قاسم محمد الخفاجي
لا يمكن للمرء أن يتزعم دعوة إصلاحية ناجحة ، دون أن يكون مستعداً لتغيير تفكيره وسياسته على وفق ذلك.
إن الأخطاء المتكرّرة للحكومة والبرلمان ، وعدم كفاءة أدارة بعض المسؤولين الكبار فيها لملفّات الأزمات الجدّية القائمة,هو السبب البارز لاشتعال فتيل تلك الأزمات,إن هذه الأسباب شجعت دول مجاورة و إقليمية ، إن تلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في التدهور الأمني في العراق ، نتيجة طمعها أو قلقها وخوفها من طبيعة التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الجارية في العراق منذ سقوط النظام البعثي البائد في 2003 ولحد الآن, فهي تسعى بكل قوة لصنع وتأجيج تلك الأحداث السائرة وبسرعة باتجاه أعادة الاقتتال المذهبي في العراق !.
شهدت بغداد في الأسبوع الماضي ، عقد المؤتمر الأول لمكافحة الإرهاب ، والمفروض أن يشخص ويعلن المؤتمر من أين يأتوا الإرهابيين ومن يمولهم ومن يحتضنهم ولماذا ، وما هي أسباب تفاقم الإرهاب ، وهل هناك إرادة سياسية حقيقية مستعدة للتغيير ، وإلا فلا فائدة من انعقاده .!
الحقيقة المرة إن هناك بعض السياسيين يتعمدون ( استغباء المواطن ) فما معنى تصريحات رئيس الوزراء ، بخصوص قدوم الصهريج المفخخ وسائقه من الفلوجة ، لا أدري من أين حصل المالكي على المعلومات هل من الاستخبارات ؟ وإذا كان كذلك ، فلماذا لم يكشف ويعتقل ؟ أم هو تصريح مجرد أعلامي لزيادة الشد الطائفي !، كان كلام المالكي هذا خلال كلمة له بمناسبة افتتاح البناية الجديدة لمؤسسة الشهداء وقبل يومين من انعقاد المؤتمر البروتوكولي !.
أما تصريحات محافظ بابل من ائتلاف دولة القانون بخصوص تفجير الحلة حيث يقول: (إن الإرهابيين فشلوا في الوصول إلى الدوائر المهمة في المحافظة )!.
أما فيما يخص تفجيرات بغداد ، فصرح حسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب ، والقيادي في ائتلاف دولة القانون حيث يقول : (إن الإرهابيين فشلوا في الوصول إلى مواقع حيوية في العاصمة بغداد )!.
إن هذه التصريحات ، لا تعطي أي أهمية لقطرة الدم التي حرم الله سفكها والتي تحولت في العراق إلى انهار جارية ، وان صراخ الأيتام وآهات الثكلى وأنات المعذبين والفقراء والساخطين ، لا تسمع ، كل هذا غير مهم ، المهم الولاية ثالثة .!
https://telegram.me/buratha