قاسم العجرش
هذه المرة أحاول بكل قوة أن أطرق باب عقولكم ، لأستفزها كي تنظر الى النصف الفارغ من الكأس، وللحظة أعيروني قحاف رؤوسكم، لأنفث فيها بعضا مما يثير فيكم الحمية والغيرة، وأنتم أهل لهما.
قد يشكل طرقي على الأبواب إعتداءا على خصوصياتكم التي لم تنتهك! ويكون ذلك تحريضا لكم على أن تفعلوا شيئا ما، في غير أوانه، سيما وأنكم تنعمون برغد العيش بإستقرار وأمن مستتب، شنو يعني معنى مستتب؟!
غير أن خطيئتي مثلما هي خطيئتكم أننا نعشق هذا الوطن، وعشقنا يدفعنا لأن نطرق أبواب العقول، لأننا نريد لأنفسنا ووطنا إستحقاقاتنا الإنسانية على أقل تقدير، ونريد لوطننا الموقع المستحق والمكانة الحضارية المتميزة بن الأوطان، ونريد للعراقيين الكرامة والحريات، وحقوق التعبير والصياح، والبكاء والحزن، والأنين والضحك أيضا، ما دامت مآسي الناس هنا، لا تضع نقطة النهاية إلا لتعود إلى السطر!
نريد أن ندبر أمورنا بعقل ومسؤولية، وبأقل تكاليف بشرية وإقتصادية، فقد فقدنا الكثير الذي لا يمكن تعويضه، إلا إذا سلكنا هذا المسلك، وما فقدناه بعيد تغيير صدام، أكثر مما فقدناه على يد صدام ومن سبقوه، لكن: ويلاه من ماضينا الجديد، ويا ويلاه على حاضرنا، وأواه على مستقبلنا!
نريد صناعة شيء قوي ما زلنا نجهله، هو ما يكفل الحقوق والحريات، وينهي عصور الظلام، التي استبد فيها منطق "أنا والبقية تحت عرشي"، لكننا لا نريد لهذا الشيء أن يكون هو الآخر أسدا علينا، لأننا نريد إنهاء استئساد البعض بالسلطة، واستئثار البعض الآخر بالثروة أو بهما معا!
طبول الدعاية الإنتخابية تقرع، وصخب الإعلام والإعلان يصك الأذان، والجميع يتحدثون عن نوايا، ولا جديد تحت الشمس إلا النوايا، لكننا ، وهذا هو الذي أطرق باب عقولكم من أجله، لا يجب أن نحتفل ونرقص بمجرد قراءتنا للنوايا، لأنها وحدها لا تبني أوطان خربها الماضي الأسود، وعمق خرابها الحاضر الرديء!..
من المؤكد أن أصواتنا ستخبو وسط الضجيج حينا، وحينا سنشارك مرغمين في صناعة الضجيج، لكن تذكروا أن علينا في الثلاثين من نيسان القادم، أن نثأر لكرامتنا المهدورة، وأن نسترد أموالنا المسلوبة، وأن نقتلع حقوقنا من عيون من منعوها عنا، وأن نحاسب على كل قطرة دم عراقية سفكت من أجل كرسي!
كلام قبل السلام: نجتث الداء من جذوره، خير من أن نتشبه بالنعامة!
سلام..
https://telegram.me/buratha