المقالات

"سلامات"..للسلامة الوطنية!؟

1195 08:17:25 2014-04-07


أكرم السياب
انتكاسة جديدة للدستور العراقي، وما ضم بين جنبيه، من مواد لم يقتنع بها السياسيون، ولا الإفراد حتى. في السابق تعالت الأصوات على قانون التقاعد البرلماني، وما لا يفقهه البعض، بأن الدستور العراقي المؤقت لسنة 2005، هو الذي اقر بالامتيازات التقاعدية. وفي الأيام القليلة الماضية، انطلق مشروع إبعاد المرشحين، الذي يعطي للهيئة القضائية، حرية التصرف، بما تشتهيه المفوضية بعيدا عن قبول البرلمان.
اليوم يعود الدستور العراقي، بميزة أخرى، كشفت مؤخرا عن حرية حالة الطوارئ، والصلاحيات الواردة فيها موجودة حاليا، في قانون السلامة الوطنية. (الأمر التشريعي رقم 1 لسنة 2004) الذي أصدره إياد علاوي، عندما كان رئيسا للوزراء، ويتمتع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في آن واحد، ولم يتول البرلمان إلغاء هذا القانون أو تعديله.
التلاعب في الشرعية، وحرية إصدار القوانين، الممنوحة لمجلس الوزراء، هي المشكلة الأكبر. تحديد صلاحيات رئيس الوزراء، لم تحدد بشكل مطلوب في الدستور العراقي. مما جعل رئيس الجمهورية، وقرار البرلمان، إسقاط فرضا، للموافقة أو الرفض .
قانون السلامة الوطنية، وما جاء في فقراته، هو حالة طوارئ بلا شك، وهي خطوة تلي، بعد تدهور الأوضاع الأمنية في إي بلد، تأتي بعد ظروف الحرب، والأحكام العرفية. وهذا ما استخدمته البحرين، في 15 /آذار عام 2011، بعد قيام التظاهرات وارتباك الوضع الأمني في المملكة .
للوقوف على تأريخ العراق السياسي، نعرض لكم حالات الأحكام العرفية، التي شهدها البلاد، منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921. ومنها؛ في العهد الملكي، لم يكن هذا المفهوم معروفا أو متداولا، كان وقتها شائعا ما أصطلح عليه أيام الطوارئ، والأزمات السياسية بـ (المحاكم العرفية) التي تشكلت في بداية الأمر، في ضوء مرسوم الإدارة العرفية رقم 18 لسنة 1935. وهي محاكم عسكرية، تتشكل من قادة عسكريين، ذوي خبرة وشهادة في مجال القانون، وهي تتشكل في ظروف إعلان الأحكام العرفية، عندما تفرض في أوقات الاضطرابات وحوادث الشغب.
وأما تجربة محكمة (الشعب)، أو ما عرف بـ ( محكمة المهداوي) بعد 14 تموز 1958. وما تميزت به من استعراضات، سياسية ساخرة، من بعض المتهمين، بسبب حضور جلساتها جمهور من العامة. وهي تقف فيه حدا فاصلا، بين عهدين سياسيين مختلفين، لا تزال جلساتها طرية في الأذهان.
اما (مجلس قيادة الثورة) في شتاء عام 1969. الذي شكل هذه المرة محكمة (عسكرية خاصة)، لمحاكمة ما عرف حينها بـ (شبكة التجسس لصالح العدو الصهيوني). والتي ألقي القبض على أفرادها قبل (17 ـ 30 تموز 1968)، بعد أن كشفت خيوط تلك الشبكة ،في نهاية الحكم ألعارفي الثاني، وأوقف أفرادها منذ ذلك الوقت.وصولا الى ظروف الحرب العراقية، الإيرانية (81-88). والى أحداث الانتفاضة الشعبانية 1991، حتى سقوط النظام ألبعثي في سنة 2003.
السؤال هنا، هل يحتاج الوضع الأمني لحالة طوارئ فعلا؟ وهل ان حالة إعلان الأحكام العرفية، في الوقت نفسه يجري العراقيون، استعدادا لخوض الانتخابات؟ ان كان البلد مستقرا، ويتداول السلطة سلميا، إذن أي اضطراب يحصل، والبلد يعيش حالة ديمقراطية؟ ما تقوم به الحكومة الحالية ،من تعطيل للدستور، وإيقاف عمل البرلمان، المنتهي جزيئا، هي بادرة خطيرة لتوجه سياسي خطير في الداخل مما يضفي استمرار، إعلان حالة الطوارئ، وتأجيل الانتخابات، والجلوس لفترة أطول على سدة الحكم نالى ان يأذن الوضع لإنهاء حالة الطوارئ بمرسوم آخر.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك