المهندس علي هادي الركابي
لاشك ان العراقيين عموما ،قد اخذت منهم العشر العجاف ماخذا عظيما جدا ،اكل الاخضر واليابس معا،لكن ماسيحدث في الايام القليلة المتبقية ،هو ما سيرسم معالم الخارطة الاستراتيجية للعراق ،و ربما لمدة ربع قرن .لنعد قليلا الى الوراء نجد ان كل ماتم انجازه في العراق الجديد ،قد تم رسم سياسته ،عن طريق المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ،المتمثلة بالامام السيد علي السيستاني (دام ظله )،وقادت هذه القيادة العظيمة بحنكة عالية ،تفاصيل الحياة السياسية اليومية، في السر او العلن ،وتحملت الكثير من طعنات وربما ما لم تذكره ،
وسيذكره المستقبل في مذكراته ،والذي كانت تحدده تحديات المرحلة ،اقليميا ودوليا وحتى محليا .ان ما تعرضه المرجعية الان من خلال لقاءاتها المباشرة مع الشعب ،او من خلال معتمديها المنتشرون في كل العالم ،او وسائل الاعلام الحديثة ،ومن منبرها الحديدي ،مبر الجمعة ،ورسالتها الواضحة للناس .اذن اصبح جليا وواضحا ،للجميع ما تريده المرجعية بالظبط ، من خلال ما ذكر ، وهي تركز في الايام القليلة القادمة وبقوة ،على كلمة ومفردة واضحة ولا لبس فيها وهي، التغيير .. والسوال هو كيف سيتعامل العراقييون مع هذه المفردة، وطاعة المرجعية في هذا الوقت، وضرورية تلك الطاعة من اجل المستقبل من جانب ،ومن اخر عدم تكريس مفهوم الديكتاتورية ، والتداول السلمي للسلطة ،وهو ما تريده المرجعية وتعمل عليه الان ،وبهدوء ،وبحذر .
ما تريده المرجعية في سبيل تحقيق المكاسب الكبيرة للشعب ،من الشعب ،هو ان الاختيار هذه المرة ،يجب ان يكون بحرفية ووطنية عالية جدا ،وان الفاسدين ،وشراء الذمم، وسارقي المال العام، حتى وان كانوا في قائمة ربما جيدة نوعا ما ،وان المفهوم التكاملي ،بين القائمة النزيهة ،والشخص النزيه،يجب ان يتحقق في عنصر الاختيار القادم .وتمييز الصالح من الطالح ، صار واضحا للجميع ،ومن خدم الناس وبشرف ،ومن خدم حزبه وجماعته ،كل ذلك يجب ان يدون في سجل الفرد العراقي ،قبل الذهاب الى الانتخابات ،لان التاريخ لايرحم هذه المرة ،وان القبلية، والعنصرية الحزبية، والاموال وشراء الذمم ،لاترحم احدا ييوم القيامة .
النصر سيكون هذه المرة بيد المرجعية ،وهي نائبة الامام المعصوم ،وطاعتها واجبة ، وهي من سياخذ بيد العراقيين ، الى بر الامان ،ان احسن العراقييون ....الاختيار .
https://telegram.me/buratha