بسمه تعالى
في كل عام يأتينا نيسان بكذبة واحدة في باكورته الا أنه في هذا العام أقبل علينا بسيل من الاكاذيب التي غُلفت بعبارات تقطر مثالية وأمل في غد مشرق فصارت العبارات في ظواهرها متشابهة غير ان البواطن علمها عند ربي وعند من يمن عليه من عباده بتوفيق لغربلة المواقف وتحليلها وصولا الى دعم من لديه امكانيات لخدمتنا وقيادتنا كأمة وليس كقطيع .
وفي قراءة سريعة للملصقات تجد المضحك المبكي فقلة الذوق في كثير منها بادية والفخامة وكبر الحجم صفة مستشرية والمبالغة في كم المطبوعات للغثيان موجبة و حقيقة ان بعض الملصقات تُنطق الحجر فأحد المرشحين يقسم بالله جل علاه انه والعبارة له " قد رشح نفسه بأمر رسول الله !! واخر تقدم لهذه المسؤولية العظيمة ولا يمتلك الا كونه مقدم برنامج في احدى الفضائيات وثالث تقدم بصفته مهندس صوت حسيني ! وكأن الامر لا يخص وطنا ذبيحا ً مكتشحا بالسواد وتغطي قدميه دماء ابناءه أوليس هذا عراقنا ؟
أما المرشحات فأغطي وجهي حياءا ً مما قدمنه من صورة بائسة عن المرأة العراقية وللانصاف نضع كلمة بعض ونعتذر من تعميم تجبرنا عليه الحالات الكثيرة الملفتة للنظر . ان المرشحة لم تفكر وهي تشرف على اخراج دعايتها الانتخابية انها تمثل المرأة العراقية المستثناة من عيش واقع هادىء وحياة طبيعية فلقد عاشت في حالة طوراىء لعقود ترملت وتثكلت وجاهدت ورسم الزمن على وجهها قصصا ً وحكايات ولتأتي المرشحة لتستعرض حسنها وجمالها الصناعي وربما لم يخبرها احد انها انتخابات لدولة وليست لملكات الجمال وقفت لتستعرض طولها كاملا لتسر الناظرين تلبس افضل ما عندها وغالبا ً طقم تركي ومستخدمة مساحيق لا اظنها من انتاج بلدها الذبيح الذي لا ينتج الا النفظ والموت ولا تأبه ان كانت محجبة او سافرة فلكل منهن زينتها الخاصة ولتُخرج الحجاب من عفته ولتلونه وفق اهوائها لتعطي انطباعا بانها " سبورت " حتى فجرت احدى الدكتورات مفاجئتها بتقديم ملصقين تقف فيه ذات الوقفة وبذات الطقم سافرة تارة ومحجبة تارة اخرى لتوزع الاول في زيونة والثاني في الكاظمية !! أي مصيبة تلك والادهى ان بعض المواقع الاجنبية التقطت الخبر لتقدم لدولتها صورة عن شخص العراقية فاغثنا يا غياث المستغيثين .
وبعيدا ً عن كل هذه الابعاد التي اشرت اليها على عجلة من التبجح وقلة الذوق وعدم المعرفة بابسط القواعد العامة أتامل في بُعد مقلق الا وهو كيف ان الشخصية العراقية تغيرت كل هذا التغير لقد انحرفت اذواقنا بزواية منفرجة لا اظنها تعود الا بعد جهد جهيد .
كل من في الملصقات فرح ولم اجد وجها يعكس قلقا ً من مسؤولية الا ما ندر فالاغلبية مستعرضين وللكراسي مقبلين وعن همومنا لاهين والا لما تبرجوا بهذا المقدار ليمثلوا الكالحين .
لقد دفعت الملصقات الشاذة البعض الى ردود فعل اشذ منها وعلى تبني حملات لا اجرأ على سرد ما تقوم به من اهانة للانسانة العراقية ولكن عتبي عليها اكثر انها لم تحفظ مقدارا ً الواقعية التي كانت لتصونها من هكذا اعتداءات سواء كانت سافرة ام محجبة فالمسألة ليست بين تلك الكفتين بل بين المقبول والشاذ وهل تستحق مثلهن الانتخاب !
رغم كوني مرأة لا اقدم ابدا على انتخاب امرأة وليس تخلفا ً مني او استهانة بها ولكن بلدي ينزف وانا بحاجة الى رجال مؤمنين وامناء رجال حرب واقتصاد لينقذوا ما تبقى من دمائنا واستغرب الكم الهائل من المرشحات بل وحتى المرشحين ف 8000 رقم كبير ومشتت للاصوات وهادر للاموال التي كان الفقير اولى بها .
الكل يسعى الى اعلى الهرم رغم انه ضيق المساحة تاركين القاعدة العريضة خالية والكلام هنا للنساء فحذاري من انقلاب الهرم لعدم التوازن وحذاري من الاعتقاد باننا نكون او لا نكون ( اي النساء ) اعتمادا على رأس الهرم فأنا الله عز وجل انما اختار لنا القاعدة لنأسس ونصنع رجالا نرسلهم نحو قمة الهرم ليواجهوا الصواعق فساحة قتالهم علوية ولنا ساحة القاعدة وبناء الاسر القوية ولاضير في صعود الصفوة منا الى مصدر صناعة القرار ولكن ليس بشرط النسبة ولكن بشرط التفوق .
نسأل الله ان يحفظ شعبنا وان يهدي المرشحين لخدمتهم واتقاء الله في كل لحظة .
https://telegram.me/buratha