بقلم المهندسة بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذا اليوم من كل عام تحتفل العديد من الدول ومن ضمنها العراق بعيد الام الذي يصادف و يوم الاعتدال الربيعي وعيد الشجرة وعيد نوروز !! لقد تزاحمت الاعياد في يوم واحد مما يستدعي التوقف عند ذلك .
ان يوم 21 اذار هو يوم الاعتدال الربيعي ( تساوي ساعات الليل والنهار ) ويبدو ان عيد الشجرة وُضع ليناسب الحدث حيث ان الشجرة تستقبل اللون الاخضر و هي أول من تبتسم للربيع و لكن الامر أشمل من ان تحتويه شجرة وتظفر به ليكون عيد لها فلهذا اليوم تميز وقدسية خاصة منذ الازل حافظ عليه الفرس وضيعه العرب فهو اليوم الذي أخذ فيه النبي الاعظم صلى الله عليه واله العهد لأمير المؤمنين في غدير خم وهو يوم انتصار أمير المؤمنين عليه السلام في معركة النهروان وهو اليوم الذي يُتوقع فيه ظهور قائمنا عليه السلام . وهناك روايات عن اهل البيت عليهم السلام تؤكد قدسية هذا اليوم وانه ليس حكرا ً على احد بل هو يوم مقدس للبشرية جمعاء ولشيعة أمير المؤمنين بشكل خاص فعن الامام الصادق ع : ( منقول عن مستدرك الوسائل )
عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيسٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع يوْمَ النَّيرُوزِ فَقَالَ أَ تَعْرِفُ هَذَا الْيوْمَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاک هَذَا يوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْعَجَمُ وَ تَتَهَادَى فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ ع وَ الْبَيتِ الْعَتِيقِ الَّذِي بِمَکةَ مَا هَذَا إِلَّا لِأَمْرٍ قَدِيمٍ أُفَسِّرُهُ لَک حَتَّى تَفْهَمَهُ قُلْتُ يا سَيدِي إِنْ عُلِمَ هَذَا مِنْ عِنْدِک أَحَبُّ إِلَي مِنْ أَنْ يعِيشَ أَمْوَاتِي وَ تَمُوتَ أَعْدَائِي فَقَالَ يا مُعَلَّى إِنَّ يوْمَ النَّيرُوزِ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي أَخَذَ اللَّهُ فِيهِ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ أَنْ يعْبُدُوهُ وَ لَا يشْرِکوا بِهِ شَيئاً وَ أَنْ يؤْمِنُوا بِرُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ وَ أَنْ يؤْمِنُوا بِالْأَئِمَّةِ ع وَ هُوَ أَوَّلُ يوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ وَ هَبَّتْ فِيهِ الرِّياحُ وَ خُلِقَتْ فِيهِ زَهْرَةُ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي اسْتَوَتْ فِيهِ سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَى الْجُودِي وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي حَمَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ص أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ص عَلَى مَنْکبِهِ حَتَّى رَمَى أَصْنَامَ قُرَيشٍ مِنْ فَوْقِ الْبَيتِ الْحَرَامِ فَهَشَمَهَا وَ کذَلِک إِبْرَاهِيمُ ع وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي أَمَرَ النَّبِي ص أَصْحَابَهُ أَنْ يبَايعُوا عَلِياً ع بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي وَجَّهَ النَّبِي ص عَلِياً ع إِلَى وَادِي الْجِنِّ يأْخُذُ عَلَيهِمُ الْبَيعَةَ لَهُ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي بُويعَ فِيهِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِيهِ الْبَيعَةَ الثَّانِيةَ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي ظَفِرَ فِيهِ بِأَهْلِ نَهْرَوَانَ وَ قَتَلَ ذَا الثُّدَيةِ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي يظْهَرُ فِيهِ قَائِمُنَا وَ وُلَاةُ الْأَمْرِ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي يظْفَرُ فِيهِ قَائِمُنَا ع بِالدَّجَّالِ فَيصْلِبُهُ عَلَى کنَاسَةِ الْکوفَةِ وَ مَا مِنْ يوْمِ نَيرُوزٍ إِلَّا وَ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ فِيهِ الْفَرَجَ لِأَنَّهُ مِنْ أَيامِنَا وَ أَيامِ شِيعَتِنَا حَفِظَتْهُ الْعَجَمُ وَ ضَيعْتُمُوهُ أَنْتُمْ "
فعيد نوروز عيد عبادي يستقبل فيه المسلم السنة الشمسية ( دخول الشمس في برج الحمل ) بطاهرة وخشوع كما هو حال الاعياد كما انها تتميز بسفرة تحتوي على مايمثل الحياة ماء وسمك وزرع اخضر وقران وملح وسكر وسمسم وحنطة ومكسرات وشموع ومراة ونقود معدنية وغيرها وتجتمع عندها الاسرة لقراءة الادعية حتى تدخل الشمس في برجها في ساعة من ساعات اليوم ال 20 في أجواء عبادية روحانية معلومة لدى الكثير من العوائل العراقية خاصة الجنوبية .
وحينما يشمل يوم كهذا كل تلك المناسبات لا اجد مكانا ً لعيد الام وسط هذا الزحام فتلك الجوهرة بحاجة الى خصوصية ولاتقرن مع الربيع وكفى لان الفكرة خطرت على بال كاتب مصري ! وحقيقة ان الفكرة يشكر عليها ولكن اليوم بحاجة الى انتقاء لماذا نقتبس من الغير ولماذا لا يكن عندنا خصوصية فعيد المراة ( 8 اذار ) مقتبس عن مظاهرة في نيورك تسببت في وضعه عيدا !! وعيد الام تم مزجه مع عيد الربيع كما هو متعارف بين العرب خشية مشاركة العجم في امر والعياذ بالله! أن كان عيدا عباديا ً نورزيا ً !! .
وكأن العرب ليس لهم مناسبات ورموز يستثمروها لوضع عيد للانسانة التي تمثل نصف العالم وتلد النصف الثاني !! وحقيقة اعجبتني التفاتة من التفاتات مسلمي الجمهورية الاسلامية في اختيار يوم ولادة الزهراء عليها السلام عيد للام واختيار يوم ولادة الامام علي عليه السلام يوما ً للاب وهي التفاتة رائعة ولكنها صاعقة على رؤوس المعاندين وقسما ً بخالق السموات والارض ما انتصر العجم الا بعشقهم لال محمد وما خُذل العرب الا لتنكرهم لهم .
لقد مر عيد نوروز هذا العام على انه يوم عبادي وتجرد من بهجته أحتراما ً واجلالا للسيدة الزهراء عليها السلام ونحن نعيش الايام الفاطمية ( ايام مابين روايتي الوفاة ) فكان يوما ً فاطميا ً عباديا ً في جمعة مهدوية انطوت بلا حسيس ولا نجوى فالى متى أحار يك يا مولاي والى متى .... انتظرتك هذا اليوم وساظل منتظرة وارجو ان تدركني قبل ان يدركني الموت يالمن اتنفش شوق لقائه واتخطر دفىء عدله .
والى امي الغالية اطبع قبلة على يدها وجبينها وأسال الله ان لا تطلع فيه شمس يوم لا اراها امامي فتحية لك في عيدك المقتبس وبانتظار ولادة الزهراء عليها السلام لنعبر فيه عن اعتزازنا وحبنا بعنوان قطرة في بحر حنانك الدافىء .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha