بقلم : قاسم محمد الخفاجي
لا يزال موضوع مقتل الدكتور محمد بديوي الشمري من قبل احد ضباط القوة المكلفة بحماية المنطقة الرئاسية التابعة للرئيس جلال الطالباني يتفاعل في الإعلام والأوساط السياسية ، وان السبب في تأزم الحادث هو تصريح رئيس الوزراء عند إشرافه على تسليم القاتل حيث تكلم كلام غير مسؤول : ( أنا ولي الدم ... الدم بالدم ... ) وما أن أنهى المالكي تهديداته حتى كان أول رد فعل للجماهير المحتشدة إلى شتم القومية الكردية ، وقاموا بالكتابة على الحواجز الكونكريتية القريبة من الحادث عبارة ( كلا للكراد )، انسجاماً مع تهديدات المالكي .
ان المالكي بالحقيقة ليست المرة الأولى ، التي يصرح بها في الإعلام بكلام انفعالي ، فقبل هذه الحادثة بأيام قليلة شن المالكي هجوماً شرساً و قاسياً على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكان تصريحه بمثابة أهانة لزعيم سياسي له أتباع ووزراء في الحكومة ونواب في البرلمان ، فهل من المعقول لا يفهم شيء بالسياسة والدستور.... ! .
إن انفعالات المالكي المتكررة خطيرة ، وتدل على عدم انضباطه ، وكادت تؤدي إلى كوارث أمنية في العراق ، أكثر مما هو فيه الآن ، فلا شك إن شطحات وسقطات لسان المالكي ، أقوى مفعولاً وابعد أثراً من الرصاص ، في صدر مقتدى الصدر ، والحمد الله إن أتباع الصدر لم يحرقوا المنطقة الخضراء على المالكي ، ولو حدث ذلك فلا تنفعه (صولة الطرزان )!، ولكن كانوا أكثر عقلانية من المالكي ! واكتفوا بالتظاهرات ! .
أما في حادث مقتل البديوي ، فأن شطحة المالكي ايضاً كادت تؤدي إلى مشاكل قومية بين العرب والأكراد ، تضاف إلى مشاكل هي أصلاً قائمة بين المركز والإقليم وضحيتها الشعب العراقي ، كاد انفعال المالكي إن يؤدي بالعراق إلى منزلق خطير وهاوية ومحنة قاسية مثل التي حدثت عامي 2005_ 2006 ، لولا سارعت الأصوات المعتدلة والأعلام المعتدل ، ومنظمات المجتمع المدني ، بسحب البساط من تحت أقدام من المتربصين الذين يريدون التصيد بالماء العكر ، ومن يريدون مكسب انتخابي و تسقيط طرف على حساب دماء الشعب العراقي .
وهنا لابد أن نسأل ونقول لرئيس الوزراء ، لماذا ، مسلسل القتل اليومي الذي يتعرض له العراقيون في بغداد وباقي المحافظات ، طيلة السنوات الماضية ، لم يجعلك تغضب وتنفعل كما حصل في حادثة المرحوم بديوي ؟ ،ولماذا ، لم تغضب وتنفعل كغضبك وانفعالك وتشطح كعادتك على قوات سوات التي قتلت مدرب كربلاء ؟.!!!
إن اللسان هو المعبر عن مستودعات الضمائر، والمخبر بمكنونات السرائر. لذلك فأن سقطات لسان المالكي الكثيرة ، والتي تظهر بين الحين والأخر ما هي إلا دليل كرهه لمنافسيه وحقده عليهم وكذلك تعبيراً عن طموحاته ، ومنها الانفراد بالقرار والحكم ، وما قوله المشهور ( بعد ما ننطيها ) إلا دليل على نيته بالديكتاتورية التي لم تعد مخفية على الشعب العراقي وان كان الثمن امن المواطن .!!
https://telegram.me/buratha