المهندس علي هادي الركابي
المتتبع لما يحدث سياسيا في العراق ،يدرك حقيقة واحدة لاتقبل للشك والتاوييل ،ولاتوجد هذه الحقيقة في كل القواميس السياسية السابقة واللاحقة،الا وهي ان العراق قد فقد توازنه بين الديمقراقطية الهشة والديكتاتورية الوليدة على انتقاضها .فبعد عشر سنوات من التغيير ،والجهاد ب80 قبلها ،اكلت الحرث والنسل ،وجاء الطغاة خلالها تباعا، بنوا خلالها المجد الكاذب ،لهم ولعوائلهم ،ولمريديهم ،فقدنا خلالها اجمل سني التطور المفترضة وضاع من خلالها الامل بالتغيير .
الى ان جاء صدفة ،بعد عناء طويل مع كلمة النصر ،فتحقق المزعوم نصرا ،من خلال الدماء ،او من خلال مصلحة الامريكان .ففرضت الديمقراطية على شعب لا يعرف كيف ولماذا يستخدمها ،ومتى ؟يستخدمها .فجاءت بتائج ركزت على استخدم السلطة في التشبث بالسلطة اي استخدم الديمقراطية في انتاج الديكتاتورية ،وهما سلطتان متناقضتان وبعيدتان كل البعد عن بعضهما ولو ان القوى السياسية في العراق ،التزمت تعاليم المرجعية الدينية العليا في الأسس و المعالم العامة التي وجهتها للقوى السياسية في طبيعة تشكيل الحكومات والالتزام بها واعتبارها منهجا لذلك،لما حدث ما حدث في العراق من تمسك بالسلطة ، وما يفرزه هذا التمسك من مشاكل كبيرة قد تطيح بالتجربة الفتية في البلاد .
إن مبدأ المشاركة السياسية للقوى السياسية المختلفة لمكونات المجتمع العراقي هو العلاج الناجع لمشاكل البلاد من أزماته استنادا على أساس مبدأ الكفاءة والنزاهة والقدرة على تقديم الخدمات لإدارة البلاد مما يضمن إزالة الشعور بالإقصاء والتهميش .اننا نعيش في اوقات حرجة جدا في هذا الوقت من تاريخ العراق العصيب ،فما ان نرسخ مبدا الديمقراطية ، والتداول السلمي للحكم ،والشراكة الحقيقية للاخرين في قيادة الدولة ،واشعار جميع العراقيين بروح المواطنة ،عن طريق تغيير شكل التحالفات ،واختيار الشرفاء ، الاكفاء للقيادة القادمة ،وانهاء مفهوم الولايات الطويلة الامد ،الثالثة ،والرابعة وربما الخمسين .واما ان نكون امام دكتاتورية لامنتهية ،وحكم الاصهار والابناء والاقارب ،واستخدام ثروات وموارد الدولة في الانتخابات ،والتسقيط الكيدي السياسي للخصوم ،وتسقيط المرجعيات والحوزات الدينية ،وخلق الازمات السياسية والعرقية والطائفية بين مكونات الشعب الواحد .في كل مما مر، يجب اتخاذ القرار وبسرعة من قبل الخييرين في هذا البلد ،وان ان يكون سريعا ،وقويا هادرا ، وهو نعم للديمقراطية الفتية ،وكلا والف مثلها لديكتاتورية قد ولدت سريعأ ، وستموت سريعا ...كاختها الاخوانية المصرية ،فهما شبيها الولادة ،والتاريخ،وحب السلطة ،والكذب ...وربما الهزيمة .....ايضا .
https://telegram.me/buratha