استخدم الديمقراطية في انتاج الديكتاتورية ،وهما سلطتان متناقضتان وبعيدتان كل البعد عن بعضهما ولو ان القوى السياسية في العراق ،التزمت تعاليم المرجعية الدينية العليا في الأسس و المعالم العامة التي وجهتها للقوى السياسية في طبيعة تشكيل الحكومات والالتزام بها واعتبارها منهجا لذلك،لما حدث ما حدث في العراق من تمسك بالسلطة ، وما يفرزه هذا التمسك من مشاكل كبيرة قد تطيح بالتجربة الفتية في البلاد .

إن مبدأ المشاركة السياسية للقوى السياسية المختلفة لمكونات المجتمع العراقي هو العلاج الناجع لمشاكل البلاد من أزماته استنادا على أساس مبدأ الكفاءة والنزاهة والقدرة على تقديم الخدمات لإدارة البلاد مما يضمن إزالة الشعور بالإقصاء والتهميش .اننا نعيش في اوقات حرجة جدا في هذا الوقت من تاريخ العراق العصيب ،فما ان نرسخ مبدا الديمقراطية ، والتداول السلمي للحكم ،والشراكة الحقيقية للاخرين في قيادة الدولة ،واشعار جميع العراقيين بروح المواطنة ،عن طريق تغيير شكل التحالفات ،واختيار الشرفاء ، الاكفاء للقيادة القادمة ،وانهاء مفهوم الولايات الطويلة الامد ،الثالثة ،والرابعة وربما الخمسين .واما ان نكون امام دكتاتورية لامنتهية ،وحكم الاصهار والابناء والاقارب ،واستخدام ثروات وموارد الدولة في الانتخابات ،والتسقيط الكيدي السياسي للخصوم ،وتسقيط المرجعيات والحوزات الدينية ،وخلق الازمات السياسية والعرقية والطائفية بين مكونات الشعب الواحد .في كل مما مر، يجب اتخاذ القرار وبسرعة من قبل الخييرين في هذا البلد ،وان ان يكون سريعا ،وقويا هادرا ، وهو نعم للديمقراطية الفتية ،وكلا والف مثلها لديكتاتورية قد ولدت سريعأ ، وستموت سريعا ...كاختها الاخوانية المصرية ،فهما شبيها الولادة ،والتاريخ،وحب السلطة ،والكذب ...وربما الهزيمة .....ايضا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك